جرينة: (جنينه).. بوابة مأدبا |||| الجزء 1 و 2||||

جرينة: (جنينه).. بوابة مأدبا(1-2)

http://www.facebook.com/Jordan.Mafraq



الطريق إلى مأدبا..
تجاوزت مرج الحمام، وبداية الطريق إلى الأغوار، ثم انحرفت يسارا، باتجاه الدرب الذي سيصلني بالدرب إلى حسبان، حيث المبتغى بعد ذلك صوب قرية جرينة.
كانت المسافة حوالي ستة وعشرين كيلو مترا من عمان، ولكنها تصبح مترا واحدا بين قرية جرينة، وبين حدود أمانة عمان الكبرى، هذا بعد أن تم ضم حسبان إداريا إلى عمان، وكأن قرية جرينه صارت هي البوابة الشمالية لمحافظة مأدبا، من عمان، ولذا فحين كنت في أول طريق جرينة كانت المسافة التي تفصلني عن مأدبا التي تقع جنوبا منها هي خمسة كيلو مترات، بينما أنا على الحد مع أمانة عمان.

وجوه الخير
وصلت هناك..أنا في جرينه الآن.
والتقيت بعضا من أهل القرية، قبل أن أعاين جغرافية المكان.. كان كل وجوه الخير الموجودين هم من عشيرة الشوابكة، وبالتحديد من المطايبة الذين يعتبرون هم شوابكة جرينة.
سلّمت على الحاضرين: سليمان العبد الله الدعيبس الشوابكة(أبو عبد الكريم)، وهو مختار الدعابسة، وأحمد السالم الذيابات الشوابكة(أبو فيصل)، وأحمد الحسين العلي الذيابات الشوابكة (أبو حسين)، وكان معنا الزميل المخرج علي احمد الحسين الشوابكة، وهو من تحمل مهمة أن يكون دليلي إلى الناس، ورفيقي لمعرفة القرية وأهلها.

كان ترحابا طيبا..
وكنت شديد اللهفة لمعرفة تاريخ وذاكرة المكان.. سألت في البدء عن اسم القرية، وهل تم تغييره منذ القدم، مثلما يحدث مع كثير من القرى؟ كان الجواب سريعا، وواثقا، في أن جرينة لم يتغير اسمها، وهذا الاسم مأخوذ من كلمة جرن، وهو المتسع الصخري للماء في الصخر، وكأن القرية بموقعها المنخفض بين القرى المجاورة، شكلت مثل جرن الماء، وتم تصغير الاسم فصارت جرين، ثم جرى مع الزمن تأنيثه، ربما للتحبب في المكان، فصار الاسم جرينة، ولقد بات متعارف على هذه القرية لتفريقها عن القرى المشابهة لها، بأن اسمها صار مرتبطا بالعشيرة التي سكنت القرية هنا، فعرف اسمها بعد ذلك ب جرينة الشوابكة ، كما أنه بعد أن تمت فيها نقلة فعلية وملموسة في إطار القطاع الزراعي فيها، ولوحظ هذا في النشاط الزراعي، وانعكس خضرة، وثمارا، ومزارعا على امتداد مساحة المكان، أخذ أهل القرية يطلقون عليها فيما بينهم اسم جنينه بدلا عن جرينه.
بهذه البساطة يتحدث كبار القرية عن جرينة، وتفسير معنى الاسم، وتبسيط دلالاته المرتبطة بتفسير حاضن للماء، وبدلالة مريحة للمكان بين مرتفعات محيطة به، ولذا لم نوغل كثيرا في دلالات التفسير وتم الاكتفاء بما استخلصناه من كلام أهل القرية.

حدود القرية
بعد اللقاء مع بعض أهل القرية كانت لي إطلالة على جغرافية المكان، وحدوده القديمة والحديثة، وواءمت بين ما رواه لي أهل القرية، وبين واقع الحال على امتداد مساحة جرينه، حيث تحدثوا موضحين بأن القرية في تقسيمها المساحي تتكون من أربعة أحواض هي حوض جرينة الشرقي، وحوض جرينة الغربي، وحوض أبو النمل، وحوض أبو اردينة، بينما حدودها القديمة فقد كانت على النحو التالي: من الشمال أرضي حسبان، ومن الجنوب الخطابية(كفير أبو سربوط سابقا) والفيصلية، ومن الشرق قرية منجا، ومن الغرب المحترقة وجمالة(البحر الميت).
أما الحدود الجديدة، وهي بعد توسع أمانة عمان، وضم أراضي حسبان إليها، فصار تغيير الحدود هو من الجهة الشمالية لجرينة، حيث صار يحدها من الشمال حدود أمانة عمان، ويشير اليها أهل القرية بحد الجامعة(الجامعة الألمانية الأردنية، ومحطة المشقر الزراعية)، ومن الغرب غرناطة والعريش، ومن الجنوب مدينة مأدبا، ومن الشرق منجا ومحافظة العاصمة.

