اكتشاف حضارات " وادي الزرقاء " بالأردن

اكتشاف حضارات " وادي الزرقاء " بالأردن
  • د.وهيب :الإنسان الأول أنشأ على تراب الزرقاء أولى الحضارات المبكرة في التاريخ
  • وادي الزرقاء كان معروفًا لدى تجار مكة في رحلاتهم إلى بلاد الشام


عمان-أسعد العزوني :


قال خبير التراث الأردني أستاذ علم الآثار في معهد الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية د. محمد وهيب، إنه تم مؤخرًا اكتشاف حضارات عملاقة ذات جذور عميقة في محافظة الزرقاء 35 كم شمال شرق العاصمة عمان.


وأضاف لـ " الراية "أن الإنسان الأول أنشأ على تراب الزرقاء أولى الحضارات المبكرة في التاريخ, مؤكدًا أن هذه الحضارات لا يستهان بها ويطلق عليها حضارات "وادي الزرقاء" وإنها لا تقل أهمية عن حضارات وادي النيل والرافدين, والتي تمتد من منطقة رأس العين بعمان, مرورًا بالزرقاء و حتى جسر جرش ,لافتًا إلى أهمية الإرث الحضاري وعمقه في محافظة كالزرقاء تحوي بين جنباتها ما يربو عن 1000 موقع أثري ..مبديًا أسفه لعدم تسجيل خمسمئة موقع فيها حتى يومنا هذا.


ويشار إلى أن الحديث عن هذه الاكتشافات ظهر إلى السطح عقب دراسة ميدانية أشرف عليها د.وهيب مع الباحثة هبة خير وأجريت في منطقة «وادي الزرقاء» بالإضافة إلى مئات المواقع الأثرية والتاريخية بهدف إثراء البحوث الميدانية بالمعلومات لأغراض التطوير السياحي والتعاون مع الجهات ذات العلاقة، مؤكدًا أن النتائج التي أظهرتها الدراسة, فاقت كل التوقعات.


وبينت الدراسة أن مدينة عمان واسمها القديم (فيلادلفيا) ارتبطت بحضارات كانت متواجدة في منطقة وادي الزرقاء خاصة أن حضارات وادي الزرقاء التي تقع بين مدينتين كبيرتين هما جرش و فيلادلفيا ويوصل بينهما الطريق الروماني الذي ما تزال معالمه ظاهرة وبارزة في عدد من بلدات وقرى محافظة الزرقاء مثل بلدة الهاشمية مرورًا بموقع حضارة خربة خو التي كانت تشرف على السهول المجاورة.


وتشير نتائج الدراسة التي نشرت مؤخرًا في كتاب, أن الدخول إلى مدينة فيلادلفيا خلال العصر الحديدي الثاني أي (700 -900) عام ق.م كان فقط من خلال وادي الزرقاء ويخضع لسيطرة أبراج المراقبة التي ما تزال بقاياها ظاهرة للعيان في مدينة الرصيفة, خاصة داخل حرم مدرسة ثيودور شنلر التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا",ويطلق عليه اسم (رجم المخيزن) ,إضافة إلى برج ثانٍ على الجانب الآخر لوادي الزرقاء, بمعنى أنه لم يكن ممكنًا دخول عمان قديمًا دون المرور من هذه الأبراج التي كانت تتبادل الإشارات عبر الدخان المشتعل.


وبحسب ذات الدراسة فإن المواقع الهامة على مستوى المملكة والشرق الأوسط, تبرز محاجر وادي العش قرب خربة السور في مدينة الرصيفة, والتي تعد من أفضل المحاجر الكلاسيكية على الإطلاق وما تزال تحتفظ بمعالمها من حيث الأعمدة و الأفاريز والتيجان والقواعد التي تركت في المحجر كشاهد حي على أهمية صخور المنطقة في إنشاء المدن قديمًا بحيث تعتبر هذه المحاجر شاهدًا على فن العمارة في فيلادلفيا والزرقاء.
وتظهر الدراسة أيضًا أن لخربة الرصيفة والمغاور المحيطة وحضارة جريبا والمنشآت المائية حولها أهمية كبيرة للحصاد المائي على جانبي وادي الزرقاء.


كما تظهر أيضًا الموقع الأبرز والأهم وهو موقع حضارة «الودعة» الذي يعود إلى العصر الحجري الحديث , إذ يعتبر أكبر المواقع في منطقة الشرق الأوسط , ويقع بالقرب من نقطة التقاء وادي الزرقاء مع وادي الظليل بامتداد لأكثر من كيلو متر، إضافة إلى حضارة موقع تل السخنة الشمالي والجنوبي، وحضارة جبل الرحيل وحضارة الجاموس وتل البيرة.
وأشارت الدراسة كذلك إلى أن الاستيطان البشري لم ينقطع على طول امتداد وادي الزرقاء من منبعه في رأس العين وحتى مصبه في نهر الأردن وخاصة العصر الحجري الحديث والعصور البرونزية، الحديدية، الكلاسيكية، الإسلامية والحديثة، ويعتبر قصر شبيب وحضارة مكحول في السخنة من أبرز الآثار الإسلامية على جانبي وادي الزرقاء، حيث كانت عامرة خلال العصور: الأموي و العباسي والأيوبي، المملوكي، وتم ربطها مع المسجد العمري في الكمشة، وكان وادي الزرقاء معروفًا ومشهورًا لدى تجار مكة في رحلاتهم من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام, واكتشاف موقع حادثة مقتل عتيبة بن أبي لهب في منطقة حي جناعة في الزرقاء قرب كلية المجتمع الإسلامي حاليًا دليل على أهمية الوادي التجارية، وتم التعرف على بقايا حضارة حديد التي اختفت معالمها حيث كانت تمثل الزرقاء القديمة التي يتذكرها الآباء والأجداد ممن سكنوا هذه المنطقة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.


وبينت الدراسة كثافة انتشار حقول الدولمنز الصندوقية التي يطلق عليها السكان المحليون (بيت الغولة) على جانبي وادي الزرقاء وهو دليل واضح على تنوع المواقع الآثرية من مدن وقرى ومقابر وكنائس ومساجد.

تعليقات

‏قال غير معرف…
الحضارة الزرقاوية جزء من حضارة الاردن والوطن العربي والعالم أجمع .