صور قديمة لوسط مدينة عمان من أربعينيات القرن الماضي و يظهر فيها المسجد الحسيني وسط البلد




اضافة عن صحيفة الرأي:

مشهد نادر لوسط مدينة عمان في الثلاثينات



صورة صورة قديمة جداً لعمان
وليد سليمان - إنها صورة تاريخية نادرة لوسط مدينة عمان القديمة والتي يقدر زمن التقاطها في ثلاثينات القرن الماضي .. وقد كان مصور هذا المشهد البانورامي يقف وقت التصوير على سفح جبل الجوفة .
واهم معلم او مشهد في هذه الصورة القديمة هو المسجد الحسيني حيث تظهر مئذنة الجامع الوحيدة الصغيرة آنذاك – لأن المئذنة الثانية والأطول منها لم تكن قد شيدت زمن التقاط الصورة !! هذا ومن المعروف ان المسجد الحسيني كان قد بناه جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول عام 1924 ، فقد كان قبل ذلك عبارة عن مكان متواضع او مصلى صغير على أنقاض المسجد العمري الذي بني في زمن الأمويين او العباسيين قديماً جداً .
ويظهر من خلف الجامع الحسيني طريق ترابية غير مزفتة ، الآن هو شارع البتراء حيث تتواجد به بعض محلات بيع الأقمشة بالجملة ومحلات العطارة الشهيرة مثل الحن ، وحريز .. ولكن قديماً كان هذا الشارع او الطريق يوجد به أماكن معروفة مثل مقهى المنشية الراقي ، وسينما البتراء والتي تعتبر اول سينما انشئت في عمان عام 1925 ، وكان بهذا الشارع كذلك مخفر العاصمة ومضافة ابو صالح الشربجي وبيت المفتي .
واذا نظرنا الى آخر الشارع فاننا سوف نشاهد في تلك الصورة كميات ضخمة وكثيفة من الاشجار العالية والبيوت التي زرعت في ساحاتها الاشجار الغريبة من سيل عمان المليء بنبعات وعيون الماء العذب ومياه السيل الجارية طوال السنة .اما من الجانب الآخر للمسجد الحسيني والذي يعتبر اشهر مسجد في عمان حتى هذه اللحظة فاننا نلاحظ بعض اجزاء من الدروب المؤدية الى سوق السكر وسوق الخضار المجاور ، حيث كان سوق السكر اول تجمع تجاري ضخم لبيع المواد والسلع الغذائية وغيرها بالجملة والمفرق .. فقد كانت الحركة فيه دائمة من تجار وباعة ومشترين وسيارات نقل وسفريات .. وكان سوق السكر قد تم انشاؤه في العام 1924 لصاحبه يوسف السكر الذي أجره للتجار الآخرين .
هذا وقد تواجدت في منطقة سوق السكر العديد من المنشآت والمباني الهامة في ذلك الوقت مثل : غرفة تجارة عمان ، المحكمة النظامية ، السجن ، دار الشرطة ، دار الايتام ، نادي الاردن الرياضي والاجتماعي .. الخ .
وفي اعلى يسار هذه الصورة القديمة نلاحظ الجزء الرئيسي والهام آنذاك من جبل عمان الجديد او كما كان يسمى ايضاً جبل الملفوف .. حيث في سفح هذا الجبل انشئ قديماً حي القبرطاي الشركسي وفي اعلاه تواجدت القصور والفلل الفخمة لكل من منكو ، البلبيسي ، وبيت الامير طلال والد الملك الحسين رحمهما الله ، وكذلك منزل ابراهيم هاشم رئيس الوزراء قديماً ، والمنزل الذي سكنه كلوب باشا قائد الجيش الاردني قديماً ، ومدرسة المطران ، ومنزل سعيد باشا المفتي رئيس الوزراء ايضاً قديماً .
وفي اسفل حي القبرطاي تبدو طريق ترابية هي طريق القبرطاي او شارع بسمان الذي عرف بهذا الاسم فيما بعد .. ويعتبر شارع بسمان من ارقى الشوارع في عمان في الزمن السابق حيث تواجدت فيه سينما بسمان ومحلات بيع الاحذية الفاخرة والملابس وتواجدت فيه عيادة الدكتور والسياسي منيف الرزاز . ومن الاماكن الشهيرة قديماً في جبل عمان كذلك منزل السفير التركي ، والقنصلية اللبنانية ، والسفارة المصرية .. الخ .
وعلى يمين الصورة يبدو حي الشابسوغ الشركسي والذي يقع تحت سفح جبل القلعة الاثري المعروف .. وعلى يسار شارع الشابسوغ يبدو جزء بسيط من شارع الملك فيصل والذي تميز قديماً بالمبنى المعروف لمقهى حمدان ذي السقف الهرمي وليس المسطح .. وليس بعيداً عنه تظهر المحلات التجارية التي كانت موجودة قبل هدمها وبناء البنك العربي بدلاً منها .
وكان شارع فيصل او ساحة فيصل مشهورة كذلك بأنها ساحة الاحتفالات الوطنية حيث تقام الاستعراضات العسكرية وزيارات الملوك لهذه الساحة باستمرار ومنهم مثلاً : جلالة الملك عبدالله الاول وجلالة الملك الحسين رحمهما الله .اما في آخر هذا الشارع فلا يبدو مقهى السنترال لأنه لم يكن قد تم إنشاؤه ولا المباني التي أنشئت تحته .
وفي أعلى منتصف الصورة حيث تبدو السماء فان هذا المكان هو الجزء الرئيسي والقديم من جبل اللويبدة المعروف برونقه وجماله الخلاب .. ففيه اقيمت العديد من الاماكن الهامة مثل : مستشفى لوزميلا .. ودوار الحاووز ، ودارة الفنون والتي كانت قديماً سكناً لقائد الجيش الاردني فريدريك بيك ، وفي هذا الجبل كذلك كان منزل وسكن الامير جميل بن ناصر .. وتوالت فيما بعد العديد من الاماكن والمقرات الشهيرة في جبل اللويبدة ومنها مثلاً : سينما الخيام، سفارة ايطاليا والباكستان ، ونقابة الفنانين ، ورابطة الرسامين ، ومسارح عمون والمشيني ، وجمعيات ونوادي ومنظمات وروابط انسانية واجتماعية وثقافية متعددة ، وبعض الفنادق الصغيرة والجميلة والاليفة .

تعليقات

‏قال غير معرف…
هناك ، في وسط البلد ، ترى الامور على حقيقتها.