عمر الصالـح البرغوثـي


يذكر الأديب الأستاذ يعقوب العودات الهلسا في كتابه»من أعلام الفكر والأدب في فلسطين»أن عمر محمود الصالح البرغوثي ولد في بيت المقدس»1894 م»، والتحق في عام 1904 م بمدرسة المطران سانت جورج وانتقل في عام 1906 م إلى مدرسة الشباب الإنجليزية في القدس ثمَّ انتقل في عام 1907 م إلى مكتب سلطاني بيروت، وفي تلك المرحلة تفتـَّـح وعيه على مظالم حكومة حزب الإتحاد والترقـِّـي الذي كان غالبية قادته من يهود الدونمة ومن الماسونيين المتصهينين والتي سيطرت على مقاليد الأمور في الدولة العثمانية، فانخرط البرغوثي في نشاطات الجناح الشبابي للحركة الوطنية العربية التي كانت تتصدَّى للإتحاديين عبر العديد من الجمعيات والأحزاب السرِّية كجمعية العربية الفتاة وحزب اللامركزية وحزب العهد، وكان البرغوثي من بين المئات من ناشطي الحركة الوطنية العربية الذين لاحقتهم سلطات حكومة الإتحاديين بالسجن والنفي، ولكنه تمكـَّـن من الإفلات من قبضتهم متنقلا من قرية إلى قرية إلى أن خرجت جيوش الإتحاديين من فلسطين وغيرها من بلاد الشام، ولم يلبث أن أصبح من أبرز نشطاء الحركة الوطنية الفلسطينية التي تولت مهمة التصدِّي للإحتلال البريطاني وللمخطط الصهيوني المدعوم بوعد بلفور لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين على حساب شعبها العربي، فشارك في تأسيس الجمعية الإسلامية المسيحية في عام1919 م وانتخب عضواً في هيئتها الإدارية، وفي شهر تموز من عام 1920 م شارك البرغوثي في مظاهرة قادها الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر إحتجاجا على تعيينالسياسي البريطاني اليهودي الأصل هربرت صاموئيل مندوبا ساميا على فلسطين، وحكم الإنجليز على الحاج أمين بالسجن 15 عاما وحكموا على البرغوثي بالنفي إلى عكا، وبعد عودته إلى القدس التحق البرغوثي بمعهد الحقوق الفلسطيني في القدس وتخرَّج منه في عام 1924 م وعين في المعهد نفسه لتدريس مادة القانون المدني واصبح عضوا في مجلس أمنائه، وبقي في عمله حتى نكبة عام 1948 م، وبعد توحيد الضفتين فاز البرغوثي بمقعد في المجلس النيابي الرابع»17 / 10 / 1954 ـ 26 / 6 / 1956 م»، وشارك في حكومة الرئيس هزاع بركات المجالي المشكلة في 15/12/1956 م وزيرا للمعارف (التربية والتعليم لاحقا).

إلى جانب اهتماماته السياسية فقد كانت للأستاذ عمر الصالح البرغوثي اهتمامات بالدراسات التاريخية فألف كتاب»المراحل»من ثلاثة أجزاء يتحدَّث فيها إلى جانب حديثه عن سيرته الذاتية عن مجريات الأمور العالمية والإقليمية والمحلية في الفترة التي تمتد بين أواخر القرن التاسع عشر والثلث الأخير من القرن العشرين، كما شارك الأستاذ خليل طوطح في تأليف كتاب»تاريخ فلسطين»، وانتقل الأستاذ عمر الصالح البرغوثي إلى رحمة الله في عام 1965.

نـُـبذة عن نسب آل البرغوثي

ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّـاغ في كتابه الموسوعي»بلادنا فلسطين»أن اسم عائلة البرغوثي / البراغثة جاءهم من إسم الجدِّ المؤسِّـس»برغوث»الذي يعود بجذوره إلى عشيرة بني زيد وهي بطن من بطون قبيلة بني حرام من جذام القحطانية، وقد ارتحل برغوث إلى دير غسَّـانه الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله بفلسطين، ويذكر الدبَّـاغ أن الناس يعتبرون زعامة ومشيخة بني زيد في آل البرغوثي، ويذكر الوزير عمر الصالح البرغوثي في مذكراته أن البراغثة يعودون بنسبهم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأنهم ارتحلوا من الحجاز إلى مصر في أعقاب ما حصل للصحابي الجليل عبد الله بن الزبير في عهد الأمويين، ثمَّ ارتحلوا من مصر إلى تونس ثمَّ توجهوا إلى فلسطين استجابة لنفير الجهاد الذي أطلقه بطل حطين المجاهد صلاح الدين الأيوبي لتحرير بيت المقدس وفلسطين من إحتلال الفرنجة الذين كانوا يتسترون وراء الصليب، ووصلوا أولا إلى شرقي الأردن وأقاموا في منطقة الشوبك، ثم انتقلوا إلى القدس وتولوا حراسة أحد أبواب القدس المُسمَّى باب الداعية»باب الحديد)، وتقول رواية إن عائلة البراغثة تعود بنسبها إلى قبيلة بني سليم التي تتوزع على فخذين هما الكعوب وأبوالليل، وإن جد فخذ أبوالليل واسمه أبوالليل بن أحمد من بني حصن بن علاق بن عوف من قبيلة سليم أعقب ثلاثة ذكور منهم برغوث جد البراغثة، وتقول رواية إن بني علاق من فرع عوف من قبيلة سليم التي ينحدر منهم البراغثة من قبائل ليبيا، وينقل كتاب»قاموس العشائر في الأردن وفلسطين»لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري عنهم قولهم إن أصلهم من بلدة بيت ريما في منطقة رام الله، ويسكنون في عابور وكوبر وبيت ريما وعرَّابة، ويشير عمَّاري إلى عشيرة تحمل إسم البرغوثي في طيرة حيفا بفلسطين، ويُعرفون أيضا باسم دار الفار، ولم يتطرَّق إلى وجود أوعدم وجود علاقة قرابة بينهم وبين براغثة منطقة رام الله، ويورد كتاب»معجم العشائر الفلسطينية»لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أسماء خمسة عشائر وعائلات فلسطينية تحمل إسم البرغوثي تتوزَّع على بيت ريما وكفرعين ودير غسانة والقدس، ويذكر أن دير غسانة هي المركز الرئيس لآل البرغوثي ومنها توزَّعوا إلى أنحاء مختلفة، ويذكر كتاب»كتاب عرَّابة الأول – الناس»لمؤلفه الدكتور فائز فارس محمد الحمد أن براغثة عرَّابة قدموا إليها من بيت ريما في منطقة رام الله قبل فترة طويلة بسبب نزاع بين الشقيقين حمد وحمدان وبين أحد أعمامهم أسفر عن مقتل العم، فارتحل الشقيقان حمد وحمدان من بيت ريما إلى بلاد الشعراوية ثمَّ إلى بلاد حارثة ثمَّ استقرَّا في عرَّابة ومن أعقابهما تشكـَّـل فرع البراغثة في عرَّابة.

التاريخ : 03-03-2012

تعليقات