الحصن.. (مقدية) وريثة (ديون) الجزء 1 و 2 و 3

الحصن.. (مقدية) وريثة (ديون) (1-3)

أيمم صوب الشمال..
أتتبع مقاطع شعرية كنت كلما قرأتها، يزداد شوقي إلى زيارة الحصن، فأعيد ترديدها مرات عديدة، بانتظار أن تبوح لي تلك القرية بما لديها، وها أنا في دربي إليها أردد شعر عرار وهو يتغنى بليلة قضاها في الحصن:.
”ليلتي بالحصن ما أحلاك ليلة
قد جمعتني بأخيار الأَخِله.
يا بناء الدير ما أحلاك ربعا
حبذا لو أقضي فيك العمر كله.
لو تكن أيام عمري كلها
مثل هذا حاشاي أملّه”
ها أنا أريد قضاء يوم بين الأصدقاء الطيبين، وبسطاء الناس، ودفء الذاكرة، وزخم الحاضر في الحصن، حيث وصلتها صباحا، هي المتربعة بمهابة على مسافة 10 كيلومترات إلى الجنوبي الشرقي من مدينة اربد، وكان بانتظاري قريبا من بلديتها الدكتور مازن سعيد مرجي(أبو رعد)، وبدأنا الجولة في الأمكنة الممتدة وعبر تضاريس وجوه الناس وتاريخهم، وقد أخذ عقد كبار القرية يلتظم معي، وكان كل يجتهد في أن يضيف إلى هذا البوح، فكانت لقاءاتي مع نايف أحمد المغايرة(أبو معن)، وركاد علي نصير(أبو محمد)، وعيسى سويلم عباسي(أبو غسان)، وسامح محمد الحتاملة(أبو مالك)، وروضه أبو الشعر، وكهنة الكنائس، والناس الطيبين في الحصن.

مبتدأ

هذه قرية تحيّر من يريد اكتشافها في اختيار الدرب الذي يبدأ منه نثر در تفاصيلها، لزخم التاريخ فيها، ولتراكم المعلومة عنها، ولثراء التاريخ الشفوي فيها، لكنني سرت حتى أعلى تل الحصن، وهو أشهر وأقدم معلم موجود فيها، وبدأت تأملها من على التل وأنا تارة أتصفح ما كتب عنها ركاد نصير، في النشرة التي أعطاني إياها، وعنوانها ”الحصن في التاريخ”، وتارة أخرى أستعيد ما كتبه الآخرون، أو توارده الرواة أبا عن جد حول الحصن.

الحدود

قال دليلي إلى التل وهو يشير إلى امتداد أراضي الحصن بأن الحصن هي من قرى اربد، وهي مركز لواء بني عبيد، والمساحة الكاملة للقرية من سكن وأراضي زراعية تبلغ حوالي 58500 دونم، وحدودها هي على النحو التالي: ”من الشمال ايدون والصريح، ومن الجنوب كتم وشطنا والنعيمة، ومن الشرق النعيمة وجامعة العلوم والتكنولوجيا(أراضي الرمثا)، ومن الغرب حبكا وايدون وحوفا والمزار”.

الأماكن

يشير ركاد نصير في ”الحصن في التاريخ” إلى المعنى اللغوي لاسم القرية ذاكرا بأن ”الحصن هو كل موضع حصين لا يوصل إلى ما في جوفه، من حَصُنَ المكان فهو حصين أي مَنُع، وحَصّن الحاكم القرية أي بنى حولها، ومن معاني الحصن: الهلال، السلاح، القفل، الخيل. وقد سمّت العرب حصناً”.
ويضيف حول القرية: ”تقع الحصن على نهاية منحدرات جبال عجلون، وعلى أطراف سهل حوران، وهي مشهورة بالتل الاصطناعي، وبالبركة الرومانية، وبكثرة الخربات المنتشرة في منطقتها، وبكثرة الآبار القديمة، وبالمغاور والكهوف، وبالمعاصر المحفورة في الصخر، مما يدل على أنها كانت مسكونة باستمرار منذ أقدم الأزمنة حتى وقتنا الحاضر”.
ولقد تتبعت كثيرا من هذه الأماكن برفقة الدكتور مازن مرجي، ونايف المغايرة، ورأيت زخم تواجدها في الحصن، ولكن هنا لا بد من تتبع التحولات التاريخية، مع تحولات الإسم أيضا، حتى مرحلة رسوخه كما هو عليه الآن.

مدرسة فسيفساء

هناك اجتهاد تاريخي، يردده أهل الحصن حول الاسم الأقدم للقرية، ولديهم مبرراتهم في ذلك حيث يشيرون إلى أن الحصن هي مدينة ديون القديمة، ويمرون على ذلك بقولهم ” المدينة كانت واسعة ومنتشرة، وحدودها الغربية تصل إلى جنوب بلدة ايدون القريبة والتي حرف اسمها مع الزمن ليصبح ايدون بدلا من ديون، وهناك في جزء من تلك القرية كان يخزن الرومان فيها أموالهم، وكان فيها آثار، وأعمدة من الرخام الأبيض. أما الموقع الرئيسي لديون فهو تحت تل الحصن، وهناك قريبا منه أيضا آثار على سفح الجبال الشرقية المطلة على الحصن، وتحتوي على مقابر وكنائس، وأرضياتها من الفسيفساء، ويقال أن المدينة كانت في تلك الفترات مدرسة لعلوم الفسيفساء”.

