عواد يوسف عواد الجبور...أصغر مختار في الأردن

الدستور ـ طلعت شناعة

كان المختار واحدا من رموز المجتمع، فهو يملك «سُلطة» تبدو قريبة من الناس ومن أصحاب الشأن. ومهماته عديدة، فهو « وسيط» يصلح أحوال الناس. وهو العارف بنسب أبناء المنطقة، واذا ما طلبت السلطات الرسمية معرفة عنوان شخص لجأت الى المختار لكونه الملم بالاباء والاجداد وجذور العائلات وأماكن المواليد الجدد والقُدامى.

عمل المختار، كما كنا نعرفه في الماضي، واضح احيانا ومُلتبس أحيانا أُخرى. وتغير العصر وتلاشى عمل المختار أو هكذا صرنا نتخيّل. وفاجأنا، عواد الجبور، بكونه «أصغر» مختار في الأردن. وهو ما أحالنا الى «مهمّة «المختار، سابقا وحاليا، ومن خلاله تعرفنا على مهام « المختار» كما يراها هو، إضافة الى المواقف الطريفة والانسانية والمختلفة له.



سيرة ومهمات

* وكيف اصبحت مختارا؟

- عواد يوسف عواد الجبور، مواليد عمان عام 1982 حاصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الاجتماعية من جامعة اليرموك، وشهادة دبلوم الدراسات العليا في علم المكتبات والمعلومات من الجامعة الاردنية، تم تعييني مختارا لمنطقتي وذلك بسبب حاجتها الماسة لمختار يمثلها ويراعي شؤونها وتم رفع عريضة «طلب» لوزارة الداخلية لتعييني مختارا من قبل سكان المنطقة التمسوا فيها الموافقة على التعيين وصدر كتاب الداخلية المتضمن الموافقة على تعييني مختارا لمنطقة الفيصلية / الحي الغربي.



*ما هي ابرز مهام وواجبات المختار؟

- للمختار كثير من المهام والواجبات يمكن اجمالها فيما يلي:

ان يحافظ على الامن داخل الحي او العشيرة التي عين مختارا لها.ومساعدة موظفي الحكومة في تأدية واجباتهم في منطقته.

وان يمسك ويصون السجلات والقيود والاحصاءات التي يوعز بها الحاكم الاداري.

وان يبلغ عن اي وفاة غير طبيعية حدثت في منطقته وان يبلغ عن اي شخص توفي وليس له وارث وان يقوم بتسجيل قائمة بأمواله وممتلكاته.



* هل ما زال للمختار دور فاعل في المجتمع والدولة؟

- ما زال للمختار دور فاعل في مختلف المجالات. فمثلا حسب المادة التاسعة من قانون المخاتير الوارد في الدستور الاردني يعتبر المختار في حكم الموظفين لغايات تطبيق احكام قانون العقوبات وهو يمارس الصلاحيات المخولة الى افراد الشرطة باعتباره من افراد الضابطة العدلية في منطقته، ناهيك عن دوره الواضح والفعال في اصلاح ذات البين ودرء الخلافات في المجتمع عن طريق السيطرة على الخلافات والمشاكل وانهائها بشكل ودي للحيلولة دون وصولها للقضاء فتتشعّب ويحدث ما لا تحمد عقباه.



شباب

* سنّك كشاب هل يؤثر على مهامك كمختار وهل يتقبل المجتمع المختار الشاب؟

- المرء بأصغريه فما دمت تصديت لتلك المهمة فلن يؤثر عليّ سني كشاب بل على العكس الشباب هم الاقدر على تحمل العناء والتعب وهم الاقدر على التكيف مع متطلبات العصر ولنا في القادة الشباب القدوة والمثل.

اما بالنسبة للمجتمع قد يستغرب وجود مختار في سن الشباب اذ ان الصورة النمطية للمختار ان يكون كبيرا في السن، لكن عندما يثبت هذا الشاب وجوده وانه يستحق هذا المنصب من خلال احترامه لنفسه، وبالتالي احترامه للجميع فسيتقبله المجتمع ويرحب به.

