الوزير خلف التل رفض الاستقالة تحت ضغط الإنجليز فعزله أبوالهدى ونفاه إلى الطفيلة




النسخة العادية:

كان القائد خلف محمد التل»أبوهاجم / أبومعن»من صنف من الرجال الذين لم يسمحوا للمنصب مهما علا سواء في المجال المدني أوالعسكري أن ينسيه مبادئه وتاريخه الوطني، فعندما اختاره الرئيس توفيق أبوالهدى التاجي الفاروقي ليشغل منصب ناظر الداخلية»وزير الداخلية»في حكومته المشكـَّـلة في 28 / 9 / 1938م إستمرَّ خلف التل في مسيرته الوطنية وفيا لمبادىء الحركة الوطنية الأردنية التي كان من رجالاتها، وكان طبيعيا أن يستاء المحتلون الإنجليز الذين كانوا يجثمون على صدور الأردنيين بموجب صك الإنتداب من إصرار خلف التل على الإستمرار في نشاطاته الوطنية المتناغمة مع طروحات الحركة الوطنية الأردنية، وبلغ غضب الإنجليز مداه عندما إكتشفوا عبر جواسيسهم من رخاص النفوس أن خلف التل كان ينتهز فرصة زياراته كوزير للداخلية إلى إربد ليتابع نشاطات اللجنة الوطنية الفرعية في إربد الخاصة بدعم الشعب الفلسطيني التي كانت تقوم بتأمين السلاح لثوار فلسطين بالتعاون مع شخصيات وطنية في مدينة اربد وقراها منهم سليمان السودي الروسان ومحمود الخالد الغرابية ونايف أبوعبيد والحاج قاسم الأمعري والحاج سعدي بيبرس وتاجر وخبير السلاح المعروف في اربد آنذاك أسعد شرار وغيرهم من رجالات شمال الأردن، فأوعز الإنجليز إلى الرئيس توفيق أبوالهدى بإبعاد خلف التل عن الحكومة، فطلب أبوالهدى من التل تقديم إستقالته من الحكومة، ولكن التل رفض تقديم استقالته، ليس من باب التمسك بالمنصب الوزاري، ولكن من باب رفضه الرضوخ لإملاءات المحتلين الإنجليز، فلم يجد الرئيس أبوالهدى تحت ضغط الإنجليز من اللجوء إلى تطبيق قانون الدفــــاع»الطوارىء»فاصدر أمرا باعتقال خلف التل بعد أن عزله من منصبه الوزاري، ثمَّ لم يكتف الإنجليز بهذا الإجراء الذي لم يشف صدورهم من خلف التل فأوعزوا إلى الرئيس أبوالهدى بنفيه ووضعه قيد الإقامة الجبرية في»الطفيلة»، ولكن إقامته في المنفى لم تطل حيث أصدر الأمير المؤسِّـس عبد الله الأول بن الحسين أمرا برفع الإقامة الجبرية عنه وأمر بتعيينه قنصلا»سفيرا) للأردن في العراق، حيث انتقل إلى رحمة الله في بغداد يوم 29 تشرين الاول 1943.

التاريخ : 16-04-2011

تعليقات