التل/ التاريخ

هذه التفاصيل يقوم على تتبعها مع التوثيق ركاد نصير بادئا بإطلالة معلوماتية على التل قائلا ” لقد كشف أحد الأضرحة القديمة قرب التل، أن هذا التل يعود إلى أوائل العصر البرونزي، ومن أهم المصادر في دراسة تاريخ الحصن ومنطقتها في العصر البرونزي، هي الوثائق المكتوبة التي خلّفها الفراعنة من الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة(1570-1210ق.م)، الذين سيطروا على الأجزاء الجنوبية من بلاد الشام، فقد جرّد تحتمس الثالث(1504-1450ق.م) حملة لتأديب الثائرين عليه في بلاد الشام، وقد انتصر عليهم”
وفي موقع آخر من بحثه يشير إلى أن ” الحصن وما حولها كانت إحدى مقاطعات مملكة (باشا) التي عرفت فيما بعد باسم (البثنية)، وكان ملكها يدعى (عوج بن عناق) وهو من العماليق، حيث أنه تصدى لبني إسرائيل، بعد خروجهم من مصر، بقيادة يشوع فتى موسى عليه السلام، حيث جرت المعركة بينهما قرب أذرعي(ذرعا)، وأسفرت عن انتصار يشوع وقتل الملك عوج، وبسط نفوذه على باشان. ثم إن يشوع احتل بعد ذلك (مقيدة) وهي الحصن على ما أرى، ..، وفي عام 335ق.م احتل اليونان بقيادة الاسكندر المقدوني بلاد الشام، وعمل قائده بردقاس على إخضاع ثورة جلعاد، وبنى ثلاث مستعمرات في كل من جرش وديوم(الحصن) وبيت راس. ثم جاء الرومان واحتلوا بلاد الشام، وجدد بومبي ديون(الحصن)، (ومن أخرى)، ودخلت هي ومعها مدن داخلية في حلف عرف بالديكابوليس”.

مرّ بها المسيح

أما عن الأقدمية التاريخية للحصن فهناك دلائل كثيرة عثر عليها في الأضرحة وفي النقوش والكتابات وكلها تشير على أن تل الحصن كان قائما زمن الرومان والبيزنطيين، ويعتقد بأن مدينة ديون تقع تحت أنقاضه، كما أنه يوجد اعتقاد لدي أهل المنطقة أن السيد المسيح عليه السلام أثناء زيارته للمنطقة العربية إلى الشرق من نهر الأردن، أنه اتبع الطريق الرئيسية من حمامات الحمة إلى مدينة جدارا، واتجه من هناك إلى كابيتولياس وديون وجرش.
كما تشير الوثائق التاريخية إلى أن المنطقة خضعت لحكم الأنباط، وقد عثر على حجر جيري في مقبرة نبطية في الحصن، وهو موجود في متحف الآثار بجامعة اليرموك.
وبعد ذلك في العصر الأموي عرفت الحصن باسم ”مقدية” أو ”حصن مقدية”، وصارت احدى قرى البثنية التابعة لأذرعات، حيث أصبحت ناحية من نواحي دمشق.
ويرى ركاد نصير أن الحصن عرفت منذ فترة قديمة باسم مقدية، وكتب فيها الشاعر الأموي عدي بن الرقاع العاملي، كما أنه أشار اليها البكري في معجم ما استعجم، وذكرها ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان حيث أشار إلى موقعين هما مقدية وحصن مقدية: ” هو من أعمال أذرعات من أعمال دمشق، ينسب اليها الأسود بن مروان المقدي الحصني المتوفى سنة(360هجري)”.

الحصين

تحتجب فترة من الزمان عن الأضواء.. لكنها تعود في عهد الخلافة العثمانية، لتصبح مركزا لناحية بني عطية وبني الأعسر، وهي ترد في الوثائق العثمانية تحت مسمى الحصين، وهنا نورد ما أشار إليه المهدي عيد الرواضية في الجزء الأول من ”مدونة النصوص الجغرافية لمدن الأردن وقراه” حيث أشار إلى أن الحصن ”وردت في دفتر الطابو رقم 275 المؤرخ سنة 958هـ/1551م: قرية الحصين تابع بني عقبة في حوران، فيها ست وستون خانة، والمحصول في قسم من الربع؛ من الحنطة: ثمانون غرارة قيمتها عشرة آلاف وأربعمائة آقجة. من الشعير: أربع وخمسون غرارة قيمتها أربعة آلاف ومائتين واثنا عشرة آقجة. من المحصول الصيفي الفان وخمسمائة آقجة. وخراج أشجار الزيتون: سبعون آقجة. ورسم النحل والمعز: خمسمائة وست وخمسون آقجة. ورسم عروسية: مائتان وأربعون آقجة، فيكون المجموع سبعة عشر ألفاً وتسعمائة وثمان وسبعين آقجة”.

