التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عمّانيون يتلذذون بنكهة الشتاء والمشي تحت رذاذ المطر

حبات المطر تمد الإنسان بالطاقة وتحرك الخلايا غير النشطة بجسده

عمّانيون يتلذذون بنكهة الشتاء والمشي تحت رذاذ المطر


أمطار في شارع مكة بعمان أمس-(تصوير: محمد مغايضة)

سوسن مكحل

عمان- كان يعلم الشاعر العربي بدر شاكر السياب أن للمطر بريقا وحياة، فأنشد يقول "كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم.. وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر... وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم.. ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر... أنشودةُ المطر... مطر... مطر...مطر".
فيما تغنت الكاتبة غادة السمان في عشقها للمطر بقولها "أحدّق في المطر، وهو يلتهم النافذة، والليل يتدفق نهراً من الظلال... أحدّق... كما أفعل منذ ألف عام".
وكثيرون ينتظرون سقوط زخات المطر، إما ليمتعوا نظرهم بتلك الحبات التي تتساقط، أو للمشي تحت قطراتها، فيما يرى البعض أن المشاعر تختلط عند تساقط زخات المطر، ويصعب التعبير عنها.
وهذه عائلة (أبو وائل) الأربعيني، تجد متعة في موسم الشتاء عندما تتساقط حبات الخير والعطاء، حيث تخرج العائلة في نزهة لمشاهدة الطرقات خلال تساقط المطر من خلف زجاج السيارة.
يقول أبو وائل الذي يمشي الهوينا في مركبته "منذ صغري وأنا أعشق المشي تحت المطر، وحاليا أخرج في نزهة بالسيارة مع عائلتي للاستمتاع بمنظر الشتاء، لشعوري أنه جو يغسل الروح من الداخل".
ويعني إليه المطر انتعاشا ليوم جديد، إلى جانب أن حبات المطر عندما تعانق تراب الأرض، تخرج رائحة يصعب نسيانها وينتظرها من موسم لآخر.
ويجد محمد وخطيبته، وقد اتخذا موقفا جميلا من تساقط المطر، أن المطر يعطي أجواء رومانسية وجميلة، خصوصا وهو يغسل الشوارع وتعطي قطراته الحياة للأشجار.
ويصف شعوره حينما سمع عن انخفاض في حالة الجو، حيث بادر إلى حمل مظلته، وذهب إلى الشارع العام برفقة خطيبته للمشي تحت المطر، معتبرا أن الأجواء جميلة ومميزة، ولها نكهة خاصة في موسم الشتاء.
في حين تقف الخمسينية أم علي بموسم المطر وراء نافذة المنزل، وهي تنظر إلى تساقط الأمطار على المنازل والشوارع، وهي لا تكف عن النظر بين الفينة والأخرى إلى تلك اللوحة الشتائية الجميلة، التي يصعب تعويضها في مواسم أخرى.
ولم يمنع تساقط الأمطار العشريني مؤيد، من القيام بجولة في عمان القديمة، وسط البلد، للتمتع بتساقط المطر الخفيف، مشيرا إلى أن والدته تنزعج من "البهدلة" التي يعود بها إلى المنزل، وملابسه مبتلة، إلا أنه يعتبر أن أجمل ما في الشتاء أنه يغسل روح الإنسان بغض النظر عما يتعرض له من بلل دائم.
في حين يتمتع الستيني (أبو محمد) الذي يقوم بجولة في جبل عمان أثناء المطر، وهو يمشي ملتحفا فروته، وممسكا مظلته، ويشعر بالانتعاش من تساقط حبات المطر على الشوارع والطرقات.
