ارتفاع عمر الزواج في المجتمع الاردني .. الاوضاع الاقتصادية السبب

الدستور - ياسمين الدويري

ارتفعت سن الزواج في الأردن في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ جدا، اذ اصبح الشباب يبلغون من العمر30 عاماً وما فوق وهم ما زالوا لا يملكون القدرة على الارتباط، بسبب تكاليف الحياة الصعبة، وإلتزامات الحياة الكثيرة التي فٌرضت على الشباب الاردني في سن مبكرة تأمين مصاريف الدراسة والبحث عن العمل الذي اصبح صعب المنال او الحصول على عمل براتب ضئيل جدا لايكفي لتأمين احتياجاته الخاصة، وخصوصا ان الاهل لم يعد بمقدورهم ان يساعدوا ابناءهم في كل شيء، لان التزامات الحياة اصبحت كثيرة عل عاتق الاهل.

وهذه الاسباب وغيرها الكثير أجبرت الشباب الاردني على عدم التفكير في الزواج في سن مبكرة لعدم قدرتهم على تحمل مسؤولية اسرة وتكفل بمصاريف الحياة الصعبة على امل تكوين أنفسهم، والقدرة على الزواج بعد بضع سنوات من العمل، ما ادى الى ارتفاع عمر الزواج في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ جدا وتضاعفت نسبة العنوسة في الاردن الى ما نسبته 15%، ما تسبب بتراجع معدلات الزواج بشكل يثير القلق على التعداد السكاني في الاردن.

وتحدثت دراسة بعنوان (مؤشرات الزواج والطلاق في الأردن لعام 2009) عن وجود أكثر من 98 ألف فتاة أردنية تجاوزت سن الثلاثين لم يسبق لها الزواج، إلى أن متوسط العمرعند الزواج الأول للذكور بلغ 29.6 سنة مقابل 26 سنة عند الإناث، بعد أن كان هذا العمر عشرين سنة للذكور و17 للإناث عام 1961.

ويقول علاء احمد (29 عاما)، يعمل محاسبا في احدى الشركات الحكومية، على ان الشباب يواجهون صعوبات كثيرة تحول بينهم وبين الزواج فاذا استطعنا تأمين المنزل فاننا لا نستطيع تأمين تكاليف العرس من أثاث وذهب والتزامات اخرى، مشيرا الى ان العادات الاجتماعية فرضت الكثير من المصاريف الاضافية التي اصبح من الصعب تامينها فعلى سبيل المثال ارتفاع اسعار الذهب مؤخرا شكل عبئا اضافيا على المقبلين على الزواج، وكثير من الاهل عند تقدم شاب ما لخطبة ابنتهم لايتنازلون عن الذهب او حتى التقليل من القيمه المطلوبه لانه برأيهم دليل على تقدير ابنتهم.



البحث عن الافضل



اما منال علي معلمة في احدى المدارس الحكومية (27عاما)، فقالت ان الأوضاع الصعبة دفعت بالكثير من الفتيات الى عدم التفكير بالزواج والبحث عن فرصة عمل من اجل تحسين اوضاعهن ومساعدة عائلاتهن وان الفتيات الان اصبحن متعلمات ولهن كيانهن المستقل ويبحثن دائما عن الافضل والارتقاء الى مستويات افضل في الحياة من خلال الارتباط في الشخص المناسب الذي يناسبها ويناسب طموحاتها ليس كما كان في الماضي. فكانت الفتاة ترتبط حسب اختيار الاهل وخوفها المستمر من ان يفوتها قطار الزواج، وتؤكد ليلى ان المجتمع تغيرت نظرته تجاه هذا الموضوع ولم يعد ينظر الى عمر الفتاة كما كان من قبل.



السكن



«الوضع المادي لا يسمح لي حاليا بالزواج « هذا ما قاله يوسف محمد (32عاما)، يعمل في احدى الشركات الخاصة «.ويضيف يوسف ان الاوضاع الاقتصادية تجعل الزواج مشروعا صعبا نظرا لتكاليفه الباهظة، وانه اجرة السكن وحدها قد تستنزف الكثير من راتبي الشهري ومن الصعب جدا شراء بيت ملك في هذه الفترة لان البيوت غالية الثمن وان الراتب لايتحمل اخذ قروض من البنك.



الفرصة الافضل



تقول تيماء محمود وهي خريجة منذ 3 سنوات،انها لم تجد لحد الان الشريك المناسب لها، فهي تعودت على مستوى حياة معين عند اهلها فلا تستطيع العيش دون هذا المستوى، وكثير من الناس ينتقدون نظرتها لانها برأيهم نظرة مادية بعض الشيء، ولكن هذه الاراء لاتوثر ابدا في رأيها لان المشاكل الماديه هي اهم اسباب الخلاف بين الازواج التي تؤدي الى الانفصال في وقتنا الحاضر.



رأي علم الاجتماع



يقول الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع، أن تأخر سن الزواج في الاردن اصبح أمرا مقبولا، ويعود ذلك للأسباب الاقتصادية والبطالة الموجودة في المجتمع، فانتشار البطالة بين الشباب وعدم توفر فرص العمل أمام الكثيرين، وانخفاض مستوى الرواتب مقارنة مع متطلبات الحياة الأساسية من مأكل وملبس ومسكن، يجعل الشاب غير قادر على التوفير والتهيئة للزواج في سن مبكر، وان الشباب الاردني يطمح الى ان يكمل تعليمه الى مستويات عليا قبل الزواج وان الفتيات أصبح لديهن طموح بالعمل قبل الزواج وان نظرة المجتمع اختلفت بالنسبة إلى سن الزواج بسبب العوامل الاقتصادية والاجتماعية ومن الأسباب الاقتصادية الأخرى ارتفاع المهور وتوابعها وارتفاع تكاليف حفلات الزفاف والاثاث كل هذه الاسباب دفعت الشباب الاردني الى التأخر في الزواج.
التاريخ : 23-04-2012

تعليقات