يذكر الباحث الأستاذ محمود سعيد عبيدات في كتابه»المجاهد خلف محمد التل»أن خلف محمد اليوسف التل ولد في اربد في عام 1895 م وتلقى تعليمه الابتدائي في مدارسها وأتم دراسته في مدرسة التجهيز والمعلمين»شعبة الآداب السلطانية»في دمشق ثمَّ انتسب إلى مدرسة تعليم الضباط في بعلبك، وبعد خروج الأتراك التحق برتبة ملازم أول بالجيش العربي في الحكومة العربية التي تشكـَّـلت في دمشق بزعامة الملك فيصل بن الحسين بن علي، ويذكر الناشط العراقي في الحركة الوطنية العربية الأستاذ علي جودت في مذكراته أن خلف التل اشترك مع الضباط العراقيين في الثورة ضد المحتلين الإنجليز في العراق واشترك في معركة تلعفر ضد القوات البريطانية، وكان خلف محمد التل أحد الضباط الشرق أردنيين الذين التحقوا بقيادة القائم مقام علي خلقي الشرايري بثورة الجولان ضد المحتلين الفرنسيين ثمَّ شارك بمعركة ميسلون بالقرب من دمشق»24 / 7 / 1920م»، وبعد إنتهائها لصالح المحتلين الفرنسيين عاد إلى مسقط رأسه إربد ليتولى بتكليف من حكومة عجلون العربية المحلية التي تشكـَّـلت برئاسة القائم مقام علي خلقي الشرايري مهمة تشكيل نواة الجيش والشرطة للحكومة المحلية، وعندما وصل الأمير المؤسِّـس عبد الله الأول بن الحسين إلى معان غادر القائد خلف محمد التل برفقة الضابطين جلال القطب وبهجت طباره إربد إلى معان ليلتحق بالأمير حيث إنضمَّ إلى الجيش العربي الأردني ليشغل فيه مسؤوليات عديدة إستمر في أدائها في أنحاء متفرقة من شرقي الأردن حتى 1 / 4 / 1926 حيث قدَّم استقالته لينتقل إلى الإدارة المدنية حاكما إداريا لجبل عجلون ومتصرفا للواء معان ومتصرفا للكرك ومتصرفا لمعان، ولم يلبث أن شغل منصب مدير الإدارة»وزير الداخلية»في حكومة توفيق أبوالهدى المشكـَّـلة في 28 / 9 / 1938م، ويُسجَّـل للقائد خلف محمد التل أنه بقي بعد إلتحاقه بالعمل الرسمي وفيا لأفكار وطروحات الحركة الوطنية الأردنية ومؤمنا بها، وعلى هذا الصعيد كان بحكم وظيفته وخاصة في وزراة الداخلية ينتهز فرصة تنقله بين عمان واربد ليتابع نشاطات اللجنة الوطنية الفرعية في إربد الخاصة بدعم الشعب الفلسطيني، وكان له دور في تأمين السلاح لثوار فلسطين بالتعاون مع شخصيات وطنية في مدينة اربد وقراها، وكان ذلك يتم بتشجيعٍ غير ظاهر من قائد منطقة إربد صدقي القاسم ومساعده شكري العموري، ومن المؤشِّرات التي تؤكد وفاء خلف محمد التل لطروحات الحركة الوطنية الأردنية ما أورده الأستاذ محمود عبيدات في كتابه عن المجاهد خلف محمد التل عن تواتر الروايات أن التل على الرغم من حساسية موقعه كوزيرٍ للداخلية في حكومة توفيق أبوالهدى كان يرسل زوجته الفاضلة السيدة خديجة صالح المصطفى التل»أم معن»لتزور زوجات الشخصيات الوطنية التي كان الإنجليز يُوعزون باعتقالهم لتحذيرهم ليتواروا عن الأنظار قبل أن يوقَّع مذكَّرات الاعتقال بحقهم.
