من ينقذ الأردنيين من طوفان مشروبات الطاقة؟


من ينقذ الأردنيين من طوفان مشروبات الطاقة؟

تسبب أمراض الكبد والكلى والإجهاد العصبي وتنتهي بالإدمان

إجماع طبي على خطورة هذه المشروبات
∎ مؤسسة الغذاء والدواء تبرر عدم الرقابة على مشروبات الطاقة بارتفاع أسعارها!
∎ أطفال دون الـ 15 يتناولونها بكثافة رغم خطورتها

∎ اللواء - الشؤون المحلية
مشروبات الطاقة المتنوعة والتي ما عاد بالإمكان إحصاؤها أو عدها أصبحت من السلع الأبرز في كل موقع للتسوق، من أصغر بقالة إلى أكبر متجر. وقد انتشرت تلك المشروبات بين كل الفئات العمرية على الرغم من خطورة تلك المشروبات على صحة الانسان وعلى الوظائف العضوية لأجهزة جسمه، وهي مسألة تغفلها الجهات الحكومية التي لم تلتفت لتلك الخطورة لأسباب قد تتعلق بمصلحة السوق أو تشجيع الاستثمار واستقطاب الاستثمارات الأجنبية خاصة ان عدداً من كبار مصنعي هذه المشروبات العالميين قد افتتحوا وكالات في الأردن، متغافلين عن الخطورة التي يمكن ان تسببها تلك المشروبات التي تتركب من مواد كيميائية مختلفة قد تؤثر على صحة الانسان وحتى على عقله.
تحذير فهل من مستجيب؟
وقد آن الأوان لتسليط المزيد من الضوء على هذه المسألة خاصة في ظل توجه جمعية حماية المستهلك للتحذير من مشروبات الطاقة والضرر الذي يمكن ان تسببه تلك المشروبات ''مشروبات الخطر''، الذي يداهم جسم الإنسان، والذي يمكن ان يطيح بالجهاز العصبي، فمن يدق جرس الخطر من مشروبات الطاقة؟ وهل ستبقى دون اي مراقبة حكومية خاصة انها تصنف ضمن المشروبات الغازية وليس ضمن الأدوية والمنشطات؟ والى متى تبقى التحذيرات الرسمية غائبة عن طرق وكميات تناولها خاصة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما؟ وألا يجب ان تعمل الحكومة والمؤسسات والجمعيات المعنية بصحة المواطن على تعريف المواطنين بطبيعة تلك المشروبات لكي يتم التعامل معها وتقديمها بصورة سليمة، خاصة ان المطاعم والمقاهي تقدم تلك المشروبات وبعض الناس يخلط تلك المشروبات المنشطة بطبيعتها بالكحوليات ما قد يؤدي إلى إجهاد الجهاز العصبي وعضلة القلب بسبب تضاد التأثيرات عدا عن آثار هذه المشروبات على وظائف الكبد.
أخطر من المخدرات
متخصصة التغذية في مستشفى الإسراء الدكتورة هالة الجهالين قالت لـ ''اللواء'': إن الكثير من الدراسات أشارت إلى أن مشروبات الطاقة هى سوائل غازية يضاف إليها بعض المنشطات والمنبهات كالكافيين وخلاصات بعض النباتات كنبات الجورانا الذي يحتوي على كميات كبيرة من الكافيين، وهذه المشروبات أثبتت الكثير من الدراسات أن خطورتها يمكن ان تكون اكبر من المخدرات فهي منشطات إذا تم استعمالها بشكل غير صحيح يكون لها تأثيرات كبيرة على الصحة إلى جانب تغيير سلوك الشخص بسبب الخلل في تحفيزات الجهاز العصبي لدى الإنسان.