بيركهارت

وقد زار الحصن السائح الألماني سيتزن عام 1806م، ونزل ضيفا على عبد الله الغانم، كما أنه في عام 1812م زارها بيركهارت ووصفها في كتابه ”رحلات بيركهارت” بقوله: ” هي القرية الرئيسية في المنطقة التي تدعى بني عبيد، وهي تقوم على منحدر ويسكنها ما يزيد على مائة عائلة، منها حوالي خمس وعشرين عائلة من المسيحيين الشرقيين أو أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الذين يخضعون لسلطة بطريرك القدس. ولم أشاهد شيئا يستحق الاهتمام هنا سوى عدد من الآبار المنحوتة في الصخر’

]




الحصن.. (مقدية) وريثة (ديون) (2-3)



نبقى مع الحصن، متتبعين تلك الكنوز المخبوءة في القرية، ولا بد من النبش عنها في الذاكرة، وعبر التاريخ، ومن المعالم المتبقية فيها من ذلك الإرث القديم، كما أن هذا التاريخ سيفضي بنا إلى الحاضر، وكيف تطورت هذه القرية لتكون منارة حضارة وحياة في كل العصور، وحتى هذا الزمان.
كنا قد بدأنا المرور بالحقب التاريخية للحصن، وكان بوحا تضمن ما تيسر من تلك الذاكرة التي يشي بها تل الحصن، ولكن هنا لا بد من الاستمرار في رصد كل المعلومات التي تعزز تل الأهمية لهذا التل خاصة بالوثائق العلمية، والكشوفات الأثرية، وبين يدي الآن ورقة كان قدمها الأستاذ الدكتور زيدون المحيسن عميد كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك، في مهرجان القمح والزيتون في الحصن عام 2008م، وعنوان الورقة هو (تاريخ مدينة الحصن وتل الحصن في ضوء التنقيبات الأثرية الأولى التي قامت بها كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك).

أرض كنعان

سنجتزئ من الورقة تلك المعلومات التي تضيف على ما قدمناه حول الحصن، حتى لا نقع في مزلق التكرار، وهنا بعد توضيح الموقع الجغرافي، وأهمية تل الحصن، وسبب التسمية، يتتبع الدكتور المحيسن مراحل الاستيطان القديم للتل بادئا بالعصور الحجرية، مشيرا إلى أنه قد كشفت المسوحات والتنقيبات الأثرية عن عدد من مواقع العصر الحجري النحاسي(750,3-200,3) ق.م، المنتشرة في جميع مناطق الأردن، وهذه التنقيبات كشفت عن أهمية تل الحصن في هذه الفترة.
وبعد ذلك يمر على مرحلة العصر البرونزي المبكر (3200-2000) ق.م، وهو أول مراحل التمدن، وتشير التنقيبات إلى أن تل الحصن واحد من المواقع التي عثر فيها على بقايا تعود إلى هذا العصر، وبقيت الحصن تتطور حتى ما بعد تلك الفترة حيث أن تل الحصن اشتهر أيضا في فترة العصر البرونزي المتوسط (000,2-550,1) ق.م، كجزء من الأرض الجنوبية لأرض كنعان الكبرى.

المدفن

يكمل الدكتور زيدون المحيسن في ورقته قائلا: تبرز أهمية تل الحصن خلال العصر البرونزي الحديث (المتأخر) ( 1550 - 1200 ق.م)، ويظهر ذلك من خلال كثافة الاستيطان وحجمه خلال هذه الفترة حيث كان يلعب دوراً هاماً خلال الدور الأول من العصر البرونزي المتأخر ( 1550 - 1410 ق.م ) أي زمن حكم الفرعون المصري تحتمس الرابع أحد ملوك الدولة المصرية الحديثة، واستمرت أهمية التل خلال الدور الثاني من العصر البرونزي المتأخر ( 1410 - 1340 ق.م)، وهي الفترة المعروفة لدى العلماء باسم فترة العمارنة.. وخلال الدور الثالث من العصر البرونزي المتأخر ( 1340 - 1200 ق.م) استمرت أهمية تل الحصن الأثري خاصة خلال حكم الأسرة المصرية التاسعة عشرة، فقد كانت منطقة الحصن منطقة زراعية خصبة اشتهرت بزراعة الحبوب والعنب والزيتون في تلك الفترات، الأمر الذي جعلها محط أطماع ملوك مصر القديمة، بالإضافة إلى أهميتها الإستراتيجية والعسكرية.. ولقد تم الكشف في موسم تنقيبات جامعة اليرموك عن مقبرة مقطوعه في الصخر تقع شرقي التل، وقد احتوت بداخلها على خمس حجرات مخصصة للدفن، ويعود تاريخ المقبرة إلى نهاية العصر البرونزوي المتوسط، واستمر استخدامها كمدفن خلال العصر البرونزي المتأخر وبداية العصر الحديدي.
بعد ذلك ازدادت أهمية تل الحصن خلال العصور الحديدية ( 1200 - 539 ق.م) وخاصة الدور الأول من هذا العصر حيث كشفت الأبحاث والتنقيبات عن وجود مبان متعددة تعود إلى هذا العصر، وهذا يعزز وجود ما يسمى بمملكة باشان أحدى الممالك الآرامية التي اشتهرت في العصور الحديدية، وهذه الممالك تمتد من جنوب الأردن حيث وجدت مملكة آدوم والى الشمال منها مملكة مؤآب وفي الوسط المملكة العمونية والى الشمال من عمون تقع مملكة باشان (جلعاد) التي يبدو أن تل الحصن قد لعب خلالها دورا هاما ومميزا.