على صعيد خلفية الوزير خلف التل الحزبية، فيشير الأستاذ محمود سعد عبيدات في كتابه»المجاهد خلف محمد التل»إلى أنه على الرغم من عدم التأكد من انتمائه التنظيمي لأي من أحزاب تلك الفترة، إلا أن نشاطاته وتصرفاته حتى عندما كان يشغل مناصب هامة في الحكومة تؤكد انه كان مؤمنا بأفكار وطروحات الحركة الوطنية الأردنية التي كان يتبناها حزب الإستقلال العربي المعارض للإحتلال البريطاني لشرقي الأردن، ويُعزِّر هذه الفرضية أن خلف التل حصل على إجازة رسمية من وظيفته بوزراة الداخلية في عام 1937م لينضمَّ إلى وفد مؤلف من 39 شخصية وطنية غالبيتها كانت محسوبة على حزب الاستقلال للمشاركة في»المؤتمر القومي العربي لنصرة فلسطين»الذي انعقد في بلدة بلودان بلبنان في 8 / 9 / 1937م واختتم جلساته في 10 / 9 / 1937م بإصدار بيانه الختامي مؤكدا فيه على عروبة فلسطين، ورفض التقسيم، والمطالبة بإلغاء وعد بلفور، ووقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وحماية شرقي الأردن من المطامع الصهيونية، وكل هذه المطالب كانت من المحاور والطروحات التي كان حزب الاستقلال يتبنَّاها، وكان طبيعيا أن ينزعج الإنجليز الذين كانوا يجثمون على صدور الشرق أردنيين من نشاطات خلف التل فأوعزوا إلى رئيس الحكومة توفيق أبوالهدى بإبعاده عن موقعه كوزير للداخلية فطلب منه أبوالهدى تقديم إستقالته، ولكنه رفض ليس من باب الحرص على المنصب الوزاري ولكن من باب مناكفة الإنجليز، فعمد أبوالهدى في شهر أيار من عام 1939 م اللجوء إلى إلى قوانين الدفــــاع»الطوارىء»وأصدر أمرا باعتقال خلف التل وعزله من وظيفته ثم وضعه قيد الإقامة الجبرية في مدينة الطفيلة وبقي في المنفى إلى أن أصدر الأمير المؤسِّـس عبد اللهالأول بن الحسين أمرا برفع الإقامة الجبرية عنه، وعيَّـنه ممثلا للأردن في العراق وبقي في منصبه مدة سنتين منحه الأمير عبد الله في أثنائها رتبة الباشوية، ووافاه في بغداد يوم 29 / 10 / 1943 م، وكان يجيد اللغة التركية إلى جانب لغته الأم واللغة الإنكليزية والفرنسية، ووصفه السير إليك كركبرايد في كتابه»خشخشة الأشواك»بأنه كان أسمر اللون حاد الذكاء ذا عينين سوداوين سريعتي الحركة.
نـُـبذة عن عشيرة آل التل
ينتمي الوزير الأسبق القائد خلف محمد التل إلى عشيرة التلول / آل التل التي تشير كثير من الروايات إلى أن»ملحم»الجدَّ المؤسس للعشيرة ارتحل من الزبداني في سوريا إلى كوكب الهوى القريبة من بيسان في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر، وتوفي ودفن في كوكب الهوى، ولم يلبث بكره يوسف أن إرتحل إلى إربد ليستقرَّ فيها، وعُرف أعقاب يوسف إبن ملحم بفرع اليوسف من عشيرة التلول، أما فرع المرعي فهم أعقاب مرعي إبن ملحم الذي إرتحل إلى البارحه ثمَّ إستقرَّ في إربد بعد قليل من إرتحال شقيقه الأكبر مصطفى.
ويذكرُ اللفتنانت فريدريك بيك في كتابه»تاريخ شرقي الأردن وقبائلها»أنَّ إسمَ»التـَّل»التصق بعشيرةِ آلِ التـَّل لأنَّ جَدُّهم»لم يذكر إسمه»عندما قَدِمَ من الحجاز إلى شرقي الأردن نزل في عمَّان واتخذ من التـَّل الذي تقع عليه القلعةُ مسكناً له فأُطلقَ إسمُ التـَّل عليه وعلى نسلِه من بعده، ولم يلبثوا أن غادروا عمَّانَ بعد أكثر من ثلاثين عاماً من سكناهم فيها ليستقرُّوا في إربد، وليصبحوا من أعرق عشائرها.
