إربد الخرزات




إشتهرت إربد بإسم شعبي يتداوله أبناءها وعرف بـ " إربد الخرزات "


الخرزات ومفردها " الخرزه " والمقصود بها حجر من البازلت أسود يوضع على فوهة البئر لجمع مياه الأمطار والذي يكون غالباً من حجر دائري الشكل أسود اللون من الصخر البازلتي يتوسطه فتحه يدخل من خلالها " دلو " لجمع الماء وسحبه من اعماق البئر لخارجه ويساعد الحجر هذا منع سقوط الحجارة والاتربه والاوساخ لداخل البئر .



موقع أبار المياه كان غرب بركة إربد " مجمع الأغوار القديم " لاحقاً وبعد وصول انابيب المياه من عين راحوب من قرية المغير شرق إربد عام 1932 أهملت هذه الأبار لعدم الحاجه لها قبل وصول المياه في أنابيب ومع مرور الزمن وتقادمه عليها أنطمرت واختفت هذه الأبار .



ويقول الباحث والمؤرخ الشيخ أحمد الفارس بني يونس :


" عندما احتل ابراهيم باشا بلاد الشام ( فلسطين و الأردن و سوريا ) عام 1831 حتى كاد أن يحتل إسطنبول و أسر الصدر الأعظم ( رئيس الوزراء التركي أنذاك ) مما إضطر السلطان العثماني أن يقود المعركة بنفسه و يقول : " لا في عهد ابائي و أجدادي أن يأسر الصدر الأعظم " , و في عام 1834 قامت ثورات في بلاد الشام ضد ابراهيم باشا و أهمها ثورة عام 1839 ثورة لبنان و حوران و جبل نابلس و جبل عجلون و الكرك , و اهم ثورتين ثورة جبل نابلس يقودها عيسى البرقاوي و إبن عمه قاسم أحمد الجماعيني و جميعهم عتيبية , و ثورة جبل عجلون و مركزها تبنة .



اما أقدم عشائر جبل عجلون منها مثلا قرية إربد شيخها أبو بكر بن صالح كريزم شيخ عرب كريزم عام 1766 و شيخ قرية البارحة الشيخ صبح بن حمدان "الصّباحين" , و لم تكن كلمة خرزات موجودة آنذاك بل هي كلمة حديثة قالها عرار و لم تُذكر في التاريخ القديم نهائياً , و لا يوجد في القبائل العربية سواء قبائل الشمال او قبائل الجنوب كلمة تّل , أو قبيلة بإسم التّل , لأنّ كلمة التّل هي عبارة عن إسم مكان .


و عليه قد نبّه عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لا تقل أنا من البلد الفلاني " كالكهرماني و الأفغاني , لأن البلاد يكون فيها عدة قبائل و عشائر , و هذه الكلمات كانت تطلق على العجم , بينما العرب يعتزون بقبائلهم فمثلا : قبيلة باهلة كانت قبائل العرب لا تكنّ لها الاحترام علما قتيبة إبن أبي مسلم الباهلي فتح بلاد كثيرة حتى وصل الصين رغم فتوحاته و بطولاته لم تحميه هذه الفتوحات كون قبيلته من القبائل الغير معتبرة عند العرب فأخبر عن جندي من جيشه أنه بطل و مغوار فغي المعارك , فطلبه فقال له : من أي قبيل أنت , قال يا أمير أنسبني الى أي قبيل ما عدا باهلة .


و كان ابو لؤلؤة المجوسي يقول في المدينة لقد فتت كبدي عمر بن الخطاب , و طلب ابو لؤلؤة المجوسي ( فيروز ) من عمر بن الخطاب أن يخفف الضريبة عنه لأنه كان مولى للمغيرة ابن شعبة , فقال له أمير المؤمنين : ماذا تفعل ؟ فقال له المحوسي : أصنع الرحى و صناعات كثيرة , فقال امير المؤمنين : ان الضريبة التي يأخذها منك المغيرة ابن شعبة مناسبة , و كان أمير المؤمنين ينوي أن يطلب من المغيرة أن يخفف الضريبة عنه , فغضب ابو لؤلؤة على أمير المؤمنين و طعنه في الصلاة و قتل تسعة صحابه , فقال عمر بن الخطاب و هو على فراش الموت يا ابن عباس أنت و أبيك أكثرتم من دخول العلوج الى بلادنا , لذلك كان العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أكثر الناس اهتماما بجمع الموالي و العبيد , و ايضا كان يقول امير المؤمنين عمر بن الخطاب " اللهم قني شر ابناء سبايا الجلوليّات " .