فسيفساء

يشير الدكتور المحيسن إلى العصور الكلاسيكية، مارا بالعصر الروماني، وتأسيس حلف المدن العشر التي يعتقد أن الحصن هي واحدة منها، وهي ديون. أما في العصر البيزنطي (324-640) م، فقد انتشرت الديانة المسيحية في المنطقة عندما أعلن الإمبراطور قسطنطين سنة 312 م سياسته التسامحية تجاه الدين المسيحي، وسمح بإتباعها وممارسة شعائرها، وأخذ يقوي مكانة الديانة الجديدة، فبدأ ببناء الكنائس على نطاق واسع في مدينة الحصن، ورصف أرضياتها بالفسيفساء، وما زلنا نشاهد آثار هذه الكنائس في الحصن وكثير من المواقع الأخرى.

قلعة ومسجد

يوضح الدكتور زيدون المحيسن جهد جامعة اليرموك في الكشف عن كثير من أسرار تل الحصن، والإضافة النوعية في هذا المضمار هو تلك المكتشفات الخاصة بالعصور الإسلامية، وعنها يقول: العصور الإسلامية إن أهم المكتشفات التي أظهرتها أعمال التنقيب الأثري في الموسم الأول لتنقيبات كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك، عثر عليها فوق سطح التل، حيث تم الكشف عن حصن أموي ( قلعة ) مربع الشكل يبلغ طول ضلعه حوالي 100متر، وبنيت على زوايا الحصن الأربعة أربعة أبراج مستطيلة الشكل، ويبدو أن هذا الحصن قد لعب دوراً عسكرياً مهماً خلال الفترة الأموية، ويدل وجود مثل هذا الحصن العسكري على أهمية الأردن في تلك الفترة. كما يعد هذا الحصن العسكري الذي كشف عنه في منطقة الحصن فريداً من نوعه ومتميزاً عن غيره من الحصون العسكرية التي عرفت خلال الفترة الأموية.
كما أنه من المكتشفات التي تؤرخ إلى العصر الأموي مسجد صغير (مصلى) ( 5,3 * 3 م ) احتوى مِحراباً في منتصف جداره الجنوبي، ويقع على بعد عدة أمتار إلى الغرب من بوابة الحصن (القلعة) الرئيسية الواقعة في الجهة الجنوبية من التل، ويتسع المسجد لحوالي عشرة مصلين، وربما كان يخدم مجموعة من الجنود المسؤولين عن حراسة بوابة الحصن. وتشير المكتشفات إلى أن هذا المسجد كان سقوفا بقبة بدليل العثور على أربعة أعمدة في زواياه استخدمت لحمل القبة.

طريق الحج

نبقى في الحصن، والتل، ونستزيد قليلا مما كتبته الدكتورة هند أبو الشعر في كتابها ''اربد وجوارها(ناحية بني عبيد) 1850-1928م''، حيث تصف الحصن مما كتبه الرحالة، ومما ورد في الوثائق والصحف، في تلك الفترة، بذكرها أنه '' يذكر بكنجهام أن الحصن تقع عند أسفل التل، وتنتهي عند النهايات الغربية للسهل، ويستغل السكان هذه المناطق السهلية ويزرعونها بشكل جيد، ويمرّ بها طريق الحج من دمشق عبر السهل إلى سال والرمثا. ومن أهم معالم الحصن التضاريسية(تل الحصن)، ويقع شمالي القرية، ويبلغ طوله عند القاعدة 275مترا، وعلى السطح 180 مترا، وتقدر مساحته بتسعين دونما، وهو بلا شكل أحد المعالم الحضارية القديمة. أما الحصن نفسها فترتفع 550 مترا عن سطح البحر، والقسمان الغربي والجنوبي منها هضاب تتخللها مناطق سهلية، والقسم الشرقي سهول زراعية خصبة بعلية، والمساحة الكلية للأراضي الزراعية فيها تبلغ نحو 56 ألف دونم منها 50 ألف دونم مزروعة بالحبوب، و6 آلاف دونم جبلي، وتبعد ا لحصن عن درعا نحواً من 20 كيلو مترا فقط. وهذه المعلومات التي توردها الدكتورة هند هي من وثائق دائرة التخطيط(ص18) في محافظة اربد، ومن جريدة البشير العدد الصادر في 5 تشرين أول 1913م.

