الخبراء فقط يمكنهم كشف الزيت المغشوش

ثمة ثلاث طرق للغش في الزيت، الأولى، أن يُخلط زيت الزيتون البكر أو الممتاز بكميات من زيت زيتون أقل جودة مثل الزيت العادي أو زيت الجفت وهو صنف غير صالح للاستهلاك البشري ويقتصر استعماله على الأغراض الصناعية.

طريقة ثانية للغش، تتم بإضافة مادة الكلوروفيل إلى زيت نباتي رخيص، ما يعطيه لونا أخضر جذابا، وبعضهم يزيد بإضافة منكهات تعطي طعم ورائحة الزيت. هذه المنكهات، تباع لدى العطار باسم "أسانس زيت الزيتون". والثالثة تتم بخلط زيت الزيتون بزيوت نباتية رخيصة مثل عباد الشمس أو الصويا أو السمسم. أبو سميح، من كبار مزارعي الزيتون في منطقة جرش، يقول إن ذلك يتم بإضافة ما نسبته 15-20 بالمئة من زيت الصويا مثلا، لكل تنكة زيت، فإذا اعتبرنا أن كيلو الزيت يباع بسعر 4.5 دينار، فيما يبلغ سعر كيلو الصويا 1.25 دينار، وإذا احتوت كل تنكة زيت (سعتها 16 كيلو) على 4 كيلو غرامات من الصويا، فسيكون ربح التاجر من الغش حوالي 13 دينارا في كل تنكة.

الغش في الزيت ظاهرة عالمية، ففي الآونة الأخيرة، هزت إيطاليا فضيحة غش تصدرتها عصابات تعرف بمافيا الزيت. كان هؤلاء يغشون الزيت ويسوقونه في أوروبا وأميركا على أنه زيت بكر ممتاز. قبل شهرين، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالا جاء فيه أن 40 بالمئة فقط من الزيت البكر الممتاز المباع في أميركا أصيل فعلا. وأضاف المقال أن "صناعة" الغش في الزيت تدر ربحا يعادل الربح من الكوكائين، ولكن من دون المخاطر المتعلقة بالصنف الأخير.

من هنا، يبدو جليا أنه من الصعب جدا كشف الغش في زيت الزيتون. إذ لا يستطيع الشخص العادي غير المجرب أن يميّز الزيت المغشوش من الزيت الأصيل ما لم يكن ذواقه على درجة عالية من الخبرة، وإلا فلا بد من اللجوء إلى المختبر. مع هذا، يقول البعض إن الناس قديما كانوا يأتون بقارورة زيت محكمة الإغلاق مملوءة إلى النصف، فيخضونها خضا عنيفا حتى تتشكل فقاقيع الهواء على سطح السائل. فإن كان نقيا، اختفت الفقاعات بسرعة، وإن كان مغشوشا فإن الفقاقيع تبقى طافية على السطح. ويقول آخرون إن في الإمكان تمييز الغث من الثمين من خلال تعريض الزيت للحرارة (القلي)، إذ تختلف رائحة الزيت النقي عن رائحة الزيت المغشوش.


المصدر

تعليقات