المستشفى الانجليزي أول مستوصف طبي في مدينة السلط



الدستور - رامي عصفور

يعتبر المستشفى الانجليزي في مدينة السلط أول مستوصف طبي حديث في شرق الأردن فقد أسس عام 1883 من قبل جمعية المرسلين الكنسية وكان ذلك بفضل هبة خاصة قدمت لهذه الغاية وقدرها 600 جنية انجليزي تبرع بها المواطن البريطاني هنري رايت وقد بدأ المستوصف عمله بفتح صيدلية تحت إشراف طبيب سوري وكانت تفتح أبوابها خمسة أيام في الأسبوع وتغلق عند غياب الطبيب خلال عطلته الصيفية ولم تقتصر المعالجة على المعاينة الطبية وإعطاء العلاج بل أيضا القيام بالعمليات الجراحية .

ونظرا للنجاح الذي حققه المستوصف فقد تقرر توسيع هذا النشاط الطبي وتطوير الصيدلية وتحويلها إلى مستشفى حديث وقد تم تأسيس هذا المستشفى عام 1904 عندما حول كل من الطبيب سدني جولد والممرضة نورا فشر والصيدلاني نجيب القبيسي إلى مستشفى السلط مصطحبين معهم تجهيزات المستشفى التي تم نقلها على ظهور الجمال من عكا إلى السلط ونجيب القبيسي هو أول صيدلاني أردني فهو من مواليد السلط عام 1886 وحصل على شهادة الصيدلة من الكلية الإنجيلية السورية ( الجامعة الأمريكية حاليا ) عام 1905 وفتح صيدلية في السلط عام 1927 وتوفي عام 1957 .

وبدا مستشفى السلط عمله بإحدى عشر سريرا وكان يديره طبيب ولم تقتصر المعالجة الطبية على أهالي السلط فقط بل جاء المرضى من مختلف المناطق من نجد وحوران والكرك وارتفع عدد أسرة المستشفى إلى 16 سريرا عام 1907 وأغلق المستشفى عام 1908 لعدة شهور بسبب غياب الطبيب المشرف في إجازة وفي العام نفسه بدا المستشفى بأخذ رسوم دخول من المرضى عدا المعوزين وفي عام 1913 عينت لأول مرة في تاريخ المستشفى وتاريخ شرق الأردن طبيبة من النساء هي شاراوت برنل وكان لهذه الطبيبة شأن كبير في فرع أمراض النساء إذ خصصت يومين لمعالجة النساء والأطفال لأول مرة وفي عام 1914 تم افتتاح صيدلية خاصة بالنساء كانت تقدم الخدمة مرتين بالأسبوع.

في عام 1920 تم شراء قطعة أرض في منطقة السلالم لبناء مستشفى جديد يواكب التقدم الصحي وفي عام 1924 تم إنشاء بناية جديدة للعيادة الخارجية وتم افتتاح جناح جديد للرجال يحتوي على تسعة أسرة وفي 11 تموز عام 1927 حدثت هزة أرضية في البلاد مما أدى إلى تصدع بناء المستشفى ولم تستطع الجمعية المسئولة عنه القيام بالتصليحات المطلوبة بسبب الضائقة المالية التي تمر بها لذا قدم سمو الأمير عبد الله آنذاك الدعم المالي لإبقاء المستشفى مفتوحا .

ومن الخدمات المتخصصة التي قدمها المستشفى كان افتتاح أول عيادة للعناية بالأطفال في عام 1928 في حي الجدعة بالسلط وفي عام 1933 تقرر مرة أخرى إغلاق المستشفى من قبل جمعية المرسلين لأسباب مالية بحتة ولكن سرعان ما قدمت الحكومة الأردنية المساعدة المالية المطلوبة لإبقاء هذا الصرح الطبي مفتوحا وبالرغم من الضائقة المالية تمكنت الجمعية من جمع الأموال اللازمة من بريطانيا والأردن لبناء مستشفى جديد الذي تم تدشينه عام 1938 بحضور الأمير عبد الله والمعتمد البريطاني في الأردن وقد خصص المستشفى القديم في وسط السلط لمراجعي العيادات الخارجية ومركز الأمومة والطفولة.

ولا يزال المبنى القديم للمستشفى الانجليزي قائما وتم مؤخرا ترميمه من قبل مؤسسة الأراضي المقدسة للصم والبكم وتخصيصه كمركز تدريب إقليمي لمدربي الإشارة على الصم والبكم.

Date : 17-06-2009

تعليقات