الآبار

نتابع مع الدكتورة هند ما كتبته حول الحصن، وتذكر حول المياه أنه يذكر في الوثائق القديمة انه ذكر سيح(الماء الظاهر الجاري) في حدود أرض الكفيرات في أراضي الحصن، إلا أن الدفاتر لا تسميه، مع أن له تسمية محلية معروفة وهو (سيح حديجا)، وتشير الى وجود مسيل ماء في أرض الطيارة في الحصن.
ولكن الآبار لها مساحة ممتدة في قرية الحصن، وقد شاهدت، وبرفقتي الدكتور مازن مرجي مجموعة منها محفورة في الصخر، قريبا من التل، وتشير الى تلك ا لآبار وغيرها الدكتورة هند أبو الشعر حيث تقول في كتابها بأنه '' رآها(الآبار المنحوتة في الصخر) الرحالة بيركهارت في الحصن في 14 أيار سنة 1812م.
وفي موقع آخر تقول: '' إن دراسة المصادر المبكرة لدفاتر الطابو في القرن السادس عشر تشير الى وجود مزارع عديدة من ناحية بني عبيد(بني الأعسر سابقا)، ومنها مزرعة أم الآبار، وبويضة، ودهما، وسعوه، وكفير الشرقي، وهي الآن أحواض تابعة للحصن.. وهذه المواقع تحتوي على آبار خربة سجلتها دفاتر التسوية، وهي تدل على مواقع الاستقرار القديمة بعيدا عن البرك.. ويبدو أن أغلب الآبار يتركز في الحصن ونعيمة، مما حدا بدائرة الأراضي في زمن التسوية إلى أفراد جداول حقوق خاصة بآبار الحصن والنعيمة فقط.. وقد ذكرت ساحة آبار في حوض البلد 12 من أراضي الحصن ولم تسجل ملكيتها لأحد''.
كما ترصد بعض أعداد تلك الآبار في مواقعها القديمة حيث تشير الدكتورة هند إلى أنه في حوض أم الآبار الشمالي التابع للحصن 28 بئرا، وفي حوض أم الآبار الوسطاني بئر واحد فقط، وفي أم الآبار الشرقي بئران، وفي قطعة واحدة من حوض البركة توجد 19 بئرا، وتتوزع تلك الآبار على أحواض كثيرة، ويبلغ مجموعها بحسب كتاب اربد وجوارها 202 بئرا في الحصن عدا الآبار الخربة.

ســـيرة قريـــة

تقع قرية الحصن في محافظة إربد، وهي مركز لواء بني عبيد، وتتبع إداريا إلى بلدية إربد الكبرى.
يفصلها أقل من ستة كيلو مترات عن مدينة اربد، وتقع على بعد حوالي سبعين كيلو مترا شمال عمان.

الديموغرافيا

يبلغ عدد سكان الحصن حوالي 20239 نسمة (10439 ذكور و 9800 إناث) يشكلون 3894 أسرة، تقيم في 5139 مسكنا، هذا بحسب تعداد دائرة الإحصاءات العامة للسكان والمساكن 2004م، ولكن عدد السكان في الوقت الحاضر يصل إلى 36 ألف نسمة تقريبا.

التربية والتعليم

توجد في الحصن 13 مدرسة بين حكومية وخاصة، وهي: مدرسة بطريركية اللاتين الثانوية(روضة، أساسي، ثانوي/ مختلطة)، مدرسة خليل السالم الثانوية للبنين، مدرسة الحصن الثانوية للبنات، مدرسة مطرانية الروم الكاثوليك الثانوية/مختلطة، المدرسة الشاملة للبنات، مدرسة المعتصم الأساسية للبنين، مدرسة ميسلون الأساسية للبنات، المدرسة الإسلامية الأساسية/مختلطة، مدرسة الحصن الأساسية/مختلطة، مدرسة الروم الأرثوذكس الأساسية، مدرسة أبو ذر الغفاري الأساسية للبنين، مدرسة خديجة الأساسية للبنات، مدرسة المزاهر الأساسية للبنات.

الصحة:
يوجد في القرية مركز صحي أولي.

المجتمع المدني

يوجد في الحصن مؤسسات المجتمع المدني التالية: مؤسسة اعمار الحصن، نادي الحصن الرياضي الثقافي الاجتماعي، منتدى الحصن للتراث والفنون، مهرجان القمح والزيتون(تقيمه مؤسسة اعمار الحصن بدعم كامل من وزارة الثقافة)، مركز الحصن الثقافي التابع لبلدية الحصن، جمعية الشابات المسيحية، الجمعية الإسلامية، جمعية الكاريتاس العالمية، فرع الجمعية الأرثوذكسية، مركز مار كيرولوس للتعليم الديني المسيحي، متحف الأديب والكاتب الراحل أديب عباسي، متحف الحصن للتراث الشعبي.

* توجد في الحصن دور العبادة التالية: مسجد الحصن القديم، كنيسة اللاتين، مسجد صدام، كنيسة الروم الأرثوذكس، مسجد ظفار، كنيسة الروم الكاثوليك، مسجد البركة، الكنيسة الإنجيلية الأسقفية العربية، مسجد كلية الحصن، الكنيسة المعمدانية.