ويبدي سعادة كبيرة من تساقط المطر، على الرغم من أنه يحمي نفسه بمظلة منعا للبلل، إلا أنه يؤكد أنه بين الفينة والأخرى يلمس قطرات المطر بيديه ليشعر برذاذ الماء، متمنيا أن يعم الخير على كافة أرجاء المملكة.
ويجد المتعة الكبيرة وهو يتجه إلى وسط البلد، عندما تكتظ بالمواطنين على الرغم من الموسم الممطر الذي يجتاح المملكة، ويبشر الكثيرين بالخير.
كان احتفال العمانيين شبيها بتلك المشاعر التي انتابت أبو محمد وغيره؛ عندما ظهرت بشائر الفرح مع حالات الانخفاض الجوي الذي بدأ منذ مساء السبت الماضي، فالشباب والشيوخ والأطفال والنساء كلهم مبتهجون بالمطر الذي يبعث الزرع والأشجار والزهور، وكانت لكل واحد طريقة خاصة في استقبال هذا المنخفض الذي سيتجدد، وفق دائرة الأرصاد الجوية.
واختار العشريني لؤي وصديقه محمد علي، أن يتمتعا برياضة المشي تحت المطر والتجوال بأقرب منطقة لمنزليهما، وهما يستظلان مظلة خشية أن تبتل ثيابهما، فيما بدت السعادة تعلو محياهما.
ويؤكد لؤي أنه ينتظر في كل عام سقوط الأمطار بفارغ الصبر، وما أن يسمع عن منخفض جوي جديد، حتى تظهر الفرحة على محياه، ليمارس رياضته في المشي تحت المطر، حيث يركن سيارته بالقرب من إحدى المناطق العامة وسط عمان، للمشي هو وصديقه تحت جو المطر الناعم.
في حين أن رفيقه محمد علي، يجد في المشي جماليات مختلفة لا يضاهيها شيء، ويقول "لا يمكن للإنسان أن يشعر بمتعة أجواء موسم الشتاء، إلا إذا مارس المشي تحت زخات المطر"، مؤكدا أنه ينزعج من المواطنين الذين يرون بموسم الشتاء "بهدلة" معتبرا أنهم لا يرون متعة الشتاء كونهم يفتقدون للوقت.
وينصح الشباب ومختلف أفراد المجتمع، بالتمتع بالمطر من خلال مشاهدته أو المشي تحت حباته، خاصة إذا كان المطر خفيفا ولا يضر بصحتهم، معتبرا أن ذلك يعمل على تجديد المشاعر والطاقة لدى الإنسان.
كما يؤكد أبو رمزي، صاحب محل تجاري في وسط البلد، أن الشتاء يجلب النعمة للجميع، فرغم أن الشوارع تغرق في المياه، وتتحول إلى مجار للسيول، إلا أن تواصل المطر يخلق جوا مميزا وجميلا عندما يغطى بيوت عمان وشوارعها.
ويدعو في هذا الصدد إلى تأهيل الشوارع حتى يستمتع الجميع بالمشي والنظر ومشاهدة الأجواء الممطرة، وأن تكون مؤهلة لاستقبال المطر خصوصا في تصريف المياه.
ويؤكد الباحث والمفكر في علم الطاقة حسام القطب، أن الإنسان بطبيعته يحمل شحنات تلتقي مع الطبيعة بكافة فصولها، فهو يحب الشمس والمطر، والطبيعة الخضراء، وغيرها من أشكال الطبيعة، مبينا أن تمتع الأفراد بالمشي تحت تساقط المطر يعود عليهم بالطاقة والحيوية،لأن الإنسان مرتبط بشحناته مع الكون الذي يزيده طاقة ايجابية.
"حبات المطر المتساقطة تحمل في شحناتها طاقة كونية متجددة، وعند ملامستها لبشرة الإنسان تحرك الخلايا غير النشطة بجسده، ما يعمل على تجديدها ومد الإنسان بالطاقة الإيجابية، التي تظهر عليه مباشرة، في التعامل مع الآخرين بردات فعل إيجابية" وفقا لما يقول القطب.

تعليقات

‏قال Umzug Wien
انا بحب امشى جداااااااااااا فى المطر
‏قال اسعار عملات
كلن مبنحب المطر