* لماذا انت مختار منطقة ولست مختار عشيرة؟

- يغلب على البيئة التي اعيش فيها الطابع العشائري وكان من السهل عليّ ان اكون مختاراً لفخذ عشيرتي كونه لا يوجد مختار يمثله، ولكن وجود مجموعة لا يستهان بها من القاطنين في منطقتي من خارج عشيرتي وايضا لا يوجود مختار يمثلهم دعاني لأن اتبنى مطالبهم بوجودهم واختاروني مختارا لهم على مستوى المنطقة وليس العشيرة لاخدمهم وامثلهم بعيدا عن الفئوية والجهوية.



*هل توجد امرأة تشغل منصب مختار؟ ام انه محصور بالرجال؟

- المشرّع الاردني لم يشترط الذكورة فيمن يشغل وظيفة المختار، لكنه حظر على الاناث اختيار المختار. فاختياره يتم من قبل الذكور لذلك على الاغلب تجد المخاتير وبنسبة كبيرة جدا من الذكور وهذا لا يمنع وجود امرأة بمنصب مختار وحسب علمي هناك سيدة بمنصب مختار.



عُرف

* ما هو القانون العشائري؟

- نستطيع القول ان القانون العشائري هو عرف ارتقى لمرتبة القانون لكن الخبراء عرفوا «القضاء العشائري» بأنه قانون له بنوده وفصوله باتفاق العشائر لحل النزاعات التي تنشب بينها ولحماية الحقوق من الضياع وتصفية النفوس بعد عمليات التقاضي واجراء الصلح بينها. ومن نافلة القول انه وليومنا هذا يتم تطبيق القانون العشائري في كثير من الخلافات والجرائم حتى بوجود القانون المدني، إذ ان كلاهما يكمل احدهما الآخر دون التأثير عليه او مناقضته.



* هل هناك وجود للمخاتير في دول غير الاردن؟ وهل انت متابع لأدوارهم؟

- نعم هناك مخاتير في كثير من دول المنطقة ولعل ابرز ادوار المخاتير موجودة في لبنان اذ تلتقيهم الحكومة وتشاورهم في كثير من الامور وحتى المفصلية منها في الدول، وهناك ايضا مخاتير في سوريا وفلسطين والكويت والبحرين وتركيا وانا اتابع اخبارهم واعمالهم باستمرار.



* هل عمل المختار متعب ام ممتع؟

- حقيقة «هو ممتع ومتعب في آن واحد». فالتعب لا يمنع الاستمتاع بالعمل، فهو متعب كون المختار هو حلقة الوصل بين الحاكم الاداري والناس وما يتبع ذلك من تلمس لحاجات الناس ومتابعة لمشكلاتهم وحلها بالتعاون مع مختلف الاجهزة ورصد البيانات والاحصاءات المختلفة وحفظها، وممتع لأنك تشعر بنفسك قد قمت بخدمة الناس وان لك دورا فاعلا في محيطك الذي تعيش فيه.



* هل تفضل لأبنائك ان يرثوا هذا المنصب منك مستقبلا؟

- اذا كان فيهم من هو جدير به وبمحبة الناس وثقتهم وكان كفؤا لهذه المهمة فلمَ لا.



* ما هي ابرز المواقف الطريفة التي مررت بها عبر تجربتك؟

- مررت بكثير من المواقف الطريفة من خلال تجربتي، لكن الاطرف هي نظرات الدهشة والاستغراب التي تعلو وجوه بعض المسؤولين الذين اقوم بمراجعتهم كمختار لمنطقتي، فهم يتخيلون ان المختار ما زال هو ذلك الشيخ بلباسه التقليدي وعمره الكبير، فيتفاجأون عندما ادخل عليهم باللباس الرسمي وبعمر الثامنة والعشرين.
التاريخ : 23-04-2012

تعليقات