* توجد في الحصن المؤسسات الرسمية التالية: بلدية الحصن، متصرفية لواء بني عبيد، كلية الحصن الجامعية/جامعة البلقاء التطبيقية، مديرية مياه بني عبيد، محكمة صلح بني عبيد، محكمة بني عبيد الشرعية، مكتب أحوال مدنية، مديرية الشؤون الاجتماعية، مكتب إشغال بني عبيد ، مكتب بريد، مركز امن الحصن(مركز امني شامل يخدم بلدات لواء بني عبيد)، مكتب ارادة(وزارة التخطيط)، محطة الحصن للمعرفة(المركز الوطني للمعلومات)، صوامع الحبوب(وزارة الصناعة والتجارة)، مؤسسة الاستهلاكية المدنية، المؤسسة الاستهلاكية العسكرية.

* يوجد في الحصن فروع للبنوك التالية: بنك الإسكان للتجارة والتمويل، البنك العربي، بنك الاتحاد، البنك الإسلامي الأردني.
كما يوجد فيها المرافق السياحية التالية: قلعة الفوارس السياحية، وقرية القناطر السياحية.


الحصن.. (مقدية) وريثة (ديون) (3-3)



للقرية نبض يبقى يبث الدفء حياة تتجدد كلما كانت الاستعادة حميمية للماضي الجميل، والتعامل إنساني حقيقي مع الواقع المعاش بشرا، وحجرا. هنا يكون الوصول إلى النبض الاجتماعي في الحصن، حيث الذاكرة مقترنة بالناس، والأماكن تملك دلالتها من أسمائها، وتقسيماتها الشعبية، حيث يشير أهل القرية إلى أن الحصن فيها الحارة الشرقية، والحارة الغربية(وهذه هي أساس القرية)، والحارة القبلية(المنشية)، ويكون عند الناس هناك استرسال في تقسيمات الحصن بحسب ما يصفها أهلها حيث السوق(البلد)، وأم الهوى، وقطعة الصلاة، ووادي العين، وبَرَجه، والمراح، والمزاهر، والطبول، وسعوه، والجده، وبوزه، والطيّاره، والهوّه، والكركاع، والأحيمر''. وتتبع الدكتورة هند أبو الشعر في كتاب (اربد وجوارها)، تلك التسميات بحسب جداول التسوية لعام 1935م، فتضيف أسماء الأحواض في الحصن، حيث هي:''قرية أم الآبار الشمالي، وأم الآبار الوسطاني، وأم الآبار الجنوبي، وبركة المطل، وقطعة الصلاة، وشوامر الحقاف، وخربة الطيارة، وحوض المزاهر، وحوض المراح وأم الغزلان، وحوض المقبية، وحوض خلايل وادي العين، وبيضا السلالم، وحوض البطام الشمالي، وحوض البطام الجنوبي، وأم الآبار الشرقية، وأم الآبار الغربية، والجبيل الشرقي، والجبيل الغربي، وسعوة والسرج، وسلمى والحولة، والجده، ومرجم الاحيمر، ودبات أبو النصر، وطبول بوزه، والدهما الجنوبية، وعوجات الطيارة، وبيارة العسل، وحوض أبو السوس، وحوض نومره وحديجا، وقطعة الأصبح، وراكسه وأم الهوى، وحوض شمشان، وحوض المومنيه، وظهر الخربه، وحوض وقف بئر الزاغ، وبين الحارات، والدهما الشمالية''.

الخريطة الاجتماعية

ولعل الدخول إلى التفصيلات ا لاجتماعية من بوابة التسميات الشعبية للأمكنة، يعطي زخما من الحميمية، حيث أن السكان الذين يقيمون في الحصن، هم نموذج في الألفة، والتعامل الطيب، وعند فتح هذا البوح فإن بعض كبار القرية يقولون أن أهل الحصن ''جاء مجموعة منهم من الجزيرة العربية، ومجموعة من جنوب سوريا، ومجموعة من قرية عولم في منطقة الناصرة، وقلة جاءت من مناطق أخرى من فلسطين.. فمثلا الغنمات جاءوا من مصر إلى الكرك ثم إلى الشجرة، ويقال أنهم الأقدم في القرية، والنمورة أجو من اليمن إلى بصرى سكيشام، إلى الغور، والطور، وجاءوا بعد هيك للحصن..''.
ولكنهم يسترسلون في رصد العائلات الموجود في الحصن حيث يقولون أنه في القرية هناك ''الغنمات(آل غنما)، والنمري، والريحاني(رياحين)، والعماري، والأزرعي، وسويدان، وهناك عائلات أخرى كذلك وهي أندراوس، وآل عياس، وآل مرجي، وآل عازر، ودار أيوب، ونويصر، وقاقيش، والحدادين، ودعيبس، ومعمر، وجوينات، والفانك، والسهاونة، ونصيرات، والمغايره وآل أبو خيط، وطشطوش، والحجية، والبلص، والحتاملة وآل الرشدان، والصبيحات، والصغيّر''.
وترصد الدكتورة هند أبو الشعر في كتابها عشائر الحصن مشيرة إلى أنهم النمورة، والرياحين، والعوازرة، والعمامرة، والفانك، والطشامنه، والحدادين، والنصيرات، والرشدان، والمغايرة''.