بير الزاغ
وفق الوصف الجغرافي لجرينة فإنها تشتهر بخصوبة أراضيها ومناخها الممتاز وزراعتها الصيفية التي يعتقد من يراها أنها مروية، وما يميز القرية زراعة الأشجار المثمرة كالعنب والتين والرمان، وهي تحتوي كذلك على عيون ماء مثل عين جمالة وعين أبو العسعس، وعين سلمى، والعين البيضا.
كما أنه يوجد في قرية جرينة آبار ماء قديمة، وهي منتشرة في كثير من أنحاء القرية، وقد تمت ملاحظة أحد تلك الآبار مهملا، ومدفوناً في ساحة احد البيوت، وبالعودة الى ملفات تسوية أراضي مأدبا سوف يلاحظ أنه كان يوجد في جرينة حوالي 79 بئر ماء، وقد أشار كبار القرية إلى أن أشهر تلك الآبار والذي ما زال يرسخ في الذاكرة وهو بير الزاغ ، وقد اندثر، وطمر هو، ومعه اندمل كثير من هذه الآبار في الفترة الأخيرة.

أم المغاير
تتسع الجغرافية، وتتفتح ذاكرة الشيب والشباب، للبوح بما يتذكرونه من ملامح جرينة، وما تغير عليها، فيقولون حين يتجه بنا الحديث إلى أسماء المغائر والكهوف وأماكن وجودها على مساحة جرينة، فيكون الحديث له منحى آخر، يقول فيه الكبار في حوض أبو اردينه كان فيه مغاير، وكان هناك السكن النا بالشتا، وكنا نسكن ببيوت الشعر، وننتقل لهناك احنا وغنمنا، وقريبه منا تكون ماء جماله، وبجانبها في منطقة أم المغاير ، بنفس الحوض(أبو اردينة)، فكنا نسكن احنا ببيوت الشعر، ونحط خزينا، وحلالنا بالمغاير اللي هناك .
وهذه المنطقة التي يشير اليها الكبار، والتي تشتهر بالمغائر فيها، تحتوي في ذات الحوض على آثار قيمة، ومنها آثار كنيسة موجودة في منطقة البراك في حوض أبو اردينة.

أول البيوت
عند الدخول في البنية الداخلية لتكوين القرية تتجه الذاكرة في الكبار للبوح بأن أول بيت بني في جرينه هو بيت درويش سليمان الذيابات الشوابكة، وبيت سليمان دعيبس الشوابكة، وكانت بيوتهم مبنية من الحجر الغشيم، وبعدين صارت، وانبنت بيوت بقية أهل جرينه، وصارت تنبنى بحسب قدرة كل واحد على البناء، لكن في أغلبها كانت من الطين والتراب والتبن، وبعضهم كان يعالجها بالقصارة، والجص، وكان هناك اعتماد على نظام القناطر، واللي بنوا هذه البيوت الحجرية كانوا بنايين من الدروز، وكان السقف للبيوت من الطين والقصيب .
وبالنسبة لمسجد القرية فيقول أهل القرية بأنه قد تم بناؤه في الخمسينات، وكان أهل القرية يصلون قبل هيك في نفس المكان، ولكن بدون أن يكون هناك بناء قائم ، والآن يعتبر أقدم المساجد في القرية هو المسجد الجامع في وسط قرية جرينه، وهو مسجد مصعب بن عمير، وقد أقيم عدة مساجد حديثة هي مسجد أهل الخير في الحي الشرقي، ومسجد الأبرار في الحي الجنوبي.

