عمان 23آذار(بترا) من زهير الطاهات - قلة من ابناء الوطن من يعرف بركة "العرائس" التي تعد بحق بحيرة طبيعية حقيقة ونادرة على ارض وطننا الحبيب ، وتبلغ مساحة مسطحها المائي عشرة دونمات من الارض، فيما تصل مساحتها مع ما حولها من الارض الى اثنين وثلاثين دونما،ويقدر عمقها باكثر من خمسين مترا .
ويعد هذا الموقع من اهم المواقع السياحية في الاردن، لوقوعه في الجزء الدافئ من إقليم البحر الأبيض المتوسط على طريق الطيور المهاجرة ،وعلى بعد 500 متر يجاورها نهر اليرموك الخالد في ضمير وجداننا العربي والاسلامي، ويحتضن أنواعا من الحيوانات النادرة والطيور مثل ثعلب الماء، وبومة السمك، والسلاحف النهرية والمائية، وهي من الاصناف النادرة والمهددة بالإنقراض، كما انها محطة استراتيجية لاستراحة العديد من أنواع الطيور خاصة الطيور المائية ، اضافة الى انها تمثل امتدادا طبيعياً لشرق النهر وموقعا آمنا يوفر الغذاء والملاذ الملائم للكائنات التي تسكن النهر.
وتقع بحيرة "العرائس" على خاصرة الوطن الشمالية مكانا طبيعيا لعشاق البيئة، وصومعة لهم تخلصهم من التوترات والاضطرابات النفسية وتحررهم من القلق وضغوط الحياة وتوتراتها ،لتميز موقعها الفريد الخاص للاستجمام والسياحة الترويحية ، ومستودعا حيا للتنوع الأحيائي في الأردن، وتستحق من كل الجهات حمايتها ورعايتها وتسميتها محمية طبيعية لتضاف إلى المحميات الطبيعية القائمة على ثرى الأردن.
ومن يزور هذه البحيرة يسمع صوت الكائنات الحية فيها تقص وتروي حكايات العرائس وضحكاتهن من اللواتي كن يستحممن في البركة قبيل ليلة الزواج، وكن يستعملن منقوع نبات الطيون العطري في آخر مرحلة من الاستحمام لتظل رائحتهن زكية فترة طويلة.
وتمتلك بحيرة "العرائس" خصائص وميزات طبيعية وتنوعاً في أشكال الحياة البرية والمائية، من بينها أنواع فريدة وأخرى مهددة بالانقراض، وتمتلك والمنطقة المجاورة لها جمالاً طبيعياً خلاباً خاصة في فصل الربيع، ،وهي مكان مناسب لهواة مراقبة الطيور والباحثين البيئيين.
وتكتسب البركة وما حولها جمالاً إضافياً عندما يجري اختيار طريق الوصول إليها من قرية ملكا، حيث توجد أشجار كثيفة من أشجار البلوط والزعرور والعبهر والقيقب وغيرها، إضافة الى أكثر من ألفي نوع من الأنواع النباتية العشبية التي تمثل إقليم البحر الأبيض المتوسط.
ويوضح الخبير البيئي درويش الشافعي بانه يوجد في البركة وما حولها معظم أنواع الزواحف المسجلة في الأردن مثل الحراذين والأوزاغ والعضيات والثعابين والأفاعي، أما الضفادع فيوجد منها نوعان هما: العلجوم الأخضر وضفدع المستنقعات وضفدع الأشجار.
كما يوجد فيها اكثر من مائة نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة مثل :صائد السمك الإزمرلي وصائد السمك الأبقع والرفراف ومالك الحزين الرمادي وبلشون الماشية والواق الصغير وبلشون الليل والبلشون الأبيض الصغير والزقزاق الشامي والزقزاق أبو ظفر والوروار الأوروبي والغرة (الكووت) ودجاجة الماء والغطاس وعدة أنواع من البط وغيرها الكثير.
ويحذر الشافعي من خطر القضاء على البحيرة اذا تم اهمالها من الجهات المختصة كما اصبح مهددا بالانقراض بعض انواع السلاحف المائية التي تنتمي لعائلة Bataguridae واسمها العلمي Mauremys rivulata، فهذه السلاحف محدودة الانتشار وتعاني من شح الغذاء وتتحسس من الملوثات البيئية.
وتكشف دراسة للشافعي بان الثدييات التي تتوفر في هذه البحيرة من الانواع النادرة مثل :النمس المصري والثعلب الأحمر والذئب وابن آوى والضبع المخطط وقط الغابات والقنفذ الأوروبي. علما بأن قط الغابات وثعلب الماء من الحيوانات المهددة بالانقراض.
ويدعو استاذ البيئة الدكتور جعفر الوديان جميع الجهات المختصة الى ضرورة ايلاء هذه البحيرة الطبيعية كل عناية واهتمام وحمايتها من خطر الجفاف اذا ما استمر الاعتداء عليها، وان تدرج ضمن المواقع السياحية الاردنية ضمن خارطة السياحة الاردنية.
كما ابدت رئيسة الجميعة الاردنية لحماية السلاحف البرية والبحرية عبير البلبيسي استعداد الجمعية اقامة محمية طبيعية وانشاء شاليهات وعمل صيانة للبحيرة خاصة اثر تعرضها المستمر لعوامل الطمي بسبب العوامل الطبيعية .
ولفتت البلبيسي الى ان الجمعية رصدت انتهاكات واعتداءات عليها من قبل بعض المزارعين الذين قاموا بالسحب الجائر من مياهها والاستخدام غير العلمي مما يسبب تلوث المياه ويعرض الحياة البرية فيها للخطر لانها موئل طبيعي لفئة من السلاحف النهرية والضفادع البرمائية والبط والإوز وكونها محطة مهمة لاستراحة الطيور المهاجرة ولا تقل اهميتها عن واحة الأزرق.
ويبين اختصاصي البيئة في جامعة اليرموك سهيل اسماعيل بان بركة "العرائس" تستحق ان يطلق عليها بحيرة، لما تتمتع به من النظم البيئية والمساحة والعمق اضافة الى موقعها الاستراتيجي بين الجبال الجميلة والمغطاة بأشجار البلوط التي تعد شجرة الأردن الوطنية (الملول) .
ويضيف،كما يكثر في بركة العرائس كائنات حية نادرة وفريدة في المنطقة وتمتاز بكثرة نبات القصيب والحلفا (ذيل القط) والطيون والخبيزة والهندباء(العلت) وعدة مئات من النباتات المزهرة التي استعملت ولا زالت تستعمل كغذاء أو دواء.
--(بترا) زهـ / م ع / أ ز 23/3/2012 - 05:09 م |
تعليقات