انتحار ام استهتار وحكمه الشرعي


...عندما نذكر كلمة انتحار فالكل يعلم معناها ومقصدها ، ولكن ليس الكل يعلم ان من الانتحار ما هو سبب ديني عند بعض الشعوب ، فالاختلاف واضح المعالم بيننا نحن المسلمون وبين غيرنا من الديانات الأخرى . لكن الذي استوقفني هو ارتفاع نسبة عدد المنتحرين في بلادنا الحبيبة ، والذي استوقفني اكثر هو اعمار المنتحرين حيث معظمهم من الشباب ، والعكس هو الموجود عند بلاد الغرب حيث ان نسبة المنتحرين عندهم من كبار السن ، لذلك اقف هنا واقول ان سبب انتحار الاشخاص في بلاد الغرب هو انتهاء اللذات عندهم فلم يجدوا متعة بعد ان حصلوا على كل متعة يستطيعون الحصول عليها ، ثم بعد ذلك يكون الانتحار . اما عندنا فليس هناك سبب واضح لانتحار الصغار سوى انهم يظنون ان كل مشاكل الحياة تقع على ظهورهم ، وتقل هذه النسبة بين كبار السن عندنا لأنهم يستطيعون الخروج من أي مشكلة تحصل معهم ، فاجتهدوا في الدنيا ونالوا نصيبهم منها . ومن هنا اتكلم عن الانتحار من طريقين : الاول : السبب الديني ........ الثاني : السبب الدنيوي ....... وبعد ذلك لا بد من بيان الحكم الشرعي ، ليكون البيان طاردا للشيطان ، فتكون النتيجة اذا هذا جكم الانتحار فلماذا الاستهتار . اما السبب الديني فهذا منتشر بكثرة في بلاد شرق آسيا ، وخاصة في الصين و الهند ،وذلك لاعتقاد بعض الشعوب عندهم ان الانتحار يطهر النفس من الارواح الشريرة والشيطانية . اما السبب الدنيوي فيعود الى الاكتئاب والفصام والإدمان والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام والأمراض الجسمية او تجنب العار وينتشر هذا الانتحار خاصة الذي اسبابه الاكتئاب في بلاد سويسرا والسويد ، مع العلم انها من اغنى بلاد العالم ولكن انتهاء اللذات عندهم يسبب اكثر من ذلك . ويدخل فيها أسباب عضوية منها الوراثة أو نقص السيروتونين . ومن هنا اعود وابين ان سبب الانتحار في بلادنا يعود الى اللا مسؤولية ، حيث ان معظم الشباب لا يعلمون الجهد الذي يقوم به الوالد من اجل تأمين لقمة العيش لهم ، فاذا شد عليه كلمة او معاملة يظن انه منبوذ وغير مرغوب فيلجأ الى الانتحار ويكون سببه الرئيسي هو قلة الوازع الديني عند هذا الفرد المنتحر . حكمه الشرعي : معناه هو : الانتحار ان يقوم الفرد بقتل نفسه عمدا وذاتيا . اذاكان الامر بعقل وتفكير وبكامل حواسه دون شيء خارج عن المألوف فيه . فلا بدّ ان نعلم ان النفس ليست لنا انما هي لله سبحانه وتعالى لذلك حرم ان نزهقها او نؤذيها او نحملها فوق طاقتها ، لان الله لا يكلف النفس فوق طاقتها انما بحدود وسعها . فجاء الاسلام وحرم الانتحار وجعله من الكبائر فقال الله تعالى } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً{ وجاء في صحيح البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات، قال الله عز وجل: بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة. ولأن الانتحار دليل على يأس العبد من رحمة الله أرحم الراحمين وقال سبحانه } وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ { ومن هنا نعلم ان الحياة نعمة عظيمة أنعم الله بها عليكم وفرصة لا يمكن تعويضها فاغتنمها في العمل الصالح ....... فاذا علمنا حكم الانتحار ........فلماذا الاستهتار ؟؟؟!!! الشيخ محمد عايد الهدبان

تعليقات