وتقولُ رواية ٌ إنَّ قبيلة الزيادنه ينحدرون من آل البيت الكرام من خلال الحسين بن علي بن أبي طالب وإنهم جاءوا من الجزيرة العربية إلى معرَّةِ النعمان في سوريا، وكان من أبرز من ظهر من هذه القبيلة الأميرُ ظاهر العُـمَـر الزيداني»نسبة إلى الزيادنه»الذي حكمَ عكـَّا في مرحلةٍ سابقةٍ، وأبناؤه عثمان وعلي وأحمد الذي أسس إمارةً في شمالِ الأردن كان مركزها بلدة»تـُبنه»، وما زالت قلعةُ تـُبنه ومسجدُها الزيداني خيرُ شاهدٍ على ذلك العهد الذي امتدَّت رقعته حتى عجلون والبلقاء، ولما زادت المؤامراتُ والتحالفاتُ ضدَّ الدولة الزيدانيه سواءً كانت في فلسطين أوفي الأردن آلت الدولةُ إلى السقوطِ، وتفرَّق أبناء ُالقبيلةِ، وتجدر الإشارة إلى أن العديد من العشائر في الأردن تنتسب إلى قبيلة الزيادنة ومنها : آل التل في إربد، آل العرموطي في عمَّـان، الرقــَّـاد في سحاب، الكسواني في عمَّـان، الظاهر في عمَّـان، الزيدانيين في معان والطفيلة وبصيرا، الشواقفة في كـِـتم والمفرق، أبوقمر في مرو/ إربد، أبوصيَّأح»الصيَّـاحين»في أم قيس، الزيادنة في صبحا وريمون، آل زيدان في عمَّـان، كما تلتقي في نفس النسب عائلة شهاب الدين في سوريا ولبنان، وعائلة البارودي في دمشق، وآل العُمر في سوريا ونابلس إضافةً إلى الزيادنه الذين يسكنون شمال فلسطين وخاصَّةً في الناصرة، ويذكرُ الباحثُ الدكتور محمود حسين فالح مهيدات في كتابه الوثائقي»عشائر شمالي الأردن»أنَّ فخري البارودي عندما لجأ إلى إربد من بطشِ الفرنسيين كان يعتبرُ نفسَه كواحدٍ من أبناء»آل التـَّل»، ويذكر المؤرِّخ إحمد وصفي زكريا في الجزء الثاني من كتابه»عشائر الشام»أن منطقة تحمل اسم»ديرة التلول»تقع إلى الشرق من بحيرة العتيبة التي تبعد عن دمشق 25 كيلومترا، ويذكر أن هذه المنطقة تتخللها تلال كثيرة أهمها وأكبرها تل العاقر الذي يحمل اسم أحد شيوخ عشيرة التلول في المنطقة.
على صعيد خلفية الوزير خلف التل الحزبية، فيشير الأستاذ محمود سعد عبيدات في كتابه»المجاهد خلف محمد التل»إلى أنه على الرغم من عدم التأكد من انتمائه التنظيمي لأي من أحزاب تلك الفترة، إلا أن نشاطاته وتصرفاته حتى عندما كان يشغل مناصب هامة في الحكومة تؤكد انه كان مؤمنا بأفكار وطروحات الحركة الوطنية الأردنية التي كان يتبناها حزب الإستقلال العربي المعارض للإحتلال البريطاني لشرقي الأردن، ويُعزِّر هذه الفرضية أن خلف التل حصل على إجازة رسمية من وظيفته بوزراة الداخلية في عام 1937م لينضمَّ إلى وفد مؤلف من 39 شخصية وطنية غالبيتها كانت محسوبة على حزب الاستقلال للمشاركة في»المؤتمر القومي العربي لنصرة فلسطين»الذي انعقد في بلدة بلودان بلبنان في 8 / 9 / 1937م واختتم جلساته في 10 / 9 / 1937م بإصدار بيانه الختامي مؤكدا فيه على عروبة فلسطين، ورفض التقسيم، والمطالبة بإلغاء وعد بلفور، ووقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وحماية شرقي الأردن من المطامع الصهيونية، وكل هذه المطالب كانت من المحاور والطروحات التي كان حزب الاستقلال يتبنَّاها، وكان طبيعيا أن ينزعج الإنجليز الذين كانوا يجثمون على صدور الشرق أردنيين من نشاطات خلف التل فأوعزوا إلى رئيس الحكومة توفيق أبوالهدى بإبعاده عن موقعه كوزير للداخلية فطلب منه أبوالهدى تقديم إستقالته، ولكنه رفض ليس من باب الحرص على المنصب الوزاري ولكن من باب مناكفة الإنجليز، فعمد أبوالهدى في شهر أيار من عام 1939 م اللجوء إلى إلى قوانين الدفــــاع»الطوارىء»وأصدر أمرا باعتقال خلف التل وعزله من وظيفته ثم وضعه قيد الإقامة الجبرية في مدينة الطفيلة وبقي في المنفى إلى أن أصدر الأمير المؤسِّـس عبد اللهالأول بن الحسين أمرا برفع الإقامة الجبرية عنه، وعيَّـنه ممثلا للأردن في العراق وبقي في منصبه مدة سنتين منحه الأمير عبد الله في أثنائها رتبة الباشوية، ووافاه في بغداد يوم 29 / 10 / 1943 م، وكان يجيد اللغة التركية إلى جانب لغته الأم واللغة الإنكليزية والفرنسية، ووصفه السير إليك كركبرايد في كتابه»خشخشة الأشواك»بأنه كان أسمر اللون حاد الذكاء ذا عينين سوداوين سريعتي الحركة.