قرض المدرسة
أما التعليم في جرينه فله قصة تستحق أن يلقى الضوء عليها، حيث بدأ في مرحلة ما قبل المدرسة الحكومية، وهناك ذاكرة للكتاب، وللخطباء، والمشايخ وما زال أهل القرية يتحدثون عن كُتّاب سلامة الخطيب الشوابكة، وكُتّاب ياسين أبو الخيل، إذ أنه كان في البداية كُتّاب سلامة الخطيب وتولى المهمة بعده ياسين أبو الخيل وهذا الأخير كان يقوم، بالإضافة إلى التدريس، بمهمة إمام الجامع وخطيب المسجد.
وعند الدخول في مرحلة المدرسة، يلاحظ أنها كانت في مرحلة الخمسينات مستأجرة في بيت سلامه الدعيبس، وكانت مدرسة ابتدائية للذكور، وبعد عدة سنوات تحرك أهل القرية لبناء المدرسة، وشراء الأرض لها، وقاموا بجمع المال لهذا الغرض، وقد تم شراء قطعة أرض ومساحتها ثلاثة دونمات من الحاج عبد الكريم السالم الحمدان الشوابكة، بمبلغ 75 دينارا، وتم تسجيل هذه الأرض باسم وزارة التربية والتعليم، وبقيت الأرض بهذا الوضع لمدة أكثر من عام، ولم يتوصل المواطنون إلى نتيجة مع وزارة التربية لوضع مخصصات لبناء المدرسة، فتم التوجه بعد ذلك إلى جهة رسمية آنذاك، ومن خلال لجنة من أهل القرية تم الاتفاق مع مجلس الإعمار لإقامة بناء المدرسة كقرض على نفقة المواطنين، وبالفعل تم استلام القرض، وبنيت المدرسة، وأنشئت في الخمسينات، لكن المشكلة صارت في القرض المالي عندما استحق القسط الأول منه بعد خمس سنوات، وقامت الجهة الدائنة بالإلحاح بضرورة الدفع بموجب تسوية سنوية، حيث استمر الدفع للأقساط من قبل المواطنين في ظل ظروف قاسية، واستمر هذا الوضع عدة سنوات حتى جاءت أول حكومة للمرحوم وصفي التل.. .

وصفي التل
يكمل القصة أحمد السالم الذيابات الشوابكة(أبو فيصل)، لأنه كان قريبا من المرحوم وصفي التل، وكان صديقا له، وقام بمقابلته، وعرض على دولته يرحمه الله المعضلة، فكان رد وصفي التل عليه بأن الدولة غير عاجزه عن بناء مدرسة، وقام وحكى مع بشير الرفاعي(مدير مؤسسة إصلاح الريف)، وقال له اسحب الجبايه عن هذا القرض، والحكومة تتكفل بأن ترصد الأموال الخاصة بالقرض بالموازنة لتغطيتها، فلا تطالب الشوابكه.. وكنا في هذاك الوقت دفعنا أول قسط وكان 50 ديناراً لهذا القرض .
وهذا الوضع الذي أدى الى حل مشكلة القرض لمدرسة الذكور ساعد أهل القرية على فتح مدرسة للإناث في جرينه حيث تم استئجار بناء على حسابهم، وبقي على هذه الحال عقدين من الزمان، وبعد ذلك وعندما جاء المجلس القروي تم بناء مدرسة البنات، وثم في الستينات قامت وزارة التربية ببناء مدرسة ثانوية للبنات، وتم كذلك التوسع في بناء مدرسة الذكور.

ســـيرة قريـــة

تقع جرينة إلى الشمال من مدينة مأدبا، على مسافة حوالي خمسة كيلومترات من مركز المحافظة، وتبعد حوالي ستة وعشرين كيلو مترا جنوب عمان. وتتبع إداريا إلى بلدية مأدبا الكبرى، وإلى قضاء جرينة من محافظة مأدبا.
الديموغرافيا:.
يبلغ عدد سكان جرينة 2964 نسمة( 1528 ذكورا و 1436 إناثا)، يشكلون 557 أسرة، تقطن في 725 مسكنا.
ويعتمد أهل القرية في معيشتهم على الوظيفة الحكومية، والعمل في القوات المسلحة، والزراعة، ومعظم أهل القرية هم من عشيرة الشوابكة(المطايبة).
التربية والتعليم:.
يوجد في القرية ثلاث مدارس هي مدرسة جرينة الثانوية الشاملة للبنين وهذه تشتمل على مدرسة زراعية فيها، ومدرسة جرينة الثانوية للبنات، ومدرسة جرينة الأساسية المختلطة. كما توجد فيها مدرستان خاصتان هما مدرسة حطين الخاصة، وروضة حطين الخاصة، وعلى الحد بين أمانة عمان وبلدية مأدبا، وضمن حدود منطقة جرينة توجد الجامعة الألمانية الأردنية..
الصحة:.
يوجد في القرية مركز صحي شامل، ومركز صحي أولي .
المجتمع المدني:.
توجد في القرية جمعية قرى الشوابكة الخيرية، وجمعية تحفيظ القرآن، ومركز شباب جرينة النموذجي.
؟ يوجد في القرية أربعة مساجد.