سكان.. ومخاتير

كما أن الدكتورة هند ترصد التعداد السكاني للحصن في فترات متعددة مشيرة إلى أنه في عام 1812م ذكر بيركهارت أن عدد سكان القرية 100 خانة(أسرة)، بينما في عام 1877م أشار ميرل إلى أنه توجد في الحصن 70 خانة مسيحية، ولكن في سالنامة ولاية سوريا لعام 1871/1872م ذكر بأنه يوجد في الحصن 48 خانة، وتشير سجلات دير اللاتين في الحصن إلى أنه في عام 1885م كان في القرية 2000 نسمة، أما دفتر أساسي يوقلمة عام 1892م فيذكر أنه توجد في الحصن 223 خانة، وفي عام 1905م يذكر الأب اليكس مالون في ما نشره في جريدة المشرق تحت عنوان (رحلة إلى نهر الأردن) أن عدد سكان الحصن 2500 نسمة، ويقدّر الرحالة بيدكر في عام 1912م عدد سكان القرية بحوالي 1200 نسمة، ولكن جريدة البشير في عام 1913م تكتب بأن عدد سكان الحصن هو 4000 نسمة.
أما مخاتير الحصن في تلك الفترة فيمكن رصد بعض أسمائهم، حيث تشير السجلات إلى انه في عام 1911م كان هناك المختار محمود أفندي بن فنيش بن عبد الرحمن، وفارس بن محمد بن خليل، بينما في عام 1919م فتذكر السجلات المختار عوض بن إبراهيم بن عباس، والأعضاء ذيب بن موسى بن ديب الغنما، وكذلك تذكر في ذات العام وكيل مختار الحصن عقلة بن محمد بن عبد الرحمن، واختياريها علي بن عبد الرحمن ومحمد بن حسين المحمد، وفي عام 1925م إشارة إلى مختاري الحصن عيسى العوض، وسعد بن إبراهيم الرياحين وأعضاؤها دخلله الموسى وعيد السليمان وحبيب السلامة من مسيحيي القرية، وهناك ذكر لغيرهم في سنوات أخرى.

أبو الشعر

نورد هنا قصة حول إحدى عائلات القرية، وفيها تتبع للتنقل حتى كان الاستقرار في المرحلة الأخيرة في الحصن، حيث يشير كبار القرية إلى أن ''أمير الغزاوية طلب كاتب للمحكمة الخاصة به في الغور، فذكروا له شخص اسمه سليمان وموجود في بصرى اسكيشام، فاستدعوه، وهذا لما قرأ كتاب الأمير بعث له ابنه واسمه نمر، وبقي هذا فترة في الغور، واتزوج، وبقي من ذريته في الغور، واللي بقوا هذول ظلوا مسلمين، لكن البقية هربوا من الغور، لخلاف بين نمر والأمير الغزاوي، وسكنوا في الطور في القدس، وكانوا في فترة قدوم نابليون إلى عكا، فكانوا يعتدوا على الجنود الفرنسيين، ولما هاجمهم جيش نابليون لردعهم، فانسحبوا، ورجع نمر للأمير الغزاوي اللي عفا عنه، وسأله عن أبوه، وعن إخوانه.. بعد هيك رجع نمر لهذه المنطقة، وسكن في صخرة، بينما اخوانه خليف وخلف ومحارب طلعوا على فلسطين، واختهم اتزوجت من الزعارنه. ولما استوطن نمر في صخره انعرفت المنطقة باسمه، أبو الشعر، وهذا اللقب لأنه كان يطلع على جلده شعر كثيف، ثم بعد صخره اجا للحصن، ولقي في الحصن مجموعات من العائلات منها دار غنما، والنصيرات وهذول اللي موجودين هان واللي الهم تواجد كمان في النعيمة وناطفة وصمّا وايدون ومنتشرين بأكثر من مكان''.

الكنائس

إن التمثيل المجتمعي في الحصن هو نموذج في التعايش الإسلامي المسيحي، حيث التآلف واضح، وحقيقي بين كل العائلات هناك، ولكن الوثائق القديمة، والتاريخ الشفوي في الحصن، يعطينا نموذجا يمكننا دراسته حول الجانب المسيحي في قرانا الأردنية، وكيف صارت الطوائف فيها، وذاكرة نشأة الكنائس، والكهنة والخوارنة فيها، ولذا سيكون تركيز على هذا الجانب في هذه المساحة، حيث أن الطوائف المسيحية في الحصن هي طائفة الروم الأرثوذكس، وهي الأقدم، وطائفة اللاتين موجودة من حوالي عام 1885م، وطائفة الروم الكاثوليك وجدت بعد عام 1990م، وطائفة البروتستانت، وطائفة السبتية.
يقول كبار القرية أنه في عام 1870م ذهب وفد من مسيحيين الحصن إلى القدس وطلبوا من بطريرك الروم الأرثوذكس بناء كنيسه ولم يستجب لطلبهم، ولكن بعد تكرار المطالبة من قبلهم وافق، وفي عام 1875م قدم أهل القرية قطعة الأرض لبناء الكنيسة، ولكن لقلة توفر المال لم يبنوها في تلك الفترة، وتأخروا حتى عام 1886م في بنائهم لها.
يضيفون أيضا بأن ''الخوري ميخائيل جوينات جاء من لبنان، وكانوا يجو لعنده من جميع القرى المجاورة، هذا في عهد توقدولس بطريرك أورشليم، واتسمت الكنيسة على اسم جيورجوس في سنة 1886م''.
وذاكرة الكنيسة تشير إلى أن آباء كنيسة الروم هم على التوالي:'' ميخائيل جوينات، عيد جوينات، وعيسى جوينات، سليمان المرشد النمري، سليمان خليل عودة الله، عيد جوينات، راجي جوينات، سليمان مرسال الحداد، ناجي جوينات، سابا الريحاني''.

