فايز محمود .. عاش فقيراً ومات وحيداً

يعد من ابرز الكتّاب الاردنيين


فايز محمود .. عاش فقيراً ومات وحيداً




2011/07/13
العرب اليوم - اسلام سمحان ...
بوفاته وحيدا ومهملا في مستشفى الجامعة الاردنية اكتملت فصول مأساة الكاتب فايز محمود الذي رحل عنا جراء اصابته بذبحة قلبية حادة بعد حياة قاسية ومعاناة دائمة ووجع يومي حتى قبيل وفاته بلحظات حين امتنعت الكوادر الطبية في مستشفى الجامعة عن استقباله رغم ظهور علامات الاجهاد والتعب عليه.
فايز محمود الكاتب الذي اثرى المكتبة الاردنية بعشرات المؤلفات والكتب القيمة يعد انموذجا جيدا لحال الكتّاب والادباء الاردنيين الذين لم تشملهم رعاية وعناية السلطة من غير المطبلين والمزمرين لها, حيث بقي محمود حتى اخر نفس في حياته حزينا وقلقا وخائفا وفقيرا ومريضا.
يتذكره الكاتب هشام غصيب ويقول: كان كاتبا مجتهدا ومبدعا يمتلك حسا فكريا وفلسفيا وأذكر ان اول كتاب قرأته حين رجعت من لندن كان لفايز محمود تحت عنوان البحث عن الحقيقة وكان يعبر عن تجربة فكرية وفلسفية واتذكر انني اجريت اتصالا هاتفيا معه وقامت بيننا علاقة صداقة من يومها.
ويقول غصيب الذي بدا عليه الحزن ان فايز محمود عاش حياة صعبة وهذا حال المثقف في هذا البلد فرجل كفايز كان من المفروض ان يجد الرعاية لا ان يعيش محتاجا ومنسيا وعلى الجهات المعنية ان تجد طريقة كي لا يترك هؤلاء الكتّاب دون رعاية ويجب ان يكون رحيل فايز محمود درسا للمجتمع والدولة, وتمنى غصيب لو انه ساعد الراحل اكثر.
القاص سعود قبيلات يقول عن فايز محمود: كان كاتبا معروفا وله اسهامات خاصة في مجال الكتابة الابداعية والفكرية وكتاباته بشكل عام ذات طابع فلسفي وتميزت بافكار عميقة وبلغة فائقة واسلوب مختلف في تناول الموضوعات المختلفة.
ويضيف قبيلات ان رحيل فايز محمود يعد خسارة كبيرة للادب الاردني ولكنني على يقين ان انتاجه الادبي والفكري سيحتل مكانة لائقة في التراث الثقافي الاردني.
ويشير قبيلات الى الظروف السيئة التي عانى منها الراحل فايز محمود ويقول: اعرف ان حياته كانت صعبة وظروفه المعيشية كانت قاسية وهذا مؤسف خاصة بالنسبة لكاتب معروف كفايز محمود وهذه مسؤولية المجتمع والدولة ويجب ان يكون ذلك عبرة للمستقبل لعدم ترك اي كاتب او مبدع في مثل هذا الوضع السيىء ومن المسيء لسمعة البلد ان يعاني المفكرون والكتّاب والادباء من مثل هذه الظروف المؤلمة التي طالما عانى منها فايز محمود.
يذكر ان الراحل فايز محمود ولد في المنشية/ المفرق عام ,1941 حصل على شهادة الثاني الثانوي العملي من مدرسة المفرق الثانوية, عمل خلال السنوات 1962-1965 متعاوناً مع صحف المنار, وفلسطين, والحوادث, وفي العامين 1966-1967 عمل مندوباً لمجلة الاسرة الاردنية في الكويت ومتعاوناً مع مجلة البيان وعدد من الصحف الكويتية, وفي السنوات 1967-1970 عمل موظفاً في قسم الاعلام والعلاقات العامة بأمانة العاصمة, وفي العامين 1970-1971 عمل موظفاً في وزارة الثقافة والاعلام, وخلال السنوات 1971-1974 انتدب من وزارة الثقافة للعمل في اذاعة عمان, وعمل خلال العامين 1972-1973 مستشاراً ثقافياً في دار فيلادفيا للنشر, وخلال الاعوام 1974-1976 عمل معلقاً اذاعياً, وفي السنوات 1977-1979 تعاون مع صحيفة الاخبار الاردنية, وفي السنتين 1980-1981 عمل مستشاراً ثقافياً في جريدة الفجر في ابو ظبي, ومحرراً في مجلة الازمنة العربية في الشارقة, ومندوباً لجريدة الرأي في الامارات, كما عمل خلال السنوات 1982-1987 مندوباً صحافياً لجريدة الرأي وصوت الشعب في محافظة المفرق, ومحرراً في مجلة المواقف الاردنية, ومستشاراً ثقافياً لدار الفدين للنشر, وصحيفة المحرر, وعمل خلال السنوات 1988-1990 مديراً لتحرير مجلة افكار, وخلال السنوات 1991-2001 عمل مستشاراً لوزير الثقافة, ورئيس تحرير لمجلة صوت الجيل وعضو هيئة تحرير لمجلة افكار وعضو لجنة التخطيط والتنسيق في الوزارة, وهو عضو في رابطة الكتاب الاردنيين وعضو اتحاد الكتاب العرب, وعضو مؤسس في منتدى المفرق الثقافي, وفي الجمعية الثقافية لتعميم اللغة الفصحى (عضو في هيئتها الادارية سابقاً) وعضو مؤسس في جمعية اصدقاء الاثار بمحافظة المفرق.
وقد حاز محمود على جائزة غالب هلسا للابداع الثقافي من رابطة الكتاب عام 1994 وعلى ميدالية الحسين للتفوق من الفئة الاولى في مجال الاداب للعام2000.
ومن مؤلفاته:الحقيقة (بحث في الوجود), العبور بدون جدوى (قصص), الابله (قصة), القبائل (قصص), مشكلة الحب (العناء الانساني دون جدوى), المفرق (تاريخ صحرواي), تيسير سبول (العربي الغريب), الحرية والضرورة (في مجتمعات الانسان والنمل), اوراق فلسفية, ثلاثة نقوش محجوبة (1) ثلاثة نقوش محجوبة (2), صدى المنى (نصوص المقال), قابيل (قصص), افاق (في الفكر والعلوم), نزف مكابر (نصوص قصصية), بلا قبيلة (مختارات قصصية), الاردن افاق وطنية وقومية, شروق -نصوص الخفاء.

تعليقات