قاسم الهنداوي.. أوَّل وزير يستقيل احتجاجا على ممارسات الحكومة التي يُشارك فيها

يُشغلُ اسم الشيخ قاسم الهنداوي حضورا دائما في صفحات تاريخ الأردن قبيل وبعد تأسيس الدولة الأردنية، فقد كان قاسم الهنداوي من رجالات الحركة الوطنية الأردنية العروبية التي تصدَّت لمظالم حكومة حزب الاتحاد والترقـِّـي التي كان معظم قادتها من يهود الدونمه والماسونيين والتي تسلـَّـطت على الدولة العثمانية في عقودها الأخيرة، وبعد خروج الأتراكَ تصدَّت للمحتلين الإنجليز والفرنسيين، ثمَّ ساهمت مع الأمير المؤسِّـس عبد الله الأول بن الحسين في تأسيس الإمارة الأردنية، ولعل أهم محطـَّـة في مسيرة الهنداوي أنه شكـًّـل أول حالة من الحالات القليلة النادرة في مسيرة الحكومات الأردنية عندما قدَّم في 30 / 7 / 1934 م بعد مرور عشرة أشهر على تشكيلها في 18/10/ 1933 م استقالته من حكومة الرئيس ابراهيم هاشم ليكون أوَّل وزير في حكومة أردنية يستقيل من الحكومة بمحض إرادته بعد أن توصـَّـل إلى القناعة بعدم جدوى بقائه وزيرا في حكومة ينشغل بعض وزرائها بتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الوطن والمواطن كما جاء في نص الاستقالة، وعندما جرت الانتخابات في 10/6/1931 م لإفراز المجلس التشريعي الثاني فاز الشيخ قاسم الهنداوي بأحد مقاعد لواء عجلون»إربد وجوارها»، وفي انتخابات المجلس التشريعي الثالث ضغط الإنجليز على حكومة الرئيس إبراهيم هاشم وأجبرتها على تزوير الانتخابات لمنع فوز مرشحي المعارضة في لواء عجلون عبد القادر التل وقاسم الهنداوي وسليمان السودي الروسان فحصل التل على 12 صوتا والروسان على 7 أصوات والهنداوي على صوتين فقط، وكان التزوير مفضوحا لدرجة أن الأمير المؤسِّـس عبد الله الأول بن الحسين تهكـَّـم على رئيس حكومته متسائلا لماذا لم يقم بزيادة بضعة أصوات لقاسم الهنداوي الذي كان وزيرا في حكومته ؟.

على الصعيد الحزبي كان قاسم الهندواي كمعظم رجالات الشمال متعاطفا مع الطروحات العروبية التي تبلورت في أفكار ومبادئ جمعية»العربية الفتاة»السرِّية وفي واجهتها العلنية»حزب الاستقلال العربي»الذي تشكَّل في دمشق في العهد الفيصلي ثمَّ استعاد نشاطه في إمارة شرقي الأردن بعد نجاح المحتلين الفرنسيين في القضاء على العهد الفيصلي في سوريا، وكان قاسم الهنداوي من مؤسسي الفرع الأردني لحزب الإستقلال العربي وبعد قيام حكومة علي رضا الركابي بحل حزب الإستقلال تحت الضغوط البريطانية شارك الهنداوي في تأسيس»حزب التضامن الأردني»في 24/3/1933م، وكان من بين مؤسِّـسي الحزب مثقال الفايز ورفيفان المجالي وحديثه الخريشا، وشارك قاسم الهنداوي في المؤتمر الوطني الأردني الرابع الذي تنادى إلى عقده في فندق الكمال بعمان في 15/3/1932م رجالات حركة المعارضة الأردنية، وتمخـَّـض المؤتمر الذي تولى رئاسته حسين الطراونة وأمانة سرِّه الدكتور محمد صبحي أبوغنيمة عن قرارات تتماشى مع طروحات حركة المعارضة الأردنية في حينه كالمطالبة بإلغاء القوانين الإستثنائية وعدم الاعتراف بالمعاهدة الأردنية -البريطانية ومقاومة جميع المحاولات الصهيونية للتسلل إلى شرقي الأردن، وشارك قاسم الهنداوي في تأسيس»حزب اللجنة التنفيذية لمؤتمر الشعب الأردني العام»في 6/8/1933 م وهوالحزب الذي انبثق عن المؤتمر الأردني الوطني الخامس الذي انعقد في عمان في 5/6/1933م وكان الحزب برئاسة ناجي العزام، وفي 15/10/1952م شارك قاسم الهنداوي في إعادة تشكيل»حزب الشعب الأردني»برئاسة عبد المهدي الشمايلة بعد أن كانت الحكومة قد حلـَّـت الحزب في 7/7/1947م بعد شهرين من تشكيله، وعندما تشكل»حزب الأمة»برئاسة الرئيس سمير الرفاعي في 7/7/1954 م كان قاسم الهنداوي أحد مؤسِّسيه وأصبح عضواً في اللجنة التنفيذية للحزب.