وأضافت الجهالين : إن تلك المشروبات تمنح متناولها الشعور بالسعادة والنشاط لاحتوائها على الكافيين، وهذه المادة تبقى في جسم الانسان حوالي خمس ساعات، وبعد تلك الساعات الخمس فإن الجسم سيشعر بالاعياء إلى حد ما أو الهبوط العام لأن الجهاز العصبي قام بمجهود كبير وعمل بشكل نشط.
أمراض
أما متخصص التغذية في المستشفى التخصصي أسامة الخاروف فقد قال: إن مشروبات الطاقة بعيدا عن التحديد تسبب أمراضاً عدة، وأهم تلك الأمراض السمنة، فهي تحتوي على السكر والكربوهيدرات بكميات كبيرة على الرغم من إدعائهم أنها لا تحتوي على سكريات، وهي تحتوي أيضاً على الماء والجلوكوز هذا الى جانب خطورة الملونات والأصباغ التي توضع فيها والتي يمكن ان تسبب الكثير من الضرر للكلى ،هذا بالإضافة إلى المحسنات التي تجعل الطعم مستساغاً وهذا وحده يمكن ان يسبب كارثة للصحة لأنه لا أحد يعلم ما هي طبيعة هذه المواد أو من أي المواد مستخلصة.
وأضاف الخاروف: إنه من الأولى أن تقوم الحكومة بمحاولة ضبطها في الأسواق لكي لا تكون بمتناول أيدي الاطفال الصغار، لأن تأثير مشروبات الطاقة السلبي على الأطفال أكبر بكثير من تأثيره على الراشدين والكبار، فدخول منشطات إلى الجهاز العصبي للطفل يؤثر سلباً على الأوامر التي يعطيها هذا الجهاز، ومع مرور الوقت تتراجع قدرته على العمل بدون المنشطات أي ان الطفل يصبح مدمناً معتمداً على هذه المواد.
خطر من الإفراط
فيما يقول الدكتور حازم العطيات متخصص تغذية في مستشفى الجامعة الأردنية: إن مشروبات الطاقة لا تسبب المشاكل الكثيرة في حال الاستعمال المنضبط، فلا ضير من شرب زجاجة 250مل يومياً ''وهو التحذير المكتوب على معظم علب هذه المشروبات خاصة المستوردة منها لكنه تحذير بخط رقيق وغير ملحوظ''.. وسوف يشعر الشخص ببعض النشاط، اما عند الاكثار منه فيمكن ان تسبب مادة الكافايين الصداع والغثيان والهلوسة والنسيان وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نبضات القلب، ولهذا يجب إبعاده عن أيدي الأطفال لكي لا يكونوا عرضة لتأثيراته السلبية، كما يجب وقف تقديمه في بعض المطاعم والمقاهي مع المهبطات كالمشروبات الكحولية لأن هذا يسبب تضارباً في الوظائف الجسمية واختلالاً في وظيفة الجهاز العصبي مع الزمن.
وأضاف العطيات: بشكل عام فإن الكفايين لا يسبب أي أضرار جانبية في حال تناوله باعتدال، لكن له تأثيراته على المدى البعيد، لكن تلك المشروبات لا يعلم أحد ماذا يوضع فيها وبأي نسب ولا يستطيع أحد تحليل تركيب المحلول الموجود في كل علبة قبل تناوله خاصة في ظل الطوفان من مشروبات الطاقة في أسواقنا، لذا لا بد ان تعمل الحكومة على متابعة تلك المشروبات سواء المحلية أو المستوردة والعمل على فحصها مخبرياً قبل ترخيصها خاصة ان أكثرها يستورد من الخارج وليس من المستبعد ان تكون بها مواد تحفز الإدمان، بل يمكن القول إن بعض الشركات القائمة في الأردن لا تحقق أرباحاً تذكر لكنها مستمرة في السوق المحلي لا بل وتقدم على الدوام المكافآت والجوائز والعروض الخاصة للمستهلكين دون تبرير مقنع!
اختلالات