نـُـبذة عن عشيرة آل التل
ينتمي الوزير الأسبق القائد خلف محمد التل إلى عشيرة التلول / آل التل التي تشير كثير من الروايات إلى أن»ملحم»الجدَّ المؤسس للعشيرة ارتحل من الزبداني في سوريا إلى كوكب الهوى القريبة من بيسان في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر، وتوفي ودفن في كوكب الهوى، ولم يلبث بكره يوسف أن إرتحل إلى إربد ليستقرَّ فيها، وعُرف أعقاب يوسف إبن ملحم بفرع اليوسف من عشيرة التلول، أما فرع المرعي فهم أعقاب مرعي إبن ملحم الذي إرتحل إلى البارحه ثمَّ إستقرَّ في إربد بعد قليل من إرتحال شقيقه الأكبر مصطفى.
ويذكرُ اللفتنانت فريدريك بيك في كتابه»تاريخ شرقي الأردن وقبائلها»أنَّ إسمَ»التـَّل»التصق بعشيرةِ آلِ التـَّل لأنَّ جَدُّهم»لم يذكر إسمه»عندما قَدِمَ من الحجاز إلى شرقي الأردن نزل في عمَّان واتخذ من التـَّل الذي تقع عليه القلعةُ مسكناً له فأُطلقَ إسمُ التـَّل عليه وعلى نسلِه من بعده، ولم يلبثوا أن غادروا عمَّانَ بعد أكثر من ثلاثين عاماً من سكناهم فيها ليستقرُّوا في إربد، وليصبحوا من أعرق عشائرها.
وتقولُ رواية ٌ إنَّ قبيلة الزيادنه ينحدرون من آل البيت الكرام من خلال الحسين بن علي بن أبي طالب وإنهم جاءوا من الجزيرة العربية إلى معرَّةِ النعمان في سوريا، وكان من أبرز من ظهر من هذه القبيلة الأميرُ ظاهر العُـمَـر الزيداني»نسبة إلى الزيادنه»الذي حكمَ عكـَّا في مرحلةٍ سابقةٍ، وأبناؤه عثمان وعلي وأحمد الذي أسس إمارةً في شمالِ الأردن كان مركزها بلدة»تـُبنه»، وما زالت قلعةُ تـُبنه ومسجدُها الزيداني خيرُ شاهدٍ على ذلك العهد الذي امتدَّت رقعته حتى عجلون والبلقاء، ولما زادت المؤامراتُ والتحالفاتُ ضدَّ الدولة الزيدانيه سواءً كانت في فلسطين أوفي الأردن آلت الدولةُ إلى السقوطِ، وتفرَّق أبناء ُالقبيلةِ، وتجدر الإشارة إلى أن العديد من العشائر في الأردن تنتسب إلى قبيلة الزيادنة ومنها : آل التل في إربد، آل العرموطي في عمَّـان، الرقــَّـاد في سحاب، الكسواني في عمَّـان، الظاهر في عمَّـان، الزيدانيين في معان والطفيلة وبصيرا، الشواقفة في كـِـتم والمفرق، أبوقمر في مرو/ إربد، أبوصيَّأح»الصيَّـاحين»في أم قيس، الزيادنة في صبحا وريمون، آل زيدان في عمَّـان، كما تلتقي في نفس النسب عائلة شهاب الدين في سوريا ولبنان، وعائلة البارودي في دمشق، وآل العُمر في سوريا ونابلس إضافةً إلى الزيادنه الذين يسكنون شمال فلسطين وخاصَّةً في الناصرة، ويذكرُ الباحثُ الدكتور محمود حسين فالح مهيدات في كتابه الوثائقي»عشائر شمالي الأردن»أنَّ فخري البارودي عندما لجأ إلى إربد من بطشِ الفرنسيين كان يعتبرُ نفسَه كواحدٍ من أبناء»آل التـَّل»، ويذكر المؤرِّخ إحمد وصفي زكريا في الجزء الثاني من كتابه»عشائر الشام»أن منطقة تحمل اسم»ديرة التلول»تقع إلى الشرق من بحيرة العتيبة التي تبعد عن دمشق 25 كيلومترا، ويذكر أن هذه المنطقة تتخللها تلال كثيرة أهمها وأكبرها تل العاقر الذي يحمل اسم أحد شيوخ عشيرة التلول في المنطقة.
التاريخ : 25-06-2011
تعليقات