ديمونة قنبلة نووية ضخمة ومهددة بالانفجار على حدودنا
الخطر القادم من الغرب الى الأردن
∎ وسط المخاطر الزلزالية تصدعات ديمونة تعود لتطفو على السطح
∎ المجرم يعترف والضحية تنفي.. فلماذا؟
∎ الحكومة الأردنية تغض الطرف عن تصريحات إسرائيلية رسمية حول المخاطر المرتقبة لديمونة
∎ لماذا كل هذا الصمت والرعب الرسمي تجاه أي سؤال حول السرطان في الجنوب والواقع البيئي؟
∎ اللواء - محمد سبتي
حذرت سلطة جودة البيئة في فلسطين المحتلة من امكانية حدوث كارثة انسانية ستحصد ملايين الأرواح ليس في فلسطين المحتلة فقط بل في كافة مناطق الشرق الاوسط ، بسبب التصدعات في مفاعل ديمونة النووي الاسرائيلي ،وتآكل مرافقه وانتهاء عمره الافتراضي . وأكدت السلطة في دراسة لها انه رغم التوسع المستمر في طاقة المفاعل الانتاجية للأسلحة النووية فإن قبة المفاعل ومبنى التبريد لم يطرأ عليهما أي تغيير منذ بدء تشغيله عام 1963 وهو الأمر الذي يجعل من ديمونة قنبلة موقوتة نووية ضخمة قابلة للانفجار في أي لحظة.
تسرب
وقد جاء على لسان بعض قادة الكيان الصهيوني مؤخراً تصريحات واضحة أن مادة النيوترنيوم تسببت في إحداث شروخ وتصدعات في جدار منشآت المفاعل واختراقها الاسمنت والحديد ، مما يسبب حدوث تسرب للمواد المشعة وباحتمالية للخطر المميت لا سيما وان اضرارا جسيمة في جسم المفاعل تم رصدها بسبب الاشعاع النيتروني الذي احدث فجوات في الخرسانة واتاح عملية الاختراق الاشعاعي .
هذا ولا ننسى ما جاء على لسان ''مردخاي فعنونو'' عالم الذرة الاسرائيلي الذي أثارت تصريحاته التي كشف فيها عن الاخطار التي يتسبب بها مفاعل ديمونة لإسرائيل ذاتها ودول الجوار ، وقال في تصريحات: (على الأردن إجراء فحوص طبية لسكانه المقيمين في المناطق القريبة من الحدود مع اسرائيل لمعرفة مدى تأثرهم بالاشعاعات التي يبثها مفاعل ديمونة وضرورة توزيع الأدوية اللازمة لتفادي كارثة الاصابة بأمراض السرطانات وتجنب الموت المحقق ، كما فعلت ''اسرائيل'' مع سكانها المقيمين في مدن قريبة من ديمونة موقع المفاعل، حيث قامت اسرائيل بتوزيع الأدوية التي تحمي من تاثيرات الاشعاعات وهي ادوية ترتكز على مادة اليود (الايوداين) بشكل رئيسي ، وتوزيع حبوب اليود التي تمنع تفاعل المواد المسببة للسرطان داخل الجسم . مؤكدا العالم الاسرائيلي فعنونو وبوصفه أحد أهم العاملين في مفاعل ديمونة - قبل سجنه ومن ثم منعه من الحديث مع الصحافة - بأن مداخن المفاعل لا تعمل الا اذا كانت الرياح باتجاه الاردن !!
خطر محيق
وفي سياق متصل كان فعنونو قد أكد أيضا ان التصدعات والشقوق التي في جدران المفاعل تنبئ بخطر محيق أشبه بالقنبلة الموقوتة يتمثل بتسرب كثيف للاشعاعات النووية واصفا اياه بـ ''تشرنوبل'' ثانية .
ديمونة هو المثال الحي والمتجدد كل يوم لاستهتار الكيان الصهيوني بقرارات ومواثيق الشرعية الدولية وضربها بعرض الحائط . فديمونة مفاعل نووي يهدد البشرية بنصف تتجاوز مساحته كثيرا من الدول المجاورة ''لإسرائيل'' والغريب أنه حتى الآن تنفي تلك الدول (دول جوار ومحيط إسرائيل) الخطر من ديمونة على الرغم من اعتراف الكيان الصهيوني بهذا الخطر ''فالجاني يعترف والمجني عليه ينفي الجريمة ''
تحدي
خطر المفاعل النووي ''الاسرائيلي'' ديمونة القابع في صحراء النقب يشكل التحدي الاكبر والخطر الأشد للمحافظات الأردنية والمحافظات الفلسطينية القريبة من المفاعل، حيث الرياح تحمل سمومه الى مواقع عديدة في مدن جنوب المملكة ( الطفيلة والكرك والشوبك ومعان والبتراء بالاضافة الى منطقة غور الصافي ووادي عربة) ، وذلك تبعا لموقع المفاعل ومحطات التحويل المحيطة به والمداخن خاصته والواقعة شرقي ديمونة الاقرب الى حدود الأردن في جنوبه .
جدل أردني
وفي السياق ذاته ما زال الجدل قائماً بين مؤسسات حكومية ووزارت اردنية حول مفاعل ديمونة، وكذلك بين مؤسسات مجتمع مدني ومواطنين يستندون إلى تصريحات واعترافات من الجانب الاسرائيلي .
