فـَـرْوَة بن عمرو الجذامي أول شهداء الإسلام في بلاد الشام



يذكر كتاب»البداية والنهاية»لأبي الفداء الحافظ بن كثير في الجزء الخامس من المجلد الثالث من الكتاب أن قبيلة جذام وهم بنوجذام بن عدي من العرب القحطانية كانت عند ظهور الإسلام منتشرة في معان وآيلة»العقبة)، وكانت رياستهم في معان، وكان فروة بن عمروبن النافرة الجذامي مقيما في معان، وكان عاملا للروم البيزنطيين على معان وما حولها من بلاد الشام»ما بين معان وآيلة»العقبة»من جنوب الأردن»، وعندما بلغ فروة بن عمروبن النافرة الجذامي ظهور الإسلام بعث بأحد أقربائه مسعود بن سعد الجذامي رسولا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم يبلغه بإسلامه ويحمل إليه هداياه ومنها بغلة بيضاء وأقمصة كتـَّـانية وعباءة حريرية، فلما علم الروم بإسلام عاملهم فروة الجذامي عزلوه وحبسوه وأغروا به حليفهم ملك غسـَّـان الحارث بن أبي شمـَّـر الغسـَّـاني فقدم به مُـكبـَّـلا إلى عين عفرة / عفرى بفلسطين»هي العين القريبة من الطفيلة وكانت تلك المناطق تتبع إداريا في تلك الحقبة لفلسطين)، وعندما أخذوا يستعدُّون لقتله أنشد :.

ألا هل أتـــى سلمى بأن حليلـَــــها على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل.

على ناقــــةٍ لم يضرب الفحلُ أمَّـها يُشدُّ بــــــه أطرافـــــــها بالمناجـــــل.

ولما همَّ السيَّـاف بقطع عنقه رفع صوته منشدا :.

بلـِّـغ سَـرَاة َ المسلمين بأنني سَـلـْـم ٌ لربِّـي أعظـُـمي ومُـقامي.

ويذكر الحافظ ابن كثير أن ملك غسـَّـان الحارث بن أبي شمـَّـر الغسـَّـاني بعد أن ضرب عنق فروة بن عمروبن النافرة الجذامي صلبه على ماء عفرى أياما ولكنه لم يكن يعلم أن صلب هذا البطل العربي المعاني خلـَّـد إسمه رضي الله عنه وأرضاه في سفر التاريخ الإسلامي كأول شهيد للإسلام في بلاد الشام، ولتزهر بذرة شهادته بعد عام من إستشهاده فينطلق من معان وفد من جذام برئاسة رفاعة بن زيد لمقابلة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة للهجرة ليعلنوا إسلامهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكرمهم صلى الله عليه وسلم بهذه الشهادة النبوية الكريمة :»الإيمان يمان هكذا، وهكذا بني جذام، صلوات الله على بني جذام، يقاتلون الكفارعلى رؤوس الشعب، وينصرون الله ورسوله».

التاريخ : 16-04-2011

تعليقات