البغدادي المولد أمير اللواء رشيد المدفعي .. أول الوزراء الأكراد في الحكومات الأردنية


كان الوزير أمير اللواء رشيد عبد الكريم المدفعي واحداً من مئات من رجالات الحركة الوطنية الذين تصدَّوا لمظالم حكومة حزب الاتحاد والترقــِّـي الماسونية في أواخر سنوات الدولة العثمانية، وبعد خروج الاتحاديين واصلوا تصدِّيهم للمحتلين الإنجليز في العراق وفلسطين وشرقي الأردن وللمحتلين الفرنسيين في سوريا ولبنان فطاردهم المحتلون ولما لم يستطيعوا القبض عليهم أصدروا أحكاماً غيابية بإعدامهم فلجأوا إلى شرقي الأردن حيث استقبلهم الأردنيون بالترحاب بسبب ما كانوا يتحلون به من مشاعر وطنية، وكان منهم الوزير رشيد عبد الكريم المدفعي وقريبه جميل محمد عباس المدفعي الذي تخرَّج معه ضابطا في الهندسة العسكرية من إسطنبول والذي أصبح مستشارا للملك فيصل الأول في دمشق، وبعد تأسيس الإمارة الأردنية عُيـِّـن حاكماً عسكرياً ومتصرفاً للكرك ثم مديراً للأمن ثم متصرفاً للسلط، ثمَّ عاد إلى بغداد ليشكّـل الحكومة خمس مرات في العهد الملكي، بينما بقي أمير اللواء رشيد المدفعي في شرقي الأردن وكانت معظم إقامة الوزير رشيد المدفعي في شرقي الأردن في مدينة السلط، وقد تحدَّث عنه الدكتور هاني صبحي العمد في كتابه»أحسن الربط في تراجم رجالات من السلط»باعتباره من أبناء السلط فذكر أنه من مواليد بغداد في عام 1882 م لأسرة كردية، وبعد أن أنهى دراسته في المدرسة الرشدية العسكرية في بغداد انتقل إلى إسطنبول وتخرَّج من دار الهندسة البرية السلطانية ضابط مدفعية برتبة ملازم ثان ٍ، وخدم في الجيش العثماني وجُرح معركة»كوت العمارة في جبهة العراق ضدَّ القوات البريطانية، وعندما علم بقيام الثورة العربية الكبرى انتقل إلى مصر ثمَّ إلى الحجاز ليصبح قائداً لفرقة المشاة الأولى التي تشكـَّـلت في عام 1917م لتنضمَّ إلى جيش الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي، ثمَّ تولى قيادة الفرقة الثانية ثمَّ عُيِّن مفتشاً للمدفعية، وكان يتقن اللغتين التركية والفرنسية إلى جانب العربية والكردية.

وبعد تأسيس الإمارة الأردنية إستعان الأمير المؤسِّـس عبد الله الأول بن الحسين برجالات الفرع الأردني لحزب الإستقلال وكان منهم أمير اللواء رشيد المدفعي الذي شغل منصب القائد العسكري لمنطقة عمَّـان بعد ترفيعه إلى رتبة أمير لواء، ثمَّ مديرا للأمن العام في عام 1923 م، ثمَّ انتقل إلى وزراة الداخلية ليشغل منصب الحاكم الإداري في ألوية البلقاء والكرك وعجلون ومعان، ثمَّ عُيِّـن محافظا للعاصمة، ثمَّ شغل منصبي وزير الداخلية ووزير الدفاع في حكومة الرئيس توفيق أبوالهدى المشكلة في 6/ آب /1939م، وتوفي إلى رحمة الله في 22 / شباط / 1946 م ودفن في السلط.

وتجدر الإشارة إلى أن كريمة الوزير رشيد المدفعي الإعلامية مديحة المدفعي كانت أول إمرأة أردنية تقتحم ميدان العمل الإذاعي في بدايات الخمسينيات من القرن العشرين المنصرم، حيث كانت لفترة طويلة المذيعة الأولى في إذاعة لندن الناطقة باللغة العربية.

التاريخ : 17-03-2012

تعليقات