شجرة البقيعاوية بين الازرق والصفاوي..قيل ان الرسول "ص" تفيئ تحت ضلها

شجرة البقيعاوية بين الازرق والصفاوي..قيل ان الرسول "ص" تفيئ تحت ضلها


شجرة البقيعاوية

الباحث الدكتور الشريفات امام الشجرة

صورة من الطائرة تبين شجرة قاع البقيعاوية الوحيدة في المنطقة
البرق - اعداد الدكتور محمد الشريفات -

تقع منطقة البقيعاوية في الشمال الشرقي من الأردن، بين بلدتي الأزرق والصفاوي إلى الشرق من الطريق المعبد الواصل بينهما وعبر طريق شبه ترابي ممتد لمسافة 14 كم. وعن العاصمة عمان حوالي (150) كم.
ويطلق عليها فيضة البقيعاوية والفيضة هي كثيرة الفيض اي ماء يفيض والبقيعاوية مصغر بقعة وهي مكان كثير الماء في جوفه اي ان فيضة البقيعاوية اكتسبت هذا الاسم بسبب التقاء عدد من الاودية عنده، والمنطقة عبارة عن ارض سهلية ممتدة تتجمع فيها المياه واشتهرت هذه المنطقة لوجود شجرة وحيده فيها, وهي شجرة من البطم الاطلسي يتجاوز قطر ظلها 50 متراً ولها ساق متجدلة تدل على قدمها وجذورها ضاربة في اعماق الارض ولكثافة جذورها ظهرت بعض هذه الجذور وكانها ضفائر مجدلة وقد اثارت هذه الشجرة جدالاً كبيراً على مدى السنوات الماضية لجهة قول البعض ان الرسول الاكرم “ص” قد تفيئ تحت ظلها،
وكانت القوافل تتخذ منه محطة على الطريق، بسبب وجودِ شجرةٍ ضخمة فيها، قبل أن تكملَ رحلتَها إلى بصرى الشام. وبالتالي في منطقة تتوسط الحدود السورية والسعودية والعراقية.
يصب في قاع البقيعاوية من الجهة الشرقية /وادي الجحيش/, كما يرفد وادي /علي / القادم من الأراضي السورية قاع البقيعاوية بماء السيول إضافة إلى الأودية التي تصب فيه مثل /وادي الصفاوي واللحفي وتل رماح/ التي يتحصل ماوءها في النهاية بقاع البقيعاوية والمعروف /بمرب البقيعاوية / الذي يعد من أخصب مناطق الصفاوي, ليتجمع في قاع لا مخرج له ولذلك سميت المنطقة التي يتجمع فيها الماء /بالخرزة /.
وقديما يمر في هذا القاع طريق تجاري قادم من دومة الجندل فالأزرق فبصرى الشام, ويحوي بقايا ثلاثة مساجد أموية وعباسية وأيوبية مع عشرات من النقوش العربية ومئات من المقابر الإسلامية وسد مائي يصب فيه غدير ماء يجري بعد موسم المطر لمدة 4 أشهر
مناح المنطقة صحراوي حيث تقل نسبة الأمطار في سهل البقيعاوية عن /150/ مليمترا سنويا.
شجرة البقيعاوية المعمرة شامخة خضراء على جيد الصحراء, تجسد بذلك أجمل صورة لمعنى الحياة والصمود والعيش منذ زمن بعيد في صحراء الأردن الشرقية الشمالية بمنطقة الصفاوي.
تقع هذه الشجرة المعمرة في وسط قاع البقيعاوية الطيني ومنه أخذت الشجرة اسمها: شجرة البقيعاوية وهي شجرة معمرة من نوع البطم الاطلسي المذكر يصل ارتفاعها إلى 11 مترا وقطر جذعها إلى 90 سم ومحيطه إلى 283 سم ويقدر عمرها بما يزيد على 1450سنة.
ولعل أول أرض وطئتها قدم الرسوم الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم خارج الجزيرة العربية هي أرض الأردن بصحبة عمه أبو طالب وهو لم يبلغ العاشرة من عمره الشريف في قافلة تجارية لقريش, حيث لاحظ الراهب بحيرى قافلة قريش وهي قادمة من الحجاز بأن سحابة تظل صبيا وشجرة انحنت وضمت أغصانها ليستفيء بها فدهش وحسب أنه هو النبي الذي بشر به الكتاب، وما أن تحدث إليه ومع عمه أبي طالب وكشف عن ظهره الشريف ورأى خاتم النبوة بين كتفيه حتى أيقن أنه هو النبي أحمد المرتجى، كما استظل الرسول الكريم مرة أخرى تحت هذه الشجرة المباركة عندما التقى بالراهب نستور وعمره الشريف لا يتجاوز 25 سنة وكان بتجارة لخديجة عليها السلام، وكل ذلك قبل بعثته صلى الله عليه وسلم.
روى ابن اسحق أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج قبل بعثته في تجارة لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها وبرفقته غلام لها اسمه ميسرة حتى قدم الشام فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال له من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟ فقال له ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب:ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي “
وفي السيرة النبوية لابن كثير:”قال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه”
وعند ابن هشام :ولما استظل تحت الشجرة تهصرت أغصان الشجرة عليه”
*وردت قصة جلوس النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة في بلاد الشام في روايات متعددة, فيما اختلفت الآراء حول موقع هذه الشجرة.
وقد شاءت العناية الإلهية أن تبقى هذه الشجرة بكل بهائها وجمالها خالدة عبر الزمان في عمق الصحراء الأردنية في أرض جرداء لا تملك مقومات الحياة كمعلم ديني وتاريخي وشاهد على ما حدث، لقد دلت الحفريات الأثرية على مرور الطريق الصحراوي القديم للقوافل التجارية الذي يربط الحجاز بالشام عند هذا المكان. كاحد المحطات لطريق الايلاف القرشي.

التاريخ : 7/25/2010 10:37:29 AM

تعليقات