عبد الله النسور...المــوهـــوب

المــوهـــوب

٭ في السلط ولد وترعرع ورضع أول حليب القومية، وفي ثانويتها تعلم أبجديات العزة والإباء.
٭ وفي بيروت برهن على قدرة الأردني على التفوق في التعليم، وفي بناء الشخصية المتكاملة.
٭ وفي الولايات المتحدة برهن مرة أخرى على تفوق الأردني، وعلى إيمانه بان الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها أخذها.
٭ وفي باريس برهن على قدرة الأردني على الجمع، بين أكثر من عملين مع المحافظة على التفوق؛ فقد كان يعمل في البعثة الأردنية في اليونسكو ويواصل تعليمه مبرهناً أيضاً على قدرة الأردني على الانفتاح على الآخر والتفاعل معه دون التفريط بهويته الثقافية والحضارية.
٭ إنه السلطي البيروتي الباريسي عبد الله النسور؛ الذي أكمل تعليمه الثانوي في السلط لينال درجة البكالوريوس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية، ليدعمها بدرجة الماجستير في إدارة المؤسسات العلمية والثقافية من الجامعة الأمريكية، ليعززها بدرجة الماجستير في إدارة المؤسسات العلمية والثقافية من جامعة ديترويت الأمريكية ليتوجها بعد ذلك بدرجة الدكتوراة في تخطيط القوى البشرية من جامعة السوربون في باريس.
٭ علاقته بالتعليم لم تقتصر على الأخذ؛ فقد كانت بإتجاهين، فمثلما تعلَّم كذلك علَّم فقد مارس مهنة التعليم في ضفتي الأردن، وعندما كان يعلّم في الضفة الغربية كان يشعر بالألم والجرح والإباء التي حفرها في ذاكرته أساتذته في ثانوية السلط تحريضاً لطلابهم على تحرير الوطن السليب.
٭ لم تتوقف اسهاماته في التعليم على التدريس فقط فقد صار مُوجهاً تربوياً في وزارة التربية والتعليم، كما حملت العديد من الكتب المدرسية في الرياضيات المعاصرة والاحصاءات اسمه كمشارك في تأليفها وظلت علاقته بالتعليم مستمرة فوصل إلى قمة الهرم التعليمي وزيراً للتعليم. ورئيساً لمجلس أمناء إحدى ابرز جامعات الوطن.
٭ مكنه تنوع علومه الأكاديمية وثقافته الذاتية الحرة والواسعة من تولي العديد من الوظائف والمناصب والتفوق بها، فقد انتقل من التعليم الى العمل موظفاً في مجال الأرقام والحسابات في دائرة الموازنة العامة، فبدأ فيها من بداية السلم حتى وصل إلى قمة هرمها مديراً عاماً. كما صار مديراً عاماً لضريبة الدخل حيث شهدت الدائرة في عهده قفزات واسعة في العمل والإنجاز وبناء الثقة بينها وبين المواطنين، ففي عهده أقر مبدأ الحوافز ومبدأ التقدير الذاتي للضريبة الذي ضاعف دخل الدائرة جراء جسور الثقة التي بنيت بين الدائرة والمواطن.
٭ لم يكن نظام الحوافز أو التقدير الذاتي وحدهما اللذان بنيا جسور الثقة بين المواطن ودائرة ضريبة الدخل فقط، لكن حدثا مفصلياً صنعه وقاده عبد الله آنذاك جعل الدائرة ومديرها محل ثقة الوطن والمواطن وقائدهما وذلك عندما سدد عبد الله نسور ضربة قاسية للفساد والفاسدين والمفسدين فبعد عمليات تدقيق وتحرٍ ومتابعة حثيثة تم القبض على 36 من أصل 50 مخمناً يعملون في الدائرة وتقديمهم للمحاكمة في خطوة سجلت في تاريخ الوطن، وفي سجل عبد الله النسور كواحد من ألمع أبناء هذا الوطن وأكثرهم حزماً.