الطبيب الباطني ماجد عبد الحميد قال: إن مشروبات الطاقة تدخل ضمن إطار المواد المصنعة التي يمكن ان تسبب اختلالات في تفاعلات الجسم الداخلية وفي وظائف اجهزته العضوية، فيبدأ الجسم بعدم التكيف مع المواد الطبيعية التي يفرزها والمسؤولة عن توازنه، وبهذا يصبح بحاجة دائما الى البدائل حتى لو كانت صناعية ولها أعراضها الجانبية ،ومع مرور الزمن يمكن ان يصل إلى مرحلة الإدمان، وهذا أصبح جليا في شارعنا الاردني إذ إن هناك الكثير من الشباب والمراهقين يشربون بعض انواع مشروبات الطاقة مرات عديدة في اليوم، ولا يوجد من يوجههم إلى أن هذا خطأ فادح ولا يجوز الاستمرار فيه، وفي النهاية بعد مراحل التهيج العصبي تسبب هذه المواد خللاً في الكبد وإعياء في الكلية.
وأضاف عبد الحميد: إنه لا بد على الحكومة أن تقوم بوضع الإجراءات المناسبة، لمنع تداول تلك المشروبات إلا بعد كتابة التحذيرات الصحية الواضحة والرادعة عليها تماماً كما تفعل مع علب السجائر، ويجب أيضاً تحديد الأعمار التي يجوز أن تشتري هذه المشروبات على ان لا يقل عن عمر ''15'' عاماً لأن تأثيرها على الأطفال خطر جدا ولا يمكن السكوت عنه، وسوف نشهد نتائج هذا الطوفان من مشروبات الطاقة في القريب العاجل وبشكل موسع.
وشدد عبد الحميد على ان الإنسان إذا ما شعر انه في حالة خمول او كسل، ان يرتشف فنجان قهوة أو كوب شاي، وسوف يشعر بالنشاط المطلوب بعيدا عن الأضرار، فالقهوة طبيعية وتحتوي على نسبة مقبولة من الكفايين دون أضرار المواد الأخرى في مشروبات الطاقة.
وكانت جمعية حماية المستهلك قد أصدرت تقريراً وافياً حول خطر مشروبات الطاقة، وذلك بالاعتماد على الفحوصات المخبرية، وطالبت مؤسسة الغذاء والدواء بالعمل على وقف ترويج تلك المشروبات في البلاد، ومنع تداولها، ووضع محاذير على تداول بعضها، وعدم فتح السوق الأردني على مصراعيه أمام مشروبات الطاقة، التي لا يمكن إحصاؤها في البلاد.
وجاء في التقرير أيضاً: انه لا بد من وضع منشورة صغيرة على كل عبوة تشتمل على المكونات والمحاذير وعدم بيعها للأطفال الذين لا يعون مخاطر تناولها وحتى الكبار يجب ان يستوعبوا خطرها تماماً عند تناولها.
وبدورها قالت مؤسسة الغذاء والدواء على لسان نسرين الرواشدة من العلاقات العامة: إن المؤسسة لا تسمح بإدخال أي من المشروبات إلى الأردن أو اعتمادها للتداول، إلا بعد أن يتم فحصها مخبريا، وتحليل مكوناتها، وإذا وجدنا أن هناك اي خطورة على المواطن فلا تتم اجازتها، ومشروبات الطاقة تحتوي في الغالب على بعض الكفايين المنشط وليس لها أي أعراض جانبية.
وأضافت الرواشدة: وحتى بالنسبة للأطفال فإن مشروبات الطاقة لا تسبب أي أضرار جانبية، وليس هناك أي داعٍ للحديث عن ضبطها في الأسواق فقط، بل يجب توعية الطفل بعدم الإكثار منها، فالإكثار من أي شيء يمكن ان يسبب الضرر، هذا إلى جانب أسعارها المرتفعة والتي تكفي لتبقيها بعيدة عن أيدي الأطفال الصغار.

التاريخ : 2011/08/16

تعليقات