قبل «65» عاماً .. انفجار هائل في عمان يسفر عن سقوط «8» قتلى وعشرات الجرحى

في كتابه الوثائقي الممتع (عمان.. ماضيها وحاضرها) يورد المؤرِّخ الأستاذ محمود العابدي خبر الانفجار الكبير الذي هزَّ العاصمة عمَّـان في 26/9/1945،وجاء في الخبر كما سجله الأستاذ العابدي :-

بينما نحن في قاعة الكلية العلميةالاسلامية في جبل عمَّان نعيد فحص المكملين اهتزَّت جنبات عمَّـان اهتزازا عنيفا بسبب انفجار هائل تجاوبت أصداؤه من جميع أطراف العاصمة،ولم نلبث أن رأينا سحب الدخان الكثيف المملوء بالغبار والضارب الى الصفرة الداكنة ينتشر في الجوحتى كاد يحجب عن العاصمة نور الشمس،وتفصيل الحادث كما يلي :-

يملك السيد عبدالله أبوشام حوالي ستين طنا من المتفجِّـرات وضعها في مغاور وكهوف متجاورة في بستانه الواقع قرب الدوار الاول على جبل عمان خلف مبنى البرلمان الاردني،وبينما كان أحد العمال يتولى نشر البارود لتجفيفه في الشمس اشتعلت به النار وامتدت الى داخل أحد الكهوف حيث توجد الكمية الكبيرة من البارود،فانبعث منها عمود ضخم من الدخان شوهد من مسافات بعيدة عن العاصمة، ولم يلبث أن أعقب ذلك صوت انفجار هائل هزَّ جنبات عمَّـان، وقد سارع الى مكان الانفجار سعيد باشا المفتي وزير الداخلية وأمير اللواء عبد القادر الجندي رئيس أركان حرب الجيش العربي بالوكالة والسيد رياض المفلح وكيل وزارة الداخلية والسيد صدقي القاسم محافظ العاصمة والسيد نديم السمان قائد الشرطة ومساعدوه السادة حكمت مهيار ومحمد السعدي وصبحي طوقان والمدعيان العامان السيدان علي الهنداوي ونسيب عازر وعدد كبير من ضباط رجال الشرطة والاطفائية حيث أخذوا في مكافحة الحريق حتى أمكنهم اخماد النار الملتهبة بسرعة وأخرجوا المصابين من تحت الردم ونقلوهم الى المستشفيات.

ويذكر الأستاذ العابدي أنه زار مكان الانفجاربعد انتهاء عمله في الكلية مع العديد من المعلمين فوجدوا الأبنية قد أصبحت أثراً بعد عين ورأوا القطع الكبيرة من صخور المغاور المنسوفة، ممايشير الى شدة الانفجار،وأخبرهم أحد رجال الشرطة أن عدد الذين قتلوافي الحادث بلغ ثمانية عمَّـال،كما أصيب عدد كبير بجراح.

وويذكر العابدي أن الدكتور جميل التوتنجي وكيل وزارة الصحة قام بزيارة المستشفيات والاشراف على اسعاف المصابين الذين شارك في اسعافهم والعناية بهم الأطباء غالب القسوس طبيب مستشفى الحكومة وبطرس سابا وواصف كنعان وقاسم ملحس ويوسف شويحات وأحمد أبوقورة.

وقد اعتقل رجال الشرطة السيد عبد الله أبوشام وشقيقه عبده أبوشام أصحاب المتفجرات رهن التحقيق،وتوجه الملازم الاول محمد العسلي ضابط التحقيق الى دكان السيد عبد الله أبوشام في شارع السعادة وثر فيه على ما يقارب من برميل من الكحل الانكليزي ونصف كيس من الكحل الحجاري وأربعمائة متر من الفتيل، وتبين أن التاجرعبد الله أبوشام يملك تصريحا رسميا من دوائر الأمن العام ببيع هذه المادة،وتمَّ الافراج عن الشقيقين أبوشام بعد أن تأكد للمحققين أن الحادث كان قضاء وقدراً.

التاريخ : 23-04-2011

تعليقات