٭ واصل عبد الله النسور عمله في عالم الأرقام متنقلاً بين دائرتي الموازنة العامة وضريبة الدخل ووزارة المالية التي صار وكيلاً لها ثم وزيراً للمالية. لكن الأرقام لم تشغله أبداً عن مواصلة إقباله النهم على مصادر الثقافة الأخرى؛ ولذلك لم يكن مستغرباً أن يتم تكليفه وهو مدير عام لدائرة ضريبة الدخل ليكون رئيساً لمجلس إدارة جريدة صوت الشعب المتعثرة يوم ذاك، ولتشهد في عهده الصحيفة نقلة نوعية أقالتها من عثرتها وصارت سبباً في أن يصبح النسور وزيراً لأول مرة عندما أجرى رئيس الوزراء يومها الرئيس أحمد عبيدات تعديلاً وزارياً على حكومته.
٭ دخول عبد الله النسور وزيراً لأول مرة في حكومة احمد عبيدات كان ثمرة من ثمار إحدى قدراته المميزة، وهي قدرته على الإقناع بالحجة والبرهان، وهذه القدرة بدورها ثمرة من ثمار ثقافته الواسعة وعقليته الرياضية فقد استدعاه رئيس الوزراء معنفاً بسبب بعض ما نشرته جريدة صوت الشعب، لكن النسور تمكن من اقناع الرئيس بوجهة نظره. وقبل منتصف الليل وعندما استدعاه الرئيس مرة أخرى طالباً منه شرحاً عن آليات تحويل المجلس القومي للتخطيط إلى وزارة، خرج النسور من هذا اللقاء كأول وزير للتخطيط في الأردن.
٭ منذ توليه وزارة التخطيط في حكومة عبيدات صار عبد الله النسور قاسماً مشتركاً في جل الحكومات التي شكلت بعد ذلك، حتى صار نائباً لرئيس الوزراء أكثر من مرة بعد ان مر على عدد من الوزارات كالتخطيط والمالية والتعليم والخارجية والإعلام وبفضل استقلاليته ومرونته وقدراته الإدارية والسياسية عمل عبد الله النسور مع ستة رؤساء وزارات لم يكن يجمع بين بعضهم إلا الاعتراف بقدرات عبد الله النسور.
٭ وعندما أعلن عن إجراء الانتخابات النيابية بعد استئناف الحياة البرلمانية في الأردن فضل عبد الله النسور السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية، فاستقال من الحكومة وخاض الانتخابات النيابية ففاز بثقة شعبه بعد أن فاز بثقة قائده، وقد تكررت تجربته مع الانتخابات النيابية مرة أخرى عام 1993 وفاز فيها أيضاً.
٭ في مجلس النواب الذي انتخب عام 1989 وهو واحد من أكثر البرلمانات في تاريخ الأردن قوة وتنوعاً حيث ضم في صفوفه قيادات الإسلاميين والقوميين واليساريين صار عبد الله النسور رئيساً لأكبر كتلة برلمانية في ذلك البرلمان ضمت 36 نائباً من أصل 80 نائباً هم مجموع أعضاء المجلس وهذه شهادة لقدرته القيادية.
٭ أمتاز عبد الله النسور باحترامه لكلمته ووعده، وبسبب هذا الاحترام للكلمة والوعد رفض الاشتراك بحكومة مضر بدران بعد انتخابات 89 لانه لم يكن قد أوفى بعهوده لناخبيه، وبسبب هذا الاحترام استقال من حكومة طاهر المصري التي كان فيها وزيراً للخارجية على حبه واحترامه لأبي نشأت.
٭ عبد الله النسور صفحة أردنية أمتزجت فيها التكنوقراط بالسياسة بالعمق العشائري في توليفة ثقافية وإدارية اسمها عبد الله النسور الوزير والنائب والإعلامي وقبل هذا كله المثقف الموسوعي والموهوب

التاريخ : 2010/01/12

تعليقات