المنسف والملوخية وسيلة لطرح قضايا تهم الأردنيين من ضفتي نهر واحد

المنسف والملوخية وسيلة لطرح قضايا تهم الأردنيين من ضفتي نهر واحد

المنسف والملوخية وسيلة لطرح قضايا تهم الأردنيين من ضفتي نهر واحد
المنسف والملوخية وسيلة لطرح قضايا تهم الأردنيين من ضفتي نهر واحد
 
اذا كان الجدل السياسي الدائر في مصر حول الدولة التي يتوق اليها المصريون بين إسلامية أم علمانية، فإن الجدل في المملكة الأردنية الهاشمية يدور بين الحين والآخر حول "شرقية وغربية"، في إشارة الى ضفتي نهر الأردن اللتين تعود اليهما غالبية المواطنين الأردنيين الساحقة.
وفي محاولة لتناول الأمر من زاوية فنية كوميدية قدم المسرح الأردني مسرحية "لا شرقية ولا غربية"، تتناول العلاقة بين جبر بيك، وهو رجل من شرق الأردن وزوجته زريفة من غرب الأردن يسعى لمصالحة زوجته بعد خلاف استمر لسنوات، مما أدى الى انقسام أفراد الأسرة بين مشجع لفريق "الفيصلي" الذي يرى البعض انه يمثل الأردنيين، وفريق "الوحدات" الذي يرى هؤلاء أيضاً انه يمثل الفلسطينيين.
وكانت نقطة التحول للحوار بين الزوجين اكتشافهما ان لصوصاً دخلوا الى بيتهما وسرقوا محتوياته حتى الطعام، فيما هما منشغلان بالنقاش حول الأصل والمنبت، كما أوردت صحيفة "القدس العربي".
ويرى مشاهد المسرحية العديد من المواقف التي تحمل دلالات واضحة، منها رفض جبر بيك تناول الملوخية، رأى البعض انها إشارة الى بعض أبناء الضفة الشرقية الذين يقولون ان "الفلسطيني لم يجلب معه للأردن إلا الملوخية"، كما ان الرجل يرى في الملوخية اللون الأخضر الذي يرمز الى فريق "الوحدات"، مما جعله يرفض تناول أي صنف من الخضراوات. ورداً على موقفه هذا تناكفه زوجته زريفة بالقول "ابحث عن خضروات زرقاء اللون لتأكلها"، في إشارة الى لون الزي الرسمي لـ "الفيصلي".
وتتطور أحداث المسرحية ويصبح جبر بيك مسؤولاً فاسدأً، يدعو الى تشتيت أنظار الشعب عنه وعن أصدقائه اللصوص باقتراح تنظيم كرة قدم، يرفقه بتساؤل "في كل بلدان العالم يركض 22 لاعباً وراء الكرة بينما يركض وراءها في الأردن 6 ملايين مواطن."
وتتابع أحداث المسرحية التي تطرح قضية "أردني فلسطيني" بجرأة الى ان تعترف زريفة، الفلاحة الفلسطينية بأنها تحب المنسف لكنها تمتنع عن طبخه نكاية بأهل زوجها، فيما يعترف جبر الذي يتححدث بلكنة شمال الأردن بأنه يحب الملوخية لكنه يرفض ان يأكلها بسبب زوجته الفلسطينية. وفي نهاية الأمر وبعد ان يعي الجميع ان "الحرامية" لا يفرقون بين أردني وفلسطيني، يتفق الزوجان ومعهما ابنهما الذي يتحدث باللهجة الفلسطينية الفلاحية على الاتفاق كي يتسنى له ان يجد وظيفة، فيما تدعو الى المصالحة ابنتهما حتى تنجح بأن تجد عريساً. ويردد جبر انه يحب اللون الأخضر وان المباريات "تجري على أرضنا" لترد زوجته زريفة "نلعب بين جمهورنا."
 ويرى كثيرون من المهتمين انه من غير المعقول الفصل بين الشعبين حتى من منطلق "الفيصلي" و"الوحدات"، اذ يلعب شرق أردنيون في الفريق "الفلسطيني" مثل بشار بني ياسين، فيما يلعب غرب أردنيون في الفريق "الأردني" كشريف عدنان، ناهيك عن العديد من اللاعبين والإداريين الذين لا يأبه الجمهور الأردني بضفتيه بأن يعرف الى أي منهما تعود أصولهم.
ويؤكد كثيرون انه يفترض لنهر واحد ان يوحد بين شعبين تجمعهما قواسم مشتركة، ربما قل نظيرها، مقارنة مع أي شعبين عربيين آخرين تجمعهما هذه القواسم، كما يعرب هؤلاء ان نهر الأردن يجب ان يكون عامل الوحدة بين الشعبين لا الحد الفاصل بينهما.

تعليقات