هل يتحول اختراق شبكة الانترنت إلى وسيلة تعبير عن المعتقدات؟

image

شاهدنا جميعاً الجهود الحثيثة من قبل مجموعة من المخترقين أصحاب فكرة سياسية، عندما قام مهاجمون روس بتعطيل عدد كبير من المواقع الإلكترونية الأستونية عام 2007رداً على الإهانات التي شوهت صورة روسيا الوطنية من قبل جارتها الأصغر.

وفي أعقاب هذا الحادث جاهدت الحكومة الأستونية ومزودي خدمة الانترنت لعدة أيام كي تعود هذه المواقع إلى عملها الطبيعي. وتوقع العديد من خبراء أمن الانترنت أن هذا الحادث سيكون بمثابة نموذج لأعمال مستقبلية تدعى "الاختراق المنهجي" أو الموجّه  حيث سيعتمد الناس على التكنولوجيا الحديثة ممثلة بشبكة الانترنت لدعم معتقداتهم السياسية من خلال مثل هذه الحملات.

 وكان هناك نشاط لا بأس به لقراصنة المعلومات خلال حملة  الانتخابات الأمريكية الرئاسية عام 2008، ومعظم هذا النشاط يبدو أنه كان يهدف لنشر المزيد من التهديدات بمهاجمة أي من التحركات السياسية.

وشهدت الفترة الماضية عودة لهذا "الاختراق المنهجي" تمثل بمهاجمة أكثر من 300 موقع اسرائيلي بعد بضعة أيام من قصف القوات الاسرائيلية لقطاع غزة.

 وكأداة من أدوات الحرب الدعائية، فإن معظم هذه العمليات كانت تهدف لتعديل مواقع معينة وعرض خطابات مناهضة لاسرائيل والولايات المتحدة، وإن كان البعض قد ذهب إلى حد شن هجمات تهدف إلى اصطياد المعلومات عن طريق اختراق عناوين المواقع.

 ويرى بعض الخبراء أن عمليات الاختراق المنهجي لدوافع سياسية ستتنامى خلال  عام 2009 ومابعده.

 لكن الأمر المثير للاهتمام أن الحرب الدعائية على الانترنت لا تهتم بحجم الموقع أو أهميته، ولكن الأهم فيها هو الحالة الراهنة للموقع، والمخترقون الذين دعموا غزة كانوا على قناعة تامة بأن اسرائيل والولايات المتحدة تتحملان المسؤولية، وهذا يعني أن على أصحاب المواقع في أمريكا توخي الحذر بشكل خاص في الوقت الراهن بحسب ماذكره جاري وارنر وهو مدير أبحاث الطب الشرعي المعلوماتي في جامعة آلاباما.

 وأضاف وارنر: "على أصحاب المواقع توخي الحذر وضرورة اتخاذ قرارات استراتيجية، وبالنسبة لكثير من المواقع فإنه يكفي أن تقوم يومياً باستعراض المحتوى الخاص بك لضمان أن شيئاً لم يتغير، أما لأصحاب المواقع الهامة فمن الضروري القيام باختبارات احترافية لنقاط الضعف في الموقع".

 ويرى محللون أن الانترنت لم تعد وسيلة للربح فحسب، وإنما أيضا للتعبير عن المعتقدات السياسية والدينية ، سواء أكان ذلك من خلال وسائل شرعية أو غير مؤذية ، أم لا، ويمكننا توقع أن تتحول الإنترنت إلى ساحة قتال سياسية وثقافية وغيرها من كافة أنواع اختلاف الرأي في المستقبل.

 

المصدر:

http://securitywatch.eweek.com/exploits_and_attacks/new_hacktivism_highlights_growing_dilemma.html

 

تعليقات