نـُبذة عن نسب آل الهنداوي

يورد كتاب»الصفوة ـ جوهرة الأنساب ـ الأردن»لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة رواية لم يذكر مصدرها تقول إن عشيرة الهنداوي في ناحية بني عبيد تعود بجذورها إلى عشيرة الهنادي في مصر التي تعود بجذورها إلى قبيلة بني سليم بن منصور من ذرية هند بن سلام بن لبيد من بني سليم بن منصور بن قيس بن عيلان بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وكانوا أحلاف قبيلة عتيبة من هوازن في الجزيرة العربية، ويذكر البطاينة أن قسما من عشيرة الهنادي المصرية قدمت إلى الأردن مع جيش إبراهيم باشا إبن حاكم مصر محمد علي باشا الكبير لبسط سيطرة الدولة العثمانية»1832 م»، وكان أحد شيوخ الهنادي من قادة الجيش، وقد استقرَّ في النعيمة ومن أعقابه تشكـَّـلت عشيرة الهنداوي، ويذكر البطاينة أن لعشيرة الهنداوي المقيمة في ناحية بني عبيد أقارب في مصر منهم الطحاوي والسلاطنة والهنادي في صعيد مصر والعلوانة والطريفات.

ويورد الدكتور الصيدلاني عبد الرؤوف الروابدة في كتابه «معجم العشائر الأردنية» رواية لم يذكر مصدرها تقول إن عشيرة الهنداوي تنتسب إلى الهنادي من السعادي من قبيلة بني سليم بن منصور من ذرية هند بنت سلام من قيس عيلان وهم عرب الجبل الأخضر في ليبيا، ويذكر أن فريقا منهم هاجر إلى مصر»محافظة الشرقية»ثمَّ ارتحل قسم منهم في مطلع القرن التاسع عشر إلى بلاد الشام في مجموعات متتابعة أومتطوعين في حملة إبراهيم باشا المصري التي قدمت في عام 1832 م، ويذكر أن قسما من الهنادي استوطن بين حلب والفرات بسوريا، وأستوطن قسم آخر في فلسطين ويذكر أن لهم أقارب في سوريا وأن عشيرة العوازم من بلقاوية مادبا هم من الهنادي، ويورد الروابدة رواية أخرى لم يذكر مصدرها تقول إن عشيرة الهنداوي في النعيمة تنتسب إلى بني مدلج، وأنهم هاجروا من الحجاز إلى منطقة الكرك، ويورد كتاب»قضاء عجلون»لمؤلفه الدكتور عليان عبد الفتاح الجالودي إسم الشيخ ونس الهنداوي من النعيمة من بين أسماء عدد من الزعامات المحلية التي تمتـَّـعت بالنفوذ في أواخر العهد العثماني، كما ينقل عن السجلات العثمانية إسم محمد أفندي بن هنداوي»توفي عام 1329 هـ ــ 1911 م»من بين أصحاب الأملاك في إيدون مع أنه كان مقيما في النعيمة.

التاريخ : 14-01-2012

تعليقات

‏قال Umzug Wien
اخر الرجااااااااال المحترميييييييييين
‏قال اسعار عملات
الله يرحم ايامه