وادي الكرك تاريخ عريق وطبيعة خلابة

وادي الكرك تاريخ عريق وطبيعة خلابة




البرق - من مرزوق البطوش - تمثل منطقة وادي الكرك احدى أهم المعالم السياحية وألأثرية في محافظة الكرك حيث أكسبتها الطبيعة جمالا وزاد من روعتها نبع ماء عين سارة، العذب المتدفق من ألسفح الغربي للمدينة، حيث الماء والخضراء والأعمدة الرومانية التي تحكي فصول ماض تليد.
وتستمد منطقة الوادي شهرتها من نبع عين سارة الذي سمي باسم السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام التي يتداول اهالي المنطقة أنها وقفت على العين وشربت منها، لتنسج الكثير من حكايات العشق والجمال وليصبح المكان موئلا لزوار المنطقة التواقين للراحة والاستجمام واقامة الافراح والولائم تحت أغصان اشجار الصفصاف الباسقة وعلى أنغام تساقط شلالات المياه وزقزقة العصافير وضوء القمر المتدلي من على سفح قلعة الكرك الشماء المتربعة على تلة ميشع المؤابي، ليشعر الزائر بمتعة قلَ مثيلها في مكان آخر.
ويشيرالمؤرخ " واصف جوهرية " في كتابه " القدس العثمانية في المذكرات الجوهرية " (1904 1917 ) الى اهتمام جمال باشا السفاح بهذه العين التي يصفها بأنها من اطيب ينابيع الشرق وانه قد امر بنقل مياهها إليه اينما حل خلال الحرب العالمية الاولى.
ويقول " بعدما أقمنا يومين في غور المزرعة ركبنا الخيل حتى وصلنا عقبة تعرف " بالخرزة " ثم وصلنا الى سيل الكرك وهو من اطيب ينابيع المياه في الشرق وأنفعها،" واضاف " ان اطباء ألمان اشاروا على القائد جمال باشا ان يستعمل ماء هذا السيل فكانت تنقل الماء ضمن اوعية خاصة تعرف(بالغناطيس) تحمل على الدواب وترسل الى المكان الذي كان يتواجد فيه طيلة مدة الحرب.
ويذكر المعمرون في المنطقة أن نبع عين سارة كان يستقطب أهالي الكرك لغسل ألأصواف وتهيئتها للشباب المقبلين على الزواج, كما كانت الفتيات يترددن عليها زرافات خاصة قبل زواج احداهن حيت توجد صخرة منبسطة بجانب النبع تسمى بـ مقعد العروس، تغطيها أغصان الصفصاف يزعمون انها الصخرة التي كانت العروس تجلس عليها.
وتشكل منطقة وادي الكرك الممتدة من نبع عين سارة شرقا الى مقطع الخرزة غربا سلة غذاء لاهالي مدينة الكرك وما حولها حيث تقدر المساحات المزروعة بالاشجار المثمرة من زيتون وتين وكرمة ورمان بنحو12 الف دونم اضافة الى ما مساحته 8 الاف دونم تزرع بالخضروات والفواكه.
وتعاني عين سارة والأعمدة الرومانية المحاذية لها حاليا من الاهمال من قبل الجهات المختلفة حيث اصبح طرفي السيل الذي يشكل متنفسا لاهالي الكرك اليوم يشكل مكرهة صحية في غياب الرقابة الصحية وانتشار الروائح الكريهة التي تسببها محطة تنقية الكرك المقامة في المنطقة.بترا

التاريخ : 3/10/2011 3:35:13 PM

تعليقات