مجلس المختلط

عندما نشأت بطريركية الروم الأرثوذكس، تم تأسيس مجلس المختلط، الذي يقول كبار أهل الحصن، أنه مجلس ينتخب، وهو من العرب واليونان، ولهذا سمي بالمختلط، وهو ينظر في أمور الأعمال المالية، والمدارس والأديرة، وقد كان للحصن عضوية في هذا المجلس، حيث يشير كبار القرية إلى عضوية كل من دخل الله موسى العماري، وسلطي الابراهيم الأيوب، ويوسف عصفور، وناصر العيسى، وعيد اليوسف، وعقلة أبو عيسى، ومرشود العبيد الله، وفرح السليمان، وسعد المنصور، وعبد الله العيسى.
كما تشير ذاكرة القرية إلى أنه في أول شهر أيار من عام 1885م تم توجيه عريضة من أهل القرية إلى بطريرك اللاتين في القدس، وهو منصور براكو، ووافق، وبدأوا في عام 1890م بتعمير الدير الموجود الآن في القرية، وكانت هناك صعوبات، وتعطل العمل لمدة سنتين، وقد انتهى بناؤه عام 1894م، وفي عام 1900م تم إرسال إلى القرية الكاهن ادريانوس سميث، وقد سماه أهل الحصن يوسف سميث، وهو هولندي، ومن الكهنة الذين خدموا في دير اللاتين في الحصن كل من موسى السلمان، ويوسف سعادة، وبشارة سعادة، ولويس عودة، وشكري سرور، وميشيل كرم، واسكندر كربي، والمطران نعمة سمعان، وإميل شحادة، وفؤادي حجازين، ويعقوب سعادة، وميشيل خضر، وناصر يوسف، ونعوم كرادشة، وعماد الطوال''.
أما كنيسة الروم الكاثوليك، فقد طالبوا في عام 1910م، وبدأوا البناء في عام 1913م، وتأخر البناء إلى عام 1922م بسبب الحرب العالمية الأولى.
وبالنسبة للبروتستانت فقد بدأوا عام 1897م، وهذا بعد خلافات بين أشخاص في القرية، وذهبوا إلى دمشق، وقابلوا الانجليزي هناك، وطلبوا مساعدة بتكوين طائفة انجيلية بروتستنتية، ومن كهنتهم حنا أبو موسى، وموسى عازر، وأسعد منصور، وغيرهم.

المساجد

وحتى تكتمل الصورة لا بد من المرور في سيرة المساجد في الحصن حيث يقول كبار القرية بأنه في عام 1885م تم بناء جامع صغير أشرف على بنائه خليل كحلة، وقد جدد البناء في عام 1952م على نفقة الأهالي، حيث أنه متصرف اربد في تلك الفترة، وهو بهجت طبارة، فرض على كل ذكر من القرية أن يدفع نصف دينار، كما تمت المساعدة من الحكومة في عملية البناء، وقد بنيت المئذنة عام 1962م، كما أنه في عام 1982م تم بناء جامع صدام حسين في القرية، وقد بني جزء منه بتبرع، وجزء آخر ساهمت فيه الأوقاف وقيمة مساهمتها حوالي 30 ألف دينار.
وتشير ذاكرة القرية الى أن ''أول شيخ عمل في الحصن هو محمود الشرع، وبعده عوض محمد الهامي، وعلي محمد الفليح، ويوسف محمد الفليح، وفرحان اللوباني، ومحمد عمر الهامي، وحسن قنصه، ومصطفى البطيخة، ومحمود توفيق نزال، وأحمد حتاملة، وكان الشيوخ يأخذوا أجرتهم من مسلمي القرية، وبعدين اتحولت على الأوقاف''.

وللحديث بقية

الكتابة عن الحصن لا تكتمل عند هذا الحد، فهناك مرور لا بد منه على التدريس، وعلى التجارة، والأثر الثقافي، والحضور العام للحصن في الذاكرة التي نسجت تاريخ الوطن، ولعل الدكتورة هند أبو الشعر في كتابها ''اربد وجوارها'' غطت جانبا من تلك الفترة، ولكن هناك الكثير لا بد من قوله، ونتركه مؤقتا الآن لضيق المساحة، على أن نعود له في بوح تفاعلي قادم، وقد يكون هناك إضافة، أو إثراء من أهل الحصن أو المهتمين، لتكتمل الصورة أكثر.


تعليقات

‏قال غير معرف…
الحصن......عز وفخر <3