و اؤكد ما قاله دولة ابو عصام هذه عشائر القرن الواحد و العشرين , أي انها " عشائر مستحدثة "



مصطفى وهبي " عرار " إبن إربد وشاعر الأردن قال في قصيده في رثاء إبن عمه " فؤاد التل " :


إربد الخرزات حياكِ الحيا رغم الجفاء ورغم كل تقاطع


حسين خريس شاعر إربدي قال :


متى يا إربد الخرزات .... والصبوات والسرحات ....
يعود لوكره الطائر ....ويشدو في رحابك عاشق ولهان هاجر ....
وترجع بسمة رفت بوجه مغامر عاثر ....


وقال معالي ذوقان الهنداوي في كلمه له ألقاها بعنوان " لله درك يا اربد الخرزات " :


" يا إربد الخرزات ,سقياً لكِ , كم انجب آباؤك الصيد من رجال أحرار , كانوا مشاعل وطنيه وحريه لا في سماء بلدهم الأردن فحسب بل كانوا قناديل أضاءت أجواء الوطن العربي كله بفضل هذه الزمرة من الرجال الرجال وبفضل صلابتهم وجدهم ومعانتهم "


ذكر الباحث عبد الحكيم الحسبّاني في رسالته بعنوان " العشائريه والدوله " رواية الخرزات إذ يقول :


" تجمع الروايات الشفهيه والذاكرة الشعبيه في مدينه إربد على وجود سبع عشائريه ترتبط بهذه الخرزات وهذه الوحدات القرابيه التي إشتهرت بإسم " الخرزات السبع " هي عشائر : " التل , خريس , حجازي , رشيدات , دلقموني , شرايري ,عبنده " وتعتز هذه هذه العشائر بهذا اللقب الذي يؤكد أصالتها وقدمها ودورها الإقتصادي والإجتماعي والسياسي في مدينه إربد " .


ومن الجدير بالذكر سبب إرتباط هذا المصطلح بالسبع العشائريه السابق ذكرها وتوضيحها ربما لكونها أكثر فاعليه في النواحي الإقتصاديه والإجتماعيه عن غيرها من العشائر الأخرى صاحبة الأقدميه في المدينه من بعض هذه العشائر وكانت تمتلك آباراً للمياه شأنها شان العائلات " السبع ".


ويقول الدكتور محمد علي الصويركي في كتابه " إربد المدينه تاريخ وحضارة وآثار " :


" وهناك من ينكر وجود مصطلح " الخرزات السبع " وما يسبب ذلك من تحسس وتنافر بين اهالي وعشائر المدينه القديمه , وأنه لا توجد عشائر بإسم الخرزات فهذا مصطلح ورد في قصيده لعرار في رثاء فؤاد التل , وقد قالها من التحبب لإربد ليس الإ , مثل قولنا : حلب الشهباء ,ودمشق الفيحاء , وليس له أصل تاريخي , فهناك عشائر كثيرة ساهمت في تقدم المدينه وإزدهارها مثل الشوام والأكراد والمسيحيين ومعها عشائر إربد القديمه* وعلى سبيل الذكر تعد عشيرة كريزم من أقدم عشائر إربد ولم تذكر ضمن هذا المصطلح ويعتقد أن هذا المصطلح شاع بعد الاحداث السياسيه التي جرت بعد عام 1970م ".



وفي نهاية هذا البحث يتضح لنا أنَّ لا أصل تاريخي قديم يثبت شيوع ووجود هذا المصطلح الإ في منتصف القرن الماضي قد تداوله الناس والأصل الثابت الوحيد والأقدم تاريخاً للوجود هو قصيده عرار في رثاء فؤاد 1947وقد أبقى الإربديون المصطلح وتداولوه تحبباً لمدينتهم عروس الشمال التي قال بها الملك المؤسس – عبدالله الأول – رحمه الله :


إني أحبُّ إربد مثل حبي لمكه


--------------------

المراجع :

1- الشيخ أحمد الفارس بني يونس في حديث معه .

2- كتاب إربد المدينه " تاريخ وحضارة وآثار " للدكتور محمد علي الصويركي .

3- ديوان عشيات وادي اليابس لعرار , قصيده " رثاء فؤاد "

4- رسالة " العشائريه والدوله " للباحث عبدالحكيم الحسباني

5- كلمه لمعالي الأستاذ ذوقان الهنداوي بعنوان " لله درك يا إربد الخرزات "

تعليقات

‏قال Unknown
الحتامله لا تعتبر من خرزات اربد
‏قال Unknown
الحتامله لا تعتبر من خرزات اربد