في رسالة عمرها 85 عاما.. عبد القادر التل يشكو للأمير المؤسِّـس مضايقات رئيس حكومته الركابي


* في رسالة عمرها 85 عاما.. عبد القادر التل يشكو للأمير المؤسِّـس مضايقات رئيس حكومته الركابي





كان علي رضا الركابي من مؤسِّـسي الفرع الأردني لـ»حزب الاستقلال العربي»المعارض للإحتلال البريطاني للأردن، وفي سياق تآمرهم على الحزب تمكـَّـن الإنجليز من الضغط على الركابي لينشق عن الحزب ويشكـِّـل حزبا ضرارا أطلق عليه إسم»حزب أم القرى»أخذ على عاتقه محاربة حزب الاستقلال ورجالاته، وكرد فعل غاضب على رضوخ الركابي لضغوط الإنجليز بادر عدد من رجالات الشمال في الإمارة الناشئة إلى إرسال رسالة إلى الأمير عبد الله يطالبون فيها بحلِّ»حزب أم القرى»، وقـَّع عليها عدد من رجالات الحركة الوطنية الأردنية في شمال الأردن منهم الشيخ عبد القادر التل والشيخ سليمان السودي الروسان، وكان الركابي آنذاك رئيساً للحكومة فصبَّ جام غضبه على الذين وقـَّعوا على الرسالة وأوعز لمتصرف أربد ومدير شرطتها بملاحقتهم ومضايقتهم، وتـُصوِّر الرسالة التي بعث بها الشيخ عبد القادر التل إلى الأمير عبد الله في11/2/1925م ونشرها الأستاذ الدكتور علي محافظة في كتابه»الفكر السياسي في الأردن - نصوص ووثائق - ص163»نقلاً عن جريدة الكرمل الصادرة في 21/2/1925م معاناة زعماء الشمال من ممارسات البلطجة التي تعرَّضوا لها من قبل حكومة علي رضا الركابي، وفيما يلي نص الرسالة :»لمَّا كنت فرداً من أفراد هذا الشعب الذي هوتحت إمرة سموكم كنت قد وقــَّـعت مع الزعماء والمشايخ مطالبة لسموكم لتحقيق المواد الأربعة»كان من بينها المطالبة بحلِّ حزب أم القرى بزعامة علي رضا الركابي رئيس الحكومة في حينه»، ولمَّا لم يرق هذا الطلب للحكومة الحاضرة أخذت تقاوم بصراحة كلَّ من يطالب بهذه الحقوق حتى صرتُ هدفاً لسخط الحكومة فأبعدتني رغماً عني من العاصمة كما أبعدت غيري من المطالبين بهذه الحقوق، ولما وصلت إلى بلدي»اربد»ما شعرت إلا بوكيل الحاكم الإداري السيد توفيق سِـنــُّـومترصداً لإيقاعي بما يمسُّ بشرفي ويوجب إهانتي حيث جاء على حين غفلة مع الجند بعد الساعة الثالثة والنصف ليلاً وأحاط بيتي ونحن نيام، وما شعرت إلا والشرطي السيد عبد القادر القط يدخل بيتي بصورةٍ مخالفةٍ للقانون، وكان عندئذ في ضيافتي السيد سليمان باشا السودي»الروسان»، فأخرجه الشرطي من بيتي وسلمه لوكيل الحاكم الواقف بباب داري مع الجند المسلح، وفي الليلة التالية جاء جندي مسلح ووقف بباب بيتي ومنعني من الخروج منه، وفي منتصف الليل جاء وكيل الحاكم ومعه قوة مسلحة وأخرجوا من كان ساهراً عندي من أهل القصبة، ولم يكتف المشار إليه بهذا بل إني في الأسبوع الماضي ذهبت إلى الغور لرؤية أغنامي فأعطى الأوامر المشددة لحاكمية الغور لإلقاء القبض علي وإعادتي مخفورا إلى مركز الشرطة في إربد»، وتمضي الرسالة في سرد معاناة الذين وقــَّـعوا على الرسالة المطالبة بحلِّ»حزب أم القرى»الذي كان يتزعمه رئيس الحكومة في حينه علي رضا الركابي، ومن ذلك الإشارة إلى سجن الحاكم الإداري لصالح المصطفى التل»والد شاعر الأردن عرار»بسبب مطالبته بحقوقه المشروعة ولانتقاده أعمال الحاكم الإداري كما جاء في الرسالة.

التاريخ : 17-06-2011

تعليقات