سمك السرحان في واحة الأزرق... وحيد على مستوى العالم

سمك السرحان في واحة الأزرق... وحيد على مستوى العالم
وداد السعودي
ع.جو- تعرضت واحة الازرق للجفاف عام 1993، بسبب الضخ الجائر للمياه من حوضها، ومنذ 10 سنوات بدات مهمة اعادة الحياة للواحة من خلال تاهيلها، الى ان وصل مستوى التاهيل حاليا بما يقدر من 5.9% من مساحة الواحة الأصلية.

تتميز واحة الازرق بوجود سمك السرحان المعروف بصغر حجمه وهو لا يوجد في اي مكان في العالم باستثناء الواحة، وفق اخصائي صون الطبيعية في الجمعية العلمية لحماية الطبيعة نشات حميدان.

يقول حميدان ان سمك السرحان يعود اصله من البحر القديم الذي كان قبل البحر المتوسط وجاء الى الازرق عبر تشكل الصفيحة العربية قديما، وهو صغير الحجم ولا يؤكل ويعود الى جنس الافانس المتواجد في حوض البحر الابيض المتوسط ، لافتا بانه لا يوجد تطابق بين نهر الفرات وواحة الازرق حيث لا يوجد اتصال بينهم على رغم انهما الاقرب الى بعض كانظمة مائية مشيرا الى ان حوض الازرق اقدم من الفرات؛ مؤكدا عدم وجود كائنات تعيش في نهر الفرات موجودة في واحة الازرق .

ويعيد الخبير الطبيعي القول ان سمك السرحان الوحيد في العالم الى الى انعزالة وتكيفه بيئيا وجينيا وفسيولوجيا ، حيث اصبح ذلك السمك مستوطن ويعود الى عائلة "الكلي فيش" التي تتغذى من السطح وهي تعمل على تغذية الماء باشعة الشمس ، ويتميز الذكر انه مخطط ابيض واسود، اما الانثى فيوجد عليها نقط سوداء، وهو جاء مع تشكل الواحة وهناك انواع اخرى مدخلة مثل المشط الاحمر، البطن، والازرق البطن، وسمك السرحان يستطيع ان يعيش في الماء البارد حتى درجة صفر .

ويفسر حمدان كيفية حفاظ سمك السرحان على بقائه رغم جفاف الواحة منذ عام 1993 حتى عام 1998 الى وجود بعض البؤر المائية التي لم تجف مشيرا الى ان كل الاسماك رجعت الى الواحة مع بدء ضخ المياه وليس السرحان فقط، مستبعدا نظرية ان بيوض تلك الاسماك تتحمل الجفاف والتي لا توجد الا في المناطق الافريقية.

ويؤكد انه عندما بداوا بمشروع تكثير سمك السرحان قبل 10 سنوات كان على حافة الانقراض بسبب الظروف التي واجهها من جفاف الواحة وتذبذب المياة والاسماك المدخلة ، مؤكدا ان الدافع على حماية السمك كان انه جزء حيوي من الواحة غير انه لا يعرف بشكل دقيق دوره ولكن يعتقد ان له دور في السلسة الغذائية وتتظيف السطح من الطحالب ، كما انه ارث طبيعي للاردن، منوها الى انه لم يخرج من قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض لانه معتمد على الحماية لبقاءه.

مدير محمية الازرق الطبيعية عمر شوشان يتحدث عن مشروع اعادة تاهيل واحة الازرق فيقول ان ما يرد في وسائل الاعلام لصور واحة الازرق هي صور قديمة ولا تعكس الواقع الحالي للمحمية مشيرا الى ان المحمية تتربع على حوض مائي "حوض الازرق المائي " وهو حوض عذب وهو مشترك بين الاردن وسوريا والسعودية غير ان 94% من الحوض في الاردن ، مضيفا انها الواحة الوحيدة ذات المصادر المائية الدائمة في البلاد العربية.
ويروي شوشان قصة جفاف الواحة والتي بدات مع بدء الضخ من العيون الرئيسية للواحة عام 1963 حيث كان يتم ضخ 18 مليون متر مكعب في السنة من عيون القيسية والسوداء والعوراء، رافقه نشاط في الزراعة واصبح يضخ من 50 -55 مليون متر مكعب في السنة ،غير ان التجدد الطبيعي للمياه كان بين 20-25 مليون متر مكعب في السنة اي لا يجاري الضخ .
وفي عام 1993 جفت الواحة بشكل كلي بسبب انخفاض المستوى الجوفي للمياه الى جانب الضخ الجائر، وبين انهم قاموا بعملية انعاش للواحة وبداوا بوضع خطة استراتيجية تعيد ما نسبته 10% فقط من المساحة الاصلية للواحة، وتم تاسيس مشروع اعادة تاهيل واحة الازرق عام 1998 بتمويل من مرفق البيئة العالمي وبدا بتوقيع اتفاقية مع وزارة المياه باعادة الضخ للمحمية من مليون ونصف الى 2مليون متر مكعب في السنة ، غير ان اكثر كمية وصلت كانت 900 الف متر مكعب ، مبينا ان تم الابقاء على الصورة الاصلية وتم العمل عليها ، مشيرا الى انه حتى عام 2010 وبعد 10 سنوات من التجربة وصلوا الى نتائج مرضية حيث تم تغطية 5,9% من الواحة .

ويؤكد على ان التحدي الاكبر لديهم هو استدامة المشروع من الناحية الفنية والمالية ، كون عملية التاهيل مكلفة ، مضيفا انهم يعملوا على بعد استراتيجي اخر هو اعادة الموازنة المائية للازرق؛ اذ لا بد من معالجة المشكلة من اساسها .

ومن الامور التي تميز الواحة عن غيرها في العالم هو انها تكونت كواحة وحيدة في المنطقة الشرقية في الاردن ومنعزله نتيجة للتطابق الجيولوجي عندما تحركت الطبقات في القدم، كما تتميز واحة الازرق بوجودها بين نوعين من الصحراء:الجيرية في الجنوب ، والبازلتية في الشمال وهي الواحة الوحيدة من هذا النمط.

تعليقات