اليكسا والمواقع الالكترونية الأردنية والضحك على ذقن المعلنين

اليكسا والمواقع الالكترونية الأردنية والضحك على ذقن المعلنين

رعد منير نشيوات

  

تتنافس في الآونة الأخيرة المواقع الإخبارية الالكترونية في الأردن على ترتيب مقياس Alexa لمواقعها.

ومقياس اليكسا هو مقياس يقوم بترتيب المواقع الالكترونية حسب عدد الزوار للموقع.

 

يعتمد مقياس اليكسا في تصنيف المواقع على ترتيب المواقع حسب عدد الزوار بناء على مقياس من 1 إلى 4،000،000 بحيث يكون الموقع رقم 1 أكثر المواقع زيارة في العالم والموقع رقم 4،000،000 اقل المواقع زيارة في العالم بحدود زيارة واحدة كل أسبوعين.

وتبتهج المواقع الإخبارية بزيادة تصنيفها على اليكسا فتقوم بالتهليل والتمجيد وإقناع الزوار أن موقعها هو الأكثر شهرة بالأردن والدليل القاطع على ذلك تصنيف اليكسا.

ويعتمد العديد من أصحاب المواقع الإخبارية على اقناع المعلنين الأردنيين أن موقعهم هو الأكثر شهرة ويتلقى اكبر عدد من الزوار بدليل ان موقع Alexa الالكتروني صنف موقعهم على انه الأفضل على مستوى الأردن او العالم.

ولكن الكثير من الناس لا يعلمون أن هذا الكلام  غير صحيح وان ما يجري هو عملية تضليل للمعلن.

فبالنظر لكيفية عمل واحتساب الزوار عند شركة اليكسا، فان أرقام وترتيبات اليكسا غير ممثلة لعدد زوار المواقع الحقيقي وعليه لا تصلح لترتيب شهرة المواقع.

 

قامت شركة اليكسا بإنتاج شريط أدوات يدعى Alexa toolbar وهو برنامج صغير يندمج مع متصفح الانترنت على جهاز الكمبيوتر ويقوم بتتبع زيارات المستخدم وإرسال عناوين المواقع التي يزورها إلى شركة اليكسا.

 

 

وبالاعتماد على تلك المعلومات تقوم شركة اليكسا بترتيب المواقع حسب عدد الزيارات التي تتلقاها.

 

 

ومع انه للوهلة الأولى تبدو هذه العملية دقيقة في حساب ترتيب المواقع إلا أنها مضللة تماماً وليست علمية على الإطلاق. فبرنامج اليكسا ليس موجوداً في جميع أجهزة الكمبيوتر ويجب على الزائر أن يقوم بتركيب البرنامج على جهازه ليتم احتساب زياراته.

 

 

وتكمن المشكلة الأكبر لدى مقياس اليكسا بعدد مستخدميها. فعدد مستخدمين الانترنت في العالم كله عند يوم 30/6/2008 بلغ 1,463,632,361 حسب إحصائيات شركة نيلسون والاتحاد الدولي للاتصالات بينما لا تفصح شركة اليكسا عن العدد الحقيقي لمستخدمي الانترنت من الذين قاموا بتنزيل وتركيب برنامجها وان قالت أنهم يبلغون “عدة ملايين" حسب موقعها الالكتروني.

 

 

فلو فرضنا ان الـ"عدة ملايين" يبلغون في أقصى حد عشرة ملايين مستخدم، فمعنى هذا ان نسبة عدد مستخدمي الانترنت الذين يرسلون لشركة اليكسا بيانات تصفحهم تبلغ 0.68% أي اقل من واحد بالمئة.

علمياً هذه نسبة ضئيلة جداً وغير معبرة عن مستخدمين الانترنت.

 

 

وفي علم الإحصائيات، يجب أن تكون عينة الدراسة عشوائية وممثلة لمجتمع الدراسة لاعتمادها كعينة ممثلة عن مجتمع الدراسة إلا انه في حالة اليكسا، فان عينة الدراسة ليست عشوائية أو ممثلة لمجتمع الدراسة. فعلى مستخدم الانترنت ان يقوم بتركيب برنامجهم على جهازه ليتم احتساب زياراته وهذا ينفي صفة العشوائية عن عينة الدراسة.

 

 

وتركز شركة اليكسا على توزيع برنامجها في الولايات الأمريكية المتحدة لان برنامجها يعرض إعلانات دعائية من شركة Adbrite التي تركز على استهداف مستخدمين الانترنت في الولايات الأمريكية المتحدة بسبب كبر حجم سوق الإعلانات الأمريكية على شبكة الانترنت. وهذا بدورة ينفي خاصية الشمولية لمجتمع الدراسة.

 

 

من يبحث عن دقة مقياس اليسكا لعدد الزوار سيجد ان شركة اليكسا نفسها قالت بالحرف الواحد على موقعها في صفحة “About the Alexa Traffic Ranking" : “بيانات عدد الزوار تعتمد على شريط أدوات Alexa والتي قد لا تكون عينة ممثلة لمستخدمين الانترنت في العالم. وبالاعتماد على اختلاف عينة الدراسة لدينا عن مجتمع مستخدمي الانترنت، فانه قد نبالغ او نقلل من تقدير عدد الزوار الحقيقيين لأي موقع الكتروني محدد".

 

 

فان كانت نفس شركة اليكسا تقول أن أرقامها غير دقيقة ولا تمثل مستخدمي الانترنت فأي إثبات أكثر من هذا يحتاج المرء لكي لا يعتمد على هذه المقياس لبيان شهرة المواقع الالكترونية؟ أما من يرغب من أصحاب المواقع بالاستمرار بتضليل المعلنين بالاعتماد على مقياس اليكسا، فانه يوجد العديد من الشركات العالمية التي تقدم خدمة “تضخيم عدد زوار الموقع على اليكسا ورفع ترتيب الموقع" مقابل أسعار زهيدة لا تتجاوز الـعشرة دولارات! واللبيب من الإشارة يفهم.

 

المصدر : الحقيقة الدولية-الرصد اخباري-7.2.2009

تعليقات