دعوة للمشاركة

هذه الصفحة تؤسس لكتابة متكاملة حول القرى الأردنية، وتطمح لتأسيس موسوعة جادة شاملة. ولن يتأتى هذا بجهد من طرف واحد، فما يكتب قد يحتاج إلى معلومات للإكتمال، أو قصص أخرى لم يلتقطها الكاتب في زيارة واحدة، وهي مفتوحة للإضافة والتعديل قبل أن ترتسم بشكلها النهائي لتكون وثيقة لكل قرية، والأمل بأن تأتي أية إضافات أو تصويبات أو معلومات أخرى من أهل القرى والمهتمين مع اقتراحاتهم، وعلى هذا العنوان:

بوح القرى
ص. ب - 6710
عمان -11118
فاكس- 5600814
بريد الكتروني alqora@jpf.com.jo


http://www.facebook.com/Jordan.Mafraq

جرينة: (جنينه).. بوابة مأدبا (2-2)



وتبقى للذاكرة نكهة أيام زمان، في القرية..
حنين يعبر عنه الكبار باسترسالهم في فتح الدفاتر العتيقة، وتقليبها على مهل، وكأنهم يريدون أن يسطروا كل ما يعرفون، وكل ما سرده الأجداد والآباء عليهم، ليبقى الامتداد قصصا، وحكايات، تمنح شباب جرينه طاقة ليكون تمسكهم بثرى هذا المكان أقوى، وأمتن، ومبنيا على إرث يسلمه السلف إلى الخلف، إلى ما يشاء الله.

الشوبك..الكرك..ذيبان

يستمر البوح..
ويطيب للكبار الحديث عن الخريطة الاجتماعية لجرينه حيث يبوحون بأن معظم سكان جرينه هم من عشيرة المطايبة من عشائر الشوابكة، ثم يستمرون في حديثهم متجهين إلى كشف ما تيسر من تلك الذاكرة السكانية، عبر تتبع ترحالهم حتى لحظة الوصول إلى هذا المكان.
يشير الباحث محمد نويران ابنيه القعايدة إلى تفاصيل عن عشيرة الشوابكة في جرينة من خلال رسالة الماجستير التي عنوانها ''مأدبا وجوارها 1893-1946م''، ويكتب معتمدا على سجل شرعي محكمة عمان، وكتاب العادات العربية لجوسان، وعمان وجوارها للسواريه، حيث يذكر فيه بأن '' الشوابكة يسكنون منطقة شمال مأدبا اسمها جرينه، وقد جاءوا من الشوبك في سنة 1845م، ويتألف الشوابكة من المصالحة، والمطايبة، والمرايحة، والضوات، والحريد، والطواجنة، وشيخهم عبد الله المطايبة، وعددهم 100 خانة''.
ويكمل كبار القرية البوح حول الترحال، والاستقرار، عبر مسيرة الزمن بالنسبة للشوابكة، فيشيرون إلى سوء أحوال الدولة العثمانية في تلك الفترة التي انتقلوا فيها من الشوبك، حوالي عام 1845م، ويضيفون بأن الحامية العثمانية كانت تقسو على الناس في الشوبك في تلك الحقبة من الزمن، ثم يشير بعضهم إلى أن سبب الترحال من هناك قد يكون إثر حادثة قتل، أو مشكلة أجبرتهم على أن ''يجلوا من الشوبك''، '' وكانت جلوتهم بالبداية عند عشائر الصرايرة والطراونة بالكرك، واستقروا هناك فترة من الزمن، و''واحد منهم اتجوز من الطراونة، وظل عندهم هناك، وصار له ذريه بينهم، أما الباقي فرحلوا من هناك، وطلعوا على مراحل، وسكنوا في فترة من الفترات في ذيبان في أرض اسمها معروف حتى الآن باسم الشوبكية، وهناك اختلفوا، وما طوّلوا، وبعدين اجوا على جرينة، واستقروا بيها''.

(قوشان واحد)

إن الاستقرار في جرينة له قصة ، وحكاية تربط الشوابكة بهذه الأرض، وبامتلاكها، وفي هذا المضمار يضيف أهل القرية بأنهم '' اشتروا جرينة من عشيرة الدعجة، اللي كانوا فيها، وكانوا بلقاوية ويسكنوا فيها، وبعدين اشتروها اجدودنا من الهبري(الهبارنه)، اشتراها الشيخ دعيبس الشوابكة، وكلهم دفعوا، وجمعوا ثمنها اللي كان غنم وبقر وقمح وغيره من الموجود عندهم، هذا قبل أكثر من ميتين سنة''.
يتحدث أهل القرية أن جدهم الذي اشترى الأرض لم يكن يعرف القراءة والكتابة، ولهذا فقد استعان بأحد أبناء السلط من المتعلمين، وكان هذا جابي أيام تركيا، وهو من عائلة مسمار، والكبار يقولون عنه ''أبو مسمار''، وكان مطلع، فساعد أبو مسمار الشيخ دعيبس في شراء الأرض، وكان معه الوثائق، ولهذا فقد أخذ لقاء مساعدته هذه قطعة من الأرض جهة المشقر''.
ثم يضيف كبار جرينه أن القوشان كان مكتوباً باسم دعيبس المطايبة وشركاه، وكان هذا قوشان واحد، '' ولما مات، الله يرحمه، ترك القوشان لعبد الله الدعيبس، ابنه، وهذا تولى الشيخه بعد دعيبس، وقام وقسمها بأمانة بين عشيرة المطايبه، وهم أهل العشيرة كمان أكرموه، وطلعوا كويسين واعطوه 300 دونم كرمه إله''.

الاسم العام

يتجدد الحديث حول الخريطة الإجتماعية..
يدخل مضمار تتبع بعض تفاصيل عن الشوابكة حيث يشير أهل القرية بأن ''الشوابكة هو الاسم العام اللي حملوه من ما إجو من الشوبك، وهم الآن جزء من البلقاوية.. والشوابكة هم ربع من بلقاوية مأدبا.. والشوابكة أربعة أقسام شوابكة جرينه، واسمهم المطايبة، وفي قرية غرناطة المرايحه، بينما في كل من الوسية وبرذله يوجد المصالحة، وفي العريش هناك الظوات. وبالنسبة للمطايبة في جرينه فهم ينقسمون إلى ست عائلات هي المعادمة(الدعابسه)، والذيابات، والحريّد، والخيول، والقعيسيين، والغشوم. لكن الشوابكه موجودون كمان في كل من القويسمه، والخشافيه، وأبو علندا، وكريمه، وداخل مادبا، وغيرها من الأماكن في الأردن.. وكمان في هناك من الشوابكه في فلسطين في بيت جبريل وفي بيسان''.

المجلس القروي

أول مجلس قروي في جرينه تأسس عام 1972م، وعرف باسم مجلس قروي جرينة الشوابكة، ''وتداور على رئاسة المجلس كل من خالد مناور أبو الخيل الشوابكه، وسليمان عبد الله دعيبس الشوابكة، وعبد الوهاب خلف محارب الشوابكة''، حتى عام 1988م حيث تم تأسيس أول مجلس بلدي عرف باسم ''بلدية جرينة الشوابكة''، وقد رأس المجلس كل من السادة بكر المدني، وسمير شاهين، وعوني العباد، ثم ''تداور على رئاسة المجلس البلدي من خلال الانتخاب محمد سليمان دعيبس الشوابكة والمهندس هايل الزبن، وعبد الرحمن محمد مفلح الشوابكة، ورعد خالد أبو الخيل الشوابكة'' إلى أن تم دمج البلديات عام 2001م حيث ضمت بلدية جرينه إلى بلدية مأدبا الكبرى تحت مسمى منطقة جرينة الشوابكة.

(مأمور صحة.. فارس)

يعرج الحوار مع أهل القرية نحو الطبابة..
لم تكن كما هي الآن، فلا طبيب، ولا ممرض كان هناك، غير أنهم يتذكرون أطباء شعبيين، وبعضهم مشايخ، كانوا يعالجون المرضى ''بالحرمل، والشبة، وكتابات من القرآن، وعلق يستخدمون اللون الأسود منه للمرأة، واللون الأبيض للرجل، وبعضها تستخدم وقاية من العين والحسد، ثم يحرقوا الحرمل، والبخور..''، ولم يتطرق الكبار إلى ذكر الأسماء من هؤلاء الأطباء الشعبيين، كانوا حريصين على قداسة تلك الذاكرة، وعلى أولئك الطيبين الذين كانوا يحاولون بما امتلكوا من بساطة العلم أن يخففوا من آلام المرضى، والمحتاجين لراحة النفس، وطمأنينة الروح.
كما أن هناك جانباً آخر من سيرة الطبابة في القرية، وهو متعلق بوصف بسيط لكبار القرية، حين يقولون '' كان هناك بهالزمنات يجي مأمور صحة من مادبا، وكان هذا فارس يطلع على حصانه، ويلف بالقرى، ويطلع، ويسوي تطعيمات، ويعالج من الرمد والجدري والأمراض الثانية.. كانوا يطلعوا على كل المناطق، ويمروا على جرينه، وكان من هظول الفرسان مأمور صحة اسمه فارس المجاليه، وظل لحد الخمسينات، وكمان كان في واحد ثاني اسمه محمود عليان نوفل الفاعوري..''.
ولكن في عام 1987م تم تأسيس مركز صحي جرينه كعيادة فرعية تغطى من قبل طبيب يحضر لها من مديرية صحة لواء مأدبا آنذاك ولمدة ساعتين يوميا، ثم في عام 1989م تحولت العيادة الفرعية هذه الى مركز صحي أولي يقدم الخدمة الطبية العلاجية الأولية من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة بعد الظهر حيث بدأ في تقديم خدمات الطب العام وخدمات الأمومة والطفولة، ثم أضيف إليه بعد ذلك خدمات طب الأسنان، وتم استحداث مختبر طبي في المركز بعد ذلك، وتمت توسعة مهماته وكوادره الطبية والإدارية.

''اسكارسو''

للسيارة ذاكرة أيضا في جرينه، حيث يقال بأن أول سيارة سرفيس عمومي دخلت القرية كانت سيارة عيسى أبو جريس، وعبطان الشخاترة، وهذا كان في مرحلة الأربعينات من القرن الماضي.
كما يتذكر كبار القرية أيضا كل من السبع، والديري الذي كان عنده سيارة ''ترك'' في تلك الفترة، وكانت تستخدم للنقل العمومي.
وكان من عبارات الختيارية في تلك المرحلة أن الذي يستأجر السيارة لنقله بطلب خصوص، يقولون أنه '' ماخذ السيارة اسكارسو''، وكانت دارجة في تلك الفترة مثل هذه التعابير المتأثرة بالإنجليزية، مثل كلمة هذا (باسي)، أو (باسبورتي)، عن جواز السفر.

مقياس الأمطار

أول دكان للقرية هي ''دكانة عودة المفلح''..
وصاحب الدكان كان يمتاز بأنه يجمع في دكانه وظائف عديدة فهو مختار عشيرة الذيابات، وعنده في الدكان شعبة البريد، و''تلفون مانويل''، وعنده تسجيل شهادات الولادة، وأيضا يوجد لديه مقياس الأمطار للمنطقة، وكان كذلك يؤم في الناس عند الصلوات في الجامع.
وفي هذا السياق يذكر بأن شعبة بريد جرينه تأسست عام 1963م، ثم تم تحويلها الى مكتب بريد في عام 1972م، وما زال هذا المكتب قائما.
ويروي كبار جرينه أنه حتى السبعينات من القرن الماضي كان يوجد في القرية بابور قمح، ومطحنة ملح، ومصنع أحذية، كما أن جرينة كان فيها موتور كهرباء واحد لكل العائلات والبيوت فيها، ثم بعد مدة من الزمان صار لكل عائلة موتور كهرباء خاص بها الى أن تم إيصال الكهرباء الى القرية، وإضاءتها بتاريخ 17/11/1984م.

الجمعية التعاونية

إن لتأسيس جمعية جرينه التعاونية قصة يرويها كبار القرية، وتصلح أن تكون نموذجا لمعرفة الصعوبات التي كانت تواجه العمل التطوعي والتعاوني في تلك الفترة، ومن جهة أخرى هي تؤشر على درجة من الإصرار على تنفيذ هذا العمل، وتغيير العقليات التي كانت تحاول عرقلته.
حول تلك التفاصيل يتحدث أحمد السالم الذيابات الشوابكة (أبو فيصل) الذي كان أحد المؤسسين لهذه الجمعية، وواحد من المعاصرين لتلك المشكلات ومنها الموقف من القروض لعمل الجمعية، حيث لقي المشروع في بدايته المقاومة، وفي هذا السياق يقول أبو فيصل'' قلنا ودنا نسوي الجمعية، وهذه فيها ربح وفايده للجميع، وكنا خايفين يثورا علينا الكبار، وكنا موظفين وعارفين عن هذه الجمعيات وفوائدها وحاجتنا إلها، وكنا نسعى انو نعمل الجمعية، ونؤسسها أنا ومعي أبوعبد الله( سعد عبد الله الدعيبس)، وحكينا مع بعض الناس اللي كنا نتوقع إنهم رح يعملولنا مشاكل عند تأسيس الجمعية، وبعدين جبنا مرشد تعاوني علشان يشرح للناس عن فايدة الجمعية والخدمات اللي تقدمها، وكان المرشد الله يسهل عليه هو أحمد أبو شيخه من منطقة الخليل، وهذا تحدث وحاضر بالرجال والختيارية، واعطاهم نماذج للعضوية والتأسيس، لكن بعد ما روح المرشد حصل ما كنا خايفين منه، والجماعه اللي شاورناهم، صاروا يحتجوا على الجمعية انه فيها ربا، وقروض، وفايض.. المهم انه صارت صعوبات، وتأخرنا شوي، لكن قدرنا نعالج المشكلة، وساعدنا في حلها كل من دكتور الصحة في هذاك الوقت وهو الدكتور ياسين المعاني، وقائم المقام حابس المعايطة، وبالفعل انحلت المشكله وأسسنا الجمعية، وصاروا اللي ضدها معها واستفادوا منها..''.


دعوة للمشاركة

هذه الصفحة تؤسس لكتابة متكاملة حول القرى الأردنية، وتطمح لتأسيس موسوعة جادة شاملة. ولن يتأتى هذا بجهد من طرف واحد، فما يكتب قد يحتاج إلى معلومات للإكتمال، أو قصص أخرى لم يلتقطها الكاتب في زيارة واحدة، وهي مفتوحة للإضافة والتعديل قبل أن ترتسم بشكلها النهائي لتكون وثيقة لكل قرية، والأمل بأن تأتي أية إضافات أو تصويبات أو معلومات أخرى من أهل القرى والمهتمين مع اقتراحاتهم، وعلى هذا العنوان:

بوح القرى
ص. ب - 6710
عمان -11118
فاكس- 5600814
بريد الكتروني
alqora@jpf.com.jo

http://www.facebook.com/Jordan.Mafraq



تعليقات

‏قال Unknown
أزال المؤلف هذا التعليق.
‏قال Unknown
كل الاحترام والتقدير لابو العدوان بس سؤال بسيط بتعرف انة جرينة فيها قرية اسمها قرية ابو مسمار وهية بالاصل لدار مسمار مش لشوابكة والشيخ دعيبس خان الامانة وسرق الارض من دار مسمار وانتا بتعرف واهل القرية خبروك وبعدين من وين معهم مصاري يشترو وين ٣٠٠ دونم تعونا الي اعطوهم لجدي لجابي هههه مش زابطة وين العدد الي وضحتة ونشرت فية الحقيقة مش مبين ياريت ينحط وينضاف لو سمحت كل الاحترام والتقدير
‏قال Unknown
كل الاحترام والتقدير لابو العدوان بس سؤال بسيط بتعرف انة جرينة فيها قرية اسمها قرية ابو مسمار وهية بالاصل لدار مسمار مش لشوابكة والشيخ دعيبس خان الامانة وسرق الارض من دار مسمار وانتا بتعرف واهل القرية خبروك وبعدين من وين معهم مصاري يشترو وين ٣٠٠ دونم تعونا الي اعطوهم لجدي لجابي هههه مش زابطة وين العدد الي وضحتة ونشرت فية الحقيقة مش مبين ياريت ينحط وينضاف لو سمحت كل الاحترام والتقدير