فقد خاطب سكان مناطق الجنوب الحكومة مؤخراً للتحرك لمنع الكارثة الانسانية التي يمكن ان يتسبب بها ديمونة لما فيه من تصدعات وخلل، إلا أن الحكومة لم تتوجه بأي ردود تذكر لطمأنة المواطنين في محافظات الجنوب ،على اعتبار ان الامر منته، وانه لا يوجد خطر على الشعب الأردني .
الحكومة لا تسمع
في هذا الشأن قال الخبير البيئي سفيان التل: إن الأمر قديم متجدد بتجدد الأحداث والتصريحات، وقبل نحو الخمس سنوات ألقيت محاضرة في نقابة المهندسين حضرها انذاك عدد من النواب وناشطون حقوقيون وقمت بعرض صور لتلك التصدعات من مصادر امريكية وروسية واسرائيلية ،كما طالبت الحكومة بالعمل ضمن خطة الطوارئ لكن الحكومة رفضت أن تسمع وحاولت التهميش ،ثم شاركت في برامج في بعض القنوات الفضائية وقمت في تلك البرامج بالتعقيب على برامج في القنوات الاسرائيلية (القناة الثانية والعاشرة). للوقوف على حقيقة الوضع الذي يمكن ان يؤدي في القريب الى كارثة انسانية ،لكن لا حياة لمن تنادي.
خطر زلزالي
جانب آخر للمشكلة رأت (اللواء) ان تثيره في ظل التطورات الدولية الأخيرة وهو الخطر الزلزالي، خاصة وان المفاعل قريب جداً من الصدع الآفرو آسيوي حيث قال الدكتور نجيب ابو كركي المتخصص الجيولوجي: انه وكما هو معلوم فإن المنطقة نشطة زلزالياً ومعرضة دوماً لكوارث طبيعية خاصة في منطقة المفاعل وخاصة اذا كان المفاعل قديماً جدا وهذا ما أكده الكثير من القادة الإسرائيليين ،وقد تم الكشف مرات عديدة عن ان الزلازل من المسببات الرئيسة للكوارث البيئية الناتجة عن المفاعلات النووية ، وقد رأينا كارثة المفاعلات اليابانية ،وعلى هذا لابد من اتخاذ التدابير اللازمة للحد من الكارثة البيئية التي يمكن ان تصيب المنطقة قريبا جدا خاصة ان منطقتنا غير مستقرة زلزالياً.
مسؤولية طوقان
وبدوره قال محمود العيس الناطق الاعلام في وزارة الطاقة: أنه لا أحد يستطيع التحدث عن هذا الأمر إلا الشخص الذي تعهد بمتابعته، وهو وزير الطاقة خالد طوقان ،وهو الآن غير مستعد للادلاء بأي تصريحات من شأنها التأكيد أو النفي لأي من تلك الأقوال أو التصريحات التي يتكلم المواطنون عنها .
الصحة لا تعلق
أما وزارة الصحة التي تعنى بشؤون صحة المواطن فلم تعلق شيئا على ذلك الموضوع على لسان ناطقها الاعلامي حاتم الازرعي ولا حتى عن أعداد وطبيعة الحالات المرضية في تلك الأماكن معتبرا ان الحالات طبيعية والاصابات بالسرطانات ضمن حدها المعقول المتعارف عليه في المجتمع الأردني. وكذلك وزارة البيئة لم (تنبس ببنت شفة) على لسان ناطقها الإعلامي وكأن الأمر لا يعنيها أو أن التحدث عن هذا الموضوع شيء محظور.
الحكومة تحاول بكل ما أوتيت من قوة إيقاف الحديث عن هذا الأمر وسط شائعات ان غلق هذا الملف هو مطلب دولي، وتقوم من اجل هذا بتحويل الإصابات السرطانية من الجنوب إلى عمان لعلاجها، ويقال انها تقيد في السجلات الرسمية على انها من مصادر أخرى لتبدو النسب طبيعية وقد اكد بعض المرضى بمرض السرطان لـ ''اللواء'' ان الاطباء عند معاينتهم يهتمون بشكل كبير بمكان سكنهم ومدى قربهم من الحدود الفاصلة للأراضي الأردنية عن الأراضي الفلسطينية المحتلة .
والجدير بالذكر ان مفاعل ديمونة انشئ باتفاقية دعم فرنسية اميركية ''للحكومة الاسرائيلية'' في العام 1958 ، وبدأ العمل والانتاج في شهر كانون الأول عام 1963، و يتكون من تسعة مبان تنتج منشآتها النووية الليثيوم والبلوتونيوم (الذي يعد تخصيبه من اخطر العمليات في العالم فكل 1 كيلوغرام ينتج 11 لترا سائلا مشعا وساما) ، واليورانيوم المشع( الذي استهلك المفاعل منذ تاسيسه 1400 طن من اليورانيوم الخام من اجل إنتاجه)، والبريليوم بالإضافة إلى الترينيوم .
وعلى الرغم من كل تلك التصريحات والأدلة المثبتة للخطر القادم من الغرب والتهديد من مفاعل ديمونة النووي، إلا ان الحكومات المتعاقبة تغمض أعينها عن تلك الحقائق ، وكأن الأمر لا يعنيهم، فإلى متى هذا الاستهتار الحكومي بالكارثة الانسانية والبيئية والتي ستأتي لا محالة جراء مفاعل ديمونة ؟
التاريخ : 2011